بقلم: إكرام التميمي
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996على الحقوق الأربعة السياسية والمدنية التي تضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، وهي الحق في حرية الرأي والتعبير، الحق في الإعلام، الحق في حرية التجمع وتأليف الجمعيات، والحق في المشاركة في الحكم والوظائف العامة.
وكلها جاءت برزمة واحدة ولطالما هي تتضمن دساتير الدول في العالم؛ إذن هي محمودة المقال والمسار، وسيما إذا ما اقترنت بتطبيق هذه المبادئ، وعلى مبدأ الفصل بين السلطات (التنفيذية، والتشريعية، والقضائية)، واقتضت الحاجات الماسة للشعوب بين واقع متغير، ومأمول أفضل لخلق تواصل بين هذه السلطات والشعب، وحيث تتبلور الحقوق والواجبات للإنسان في حياته السياسية والمدنية، فحضرت الحاجة للشعوب وارتضت بأن تكون السلطة الرابعة نفسها هي الرقيب والحسيب للقائمين على هذه السلطات الثلاثة، وليطلق عليها "صاحبة الجلالة" ويتم تتويجها بمداد حر، وبنبض الضمير الصادق، وبصورة واقعية نزيهة.
ومما سلف نستطيع الحيث بأن حاجة الشعوب بالتمتع بحرية المعرفة، وحرية القول، وحرية البحث؛ والتي قد لا تكون بالضرورة توافر هذه الحريات؛ ولكن الأهم، هو ضمان ملموس لهذا الحق والقائم بفصل السلطات التقليدية الثلاثة السالفة الذكر.
ولو تطرقنا لدول العالم والأقاليم المجاورة، وحاولنا قياس مدى تنامي هذه الحريات، وبالتزامن مع متغيرات عديدة عصفت بالمنطقة برمتها، لوجدنا تراجع كبير لحرية الصحافة، وسيما والصراع على أوجه في الساحتين الدولية، والعربية، وفي ظل نزاعات باتت كالنار في الهشيم تزداد حدتها، كلما حاولت الصحافة محاكاة الواقع للشعوب، تأججت مشاعر الغضب أكثر وثارت المعارضة، وارتهنت الحكومات الصحافة تحت وطأتها؛ لتحظى بمكتسبات سياسية ما، وعلى ساحة ما داخلياً أو خارجياً، وتلكأت وسائل الإعلام بين مد وجزر، لعلها هي الاخرى ترتهن الشعوب لمكتسبات مادية أو معنوية، وخاصة في ظل تسارع سهولة الحصول على المعلومات، وشبكة التكنولوجيا المتطورة، وحداثة مستجدات ساهمت في السهولة بالتواصل الجماهيري والمجتمعي، فباتت الشعوب داخل دهاليز مطابخ الساسة ترقب بحذر، ولا يردعها الخشية من انقلاب ما، إلا بقية من ضمير نابض بصدق للإنسانية.
ولخير الأرض والإنسان، نحن نرقب جميع العاملين في الصحافة.. وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة ونحث الجهود والمأمول بالتمهل قبل الحكم، وقبل إثارة الفتن والنعرات، وحيث نطالب بأن ينوء الإعلامي بقلمه عن تلبيس الحق بالباطل، وحينها قد يستجيب الضمير العالمي .. ويصحو على من دنسوا وعبثوا بعذرية صاحبة الجلالة.