بقلم: إسراء غوراني
لم أتفاجأ لحظة سماعي نبأ اعتقال الزميل الصحفي وزميل مقاعد الدراسة معاوية نصار صباح أمس، فقد سمعت قبل أيام نبأ اعتقال زميل صحفي آخر وهو الزميل عبد الله بني عودة، عدا عن زملاء كانوا قد سبقوهم في سجون الاحتلال، ربما هذه الأخبار باتت معتادة.
لعل قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين الصحفيين المعتقلين منها الإخلاص لـ "صاحبة الجلالة"، ولكن ماذا لو فقدت صاحبة الجلالة حصانتها، لدرجة تزامن اليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يصادف الثالث من أيار من كل عام، مع انتهاكات متزايدة بحق عشاق جلالتها.
والزميلان أيضا في مقتبل العمر الصحفي فعبد الله اعتقل وهو متوجه لمنزله بعد إنهاء مناقشة مشروع تخرجه في كلية الإعلام، ومعاوية اعتقل قبل يوم واحد من مناقشة مشروع تخرجه، إذا هي حقا مهنة المتاعب كما يسمونها.
اعتقال الزميلين الذي تزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة لم يكن الانتهاك الوحيد لحقوق الصحفي الفلسطيني، فشهر نيسان المنصرم شهد انتهاكات متزايدة بحق الصحفيين، حيث اعتقل الاحتلال الصحفي مجد كيال مراسل صحيفة السفير اللبنانية على معبر الكرامة، بعد عودته من رحلة عمل إلى لبنان، واستهدف المصور الصحفي معاذ مشعل مصور وكالة الأناضول التركية بما يزيد عن عشر رصاصات مطاطية، وذلك أثناء قيامه بأداء واجبه الصحفي وتغطيته للأحداث في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله.
إذا استمرار الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين يؤكد أن الكلمة العليا ليست لـ "السلطة الرابعة"، فسلطويتها لم تحمها من تعسف الاحتلال، فكلها باتت مسميات في زمننا هذا، ومما يثبت ذلك أن قوات الاحتلال احتجزت خلال شهر نيسان الماضي طواقم وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" ومعدات التصوير الخاصة بها على مدخل قرية النبي صالح، التي كان الاحتلال يحاصرها، كما هددت بإغلاق تلفزيون وطن في رام الله، وذلك بحجة تشويش موجاته على معسكرات الاحتلال المجاورة.
كما أن هناك 11 صحفيا في سجون الاحتلال منهم من صدر حكم بحقه ومنهم من ينتظر، في ظل الصمت الدولي على انتهاكات القوانين الدولية التي تنص بشكل صريح على حرية الصحافة.
تتعدد القوانين التي تنص على حرية الصحافة، وحرية التعبير والكلمة، وفي مقابلها تتعدد أشكال الانتهاكات وحججها وذرائعها، فما دام الاحتلال فوق القانون فهو وحده صاحب الجلالة وهو وحده صاحب السلطة، وهو أيضا صاحب الحق في القفز عن أي قانون دولي واستبداله بقوانين ووقائع على الأرض يفرضها منطق القوة.