إذا كنت أباً أو أماً فربما ستجد أنك تشعر بالذنب عشرات المرات كل يوم لأمورٍ فعلتها أو لم تفعلها مع أطفالك. وستساورك مشاعر مثل هذه لأسبابٍ شتى، بدءاً من التساهل معهم وصولاً إلى الإحساس بأنك لم تخصص لهم وقتاً أطول. لذا قد تطول القائمة التي تتضمن بواعث ندمك في هذا الشأن، ولكننا اخترنا أن نستعرض في السطور المقبلة بعضاً من هذه البواعث فحسب.
التوجه إلى العمل
حتى وإن كان الذهاب إلى العمل أمراً لا مفر منه لكسب الرزق وتوفير الاحتياجات الضرورية للأسرة، بما فيها الأطفال بطبيعة الحال، فإن الكثيرين منّا يشعرون بالذنب خلال مصافحتهم لأطفالهم صباحاً قبل التوجه إلى مقر العمل، لاسيما وهم يرون وجوه الصغار تبتعد شيئاً فشيئاً كلما ابتعدوا عن المنزل.
منح العمل الاهتمام الأكبر
حتى بعد عودتك إلى المنزل، يمكن أن تبقى مشغولاً بعملك ومشكلاته. الأسوأ من ذلك، ألا يقتصر الأمر على مجرد الانشغال الذهني وأن يمتد إلى قضائك أوقاتاً ليست بالقصيرة وأنت تتابع شؤون عملك عبر الهاتف، رغم أن الأجدر بك أن تتفرغ لأسرتك وأطفالك عندما تكون في المنزل.
الاستسلام لمطالب الأطفال بسهولة
ليس من اليسير على الأب أو الأم حمل الأطفال على احترام القواعد التي ينبغي عليهم مراعاتها، فهذا الأمر يتطلب الكثير من الإصرار والصبر كذلك. لذا فعندما تكون منهكاً بعد يومٍ عمل شاق، قد تجد نفسك أميل إلى قبول طلباتٍ من صغارك، ربما لا يُرجح أن تستسلم لها حينما تكون في حالتك العادية، وهو ما قد تندم عليه لاحقا.
الانشغال بالهاتف أكثر من اللازم
لا يجادل أحد في أن الهواتف الذكية أصبحت لصيقةً بنا أكثر من اللازم، فنحن نستخدمها في إجراء الاتصالات والرد عليها، وكتابة الرسائل النصية وتصفح رسائل البريد الإلكتروني وكذلك زيارة شبكات التواصل الاجتماعي، كل ذلك في وقتٍ واحد تقريباً وأمام الأطفال كذلك. وبحسب صحيفة «مترو» البريطانية، أظهرت نتائج صادمة لإحدى الدراسات الحديثة أن ثلث الأمهات أقررن بأنهن يستخدمن الهواتف الذكية لأكثر من تسع ساعات في اليوم الواحد، وهو ما يأتي على حساب الوقت المخصص لصغارهن بطبيعة الحال.
عدم الاهتمام باللعب معهم بما يكفي
كثيرون منّا يتذرعون بالانشغال بكي الملابس مثلاً أو بالشعور بالإرهاق، للتهرب من الاستجابة لطلبات أطفالهم باللعب معهم قليلاً. لكن ردوداً مثل هذه لا تنفي أنهم سيشعرون لاحقاً بالذنب والندم، لأنهم خيبوا آمال صغارهم في هذا الشأن.
السماح للأطفال بمشاهدة التلفزيون لوقتٍ طويل
يلجأ الكثير من الآباء والأمهات لترك أطفالهم أمام شاشات التلفزيون لأوقاتٍ طويلة، وذلك في محاولة لإلهائهم أو التخفيف من مسؤولياتهم تجاه الصغار. لكن ذلك قد يخلّف على المدى البعيد آثاراً سلبية لا يُستهان بها على التكوين النفسي لهؤلاء الأطفال.
نقلا عن جريدة الاتحاد