في اليوم العاشر من رمضان على مدار التاريخ؛ وقعت عدة أحداث مهمة أبرزها وفاة السيدة خديجة بنت خويلد عام 3 قبل الهجرة؛ واغتيال القيادي الإسلامي نظام الملك أبو الحسن علي بن إسحاق عام 485 هجرية؛ وانتصار المسلمين على الصليبيين في معركة المنصورة عام 648 هجرية؛ واندلاع حرب العاشر من رمضان عام 1390 هجرية.
يقول الباحث في التراث وسيم عفيفي إنه في اليوم العاشر من رمضان في العام الثالث قبل الهجرة توفت السيدة خديجة بنت خويلد زوجة النبي صلي الله عليه وسلم وأول من آمنت به من النساء والرجال وكانت وفاتها قبل ثلاث سنوات من الهجرة وبعد عشر سنين من البعثة النبوية، حسب “العربية”.
ولدت خديجة بنت خويلد بن أسد سنة 68 قبل الهـجرة؛ و تزوجت الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 28 قبل الهجرة، ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أي امرأة عليها في حياتها وكانت أقرب زوجات النبي إلى قلبه.
كانت خديجة رضي الله عنها صاحبة تجارة وعمل النبي صلى الله عليه وسلم في تجارتها مع غلامها ميسرة وسمعت أنه صادق وأمين، وحين أعجبت بالنبي صلى الله عليه وسلم تحدثت مع صديقتها نفيسة بنت مُنية، فكلمت النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ولم تمض فترة حتى خطبها النبي، وكان معه عمه أبو طالب وعمه حمزة وخطبوها من عمرو بن أسد.
حين نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم الوحي كانت أول من آمن بالإسلام، وكان لها دور بارز في الدعوة، أنجبت من الرسول صلى الله عليه وسلم 6 أولاد ولدين و4 بنات هم عبد الله، والقاسم، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، وكلهم ماتوا في حياته عدا فاطمة فقد ماتت في خلافة الصديق أبو بكر.
وفي مثل هذا اليوم 10 رمضان سنة 3 قبل الهجرة انتقلت السيدة خديجة بنت خويلد إلى بارئها عن عمر 65 عاما، ودفنها النبي صلى الله عليه وسلم، في اليوم العاشر من رمضان اغتيل واحد من أعظم الشخصيات التاريخية، الذين كان لهم دور كبير في خدمة الشريعة الإسلامية، سواء على صعيد الحكم والإدارة أو على صعيد التأليف والبناء وهو الوزير الإسلامي نظام الملك ابو اسحاق.
نشأ نظام الملك يتيم الأم، فقد ماتت أمه وهو رضيع، فكان أبوه يطوف به على المرضعات؛ أخذ العلم عن الإمام أبي القاسم القشيري، وأبي مسلم بن مهربزد الأديب.
كان نظام الملك عالي الهمة، فمع انشغاله بالعلم إلا أنه كان يعمل في الخدمة لدى الأمراء، ونذر نفسه خدمة للصالحين والعطف على الفقراء والمحتاجين، ولذلك كان كثير الإنعام على الصوفية.
اهتم نظام الملك بالتنظيمات الإدارية فكان اليد الموجهة لأداء الدولة في عهد السلطان ألب أرسلان، واتسعت سلطاته في عهد السلطان ملك شاه، فأشرف بنفسه على رسم سياسة الدولة الداخلية والخارجية بشكل كبير.
بحلول القرن الخامس الهجري كانت فرقة الحشاشين بقيادة حسن الصباح تمثل خطرا داهما على الأمة الإسلامية والمشروع السني، وهو ما فطن إليه نظام الملك جيدًا، فعمل من أول يوم على وأد أي تحرك لهذه الأفكار الضالة.
وفي يوم العاشر من رمضان عام 485 هـجرية ؛ خرج نظام الملك مع السلطان ملك شاه من أصبهان قاصدا بغداد، فاجتاز في بعض طريقه بقرية بالقرب من نهاوند، وحان وقت الإفطار فصلى الْمغرب فِي هَذِه اللَّيْلَة وَجلسَ على السماط وَعِنْده خلق كثير من الْفُقَهَاء والقراء والصوفية وَأَصْحَاب الْحَوَائِج، ولما أفطر جاءه صبي ديلمي في هيئة مستغيث ومعه قِصَّة، فدعا له الصبي وطلب منه تناولها، فمد نظام الملك يده ليأخذها، فضربه الصبي بسكين في قلبه فخر صريعا ، ليكون نظام الملك أول وزير يغتاله الحشاشون وكان ذلك الصبي القاتل احد أدواتهم.
في اليوم العاشر من رمضان عام 648 هجرية وقعت معركة المنصورة التي انتصر فيها المسلمون على الصليبين؛ ويقول عفيفي إن مصر أصبحتْ هدفًا مباشرًا للحملات الصليبيَّة بعد الدَّوْر الكبير الذي لعبتْه في معارك التحرير في عهدِ السُلطان صلاح الدين الأيوبي وقصدتْها الحملةُ الصليبيَّة الخامسة القادِمة من غرب أوربا بقيادة حنا برين سنة 615 هـجرية في عهد الملك العادِل الأيوبي، وتمكَّنتْ من الاستيلاء على دمياط، ولكنَّ المسلمين تمكَّنوا مِن دحْرها سنة 618 هـجرية.
عاود الصليبيون الكرةَ بعدَ الانتصارات العظيمة التي أحْرزها ضدهم الملكُ الصالِح نجم الدِّين أيوب؛ إذ تمكَّن مع جنوده مِن استرداد بيت المقدس وإلْحاق هزيمة بالصليبيِّين في موقعة غزة سَنَة 583 هـجرية 1187ميلادية التي قُتِل فيها حوالي ثلاثين ألف صليبي؛ ولذا سُمِّيت بموقعة حطِّين الثانية.
وأعقب ذلك نجاحُ السلطان في توحيد مصر والشام، فأصبحتَا تشكِّلان جبهةً واحدة قوية في مواجهة الصليبيِّين؛ ونتيجة لهذه التطورات دعا البابا أنوسنت الرابع إلى حملةٍ جديدة على الشّرْق الإسلامي، وحاول عقدَ اتفاقيات مع المغول؛ ليهاجموا المسلمين في نفْس الوقت مِن ناحية الشرق، فيُصحبوا بين فكَّي الأسدين المغولي والصَّليبي، وأرسل مِن أجل ذلك بعثتَين إلى بلادِ المغول.
لم يستجبْ للبابا من ملوك أوربا سوى لويس التاسع ملك فرنسا، و بدأ المغول في الزحْف على شرق العالَم الإسلامي في نفْس الوقت الذي تحرَّكتْ فيه الحملةُ الصليبيَّة السابعة نحوَ مصر بقيادة لويس التاسِع نفْسه، وكانتْ أكثرَ تنظيمًا، وأوفر عُدَّةً وعتادًا من سابقتها.
وصلتِ الحملة إلى شواطئ مصر في ظروف حَرِجة ثم اتَّجهتْ إلى دمياط سنة 647 هـجرية ، فاستولتْ عليها وعلى ما فيها مِن عتاد؛ وتوهَّم الصليبيُّون بعدَ استيلائهم على دمياط أنَّهم في نزهة، وأن الأمر سيكون سهلا ، فتقدَّموا ووجَدوا مقاومةً من الأمير فخر الدين بن شيخ الشيوخ عندَ بحر أشمون، فاستشهد الأميرُ ونجَح الصليبيُّون في التقدُّم نحو المنصورة، ووجدوها ساكتةً صامتةً، فحسِبوها خالية، فدخلوها وانتشَروا في حواريها وأزقَّتها، وعندئذٍ فُوجِئوا بجندِ المماليك ينقضُّون عليهم كالوحوش الكاسِرة، فوقَع أكثرُهم بيْن قتيل وأسير، وفرَّ الباقون عائدين نحوَ دمياط ومنها الى بلادهم مرة أخرى وكان ذلك في اليوم العاشر من رمضان 648 هجرية.
في العاشر من رمضان عام 1973 ميلادية عبرت القوات المصرية قناة السويس؛ وحطت خط بارليف وكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة والحقت بها هزيمة افقدت الإسرائيليين توازنهم وكسرت غرورهم، استمرت الحرب حتى تم وقف اطلاق النار في اخر كتوبر من نفس العام وبدأت معها مفاوضات فك الاشتباك وصولا بمعاهدة السلام واستعادة سيناء.
نقلا عن صحيفة محيط