عدنان ابوصفا من أهالي بلدة  دير الغصون، يعاني من مشكلة نفسيه ويعيل أسرة مكونه من  5 أفراد منهم اربعة أشخاص من ذوي الإعاقة بإعاقات متعددة منها الحركيه والنفسية بالاضافة لمعاناته شخصيا من مرض نفسي جعله مقيد الحركة بحيث لا يستطيع العمل، فيما تقضي زوجته معظم وقتها بالعناية به وبباقي أفراد الأسرة الامر الذي حمل الابن الوحيد السليم العناء مبكرا من اجل توفير لقمة العيش الكريم لأسرته ولعمته التي تسكن في نفس المنزل أيضا وتعاني من مشكله حركيه، غير أن شبح البطالة لازمه  كباقي الشباب الفلسطيني بالوطن  والتي اقتطع الجدار الفاصل أكثر من 2500دونم من أرضها  وحرم  كثيرا من العمال من أماكن عملهم  ومنهم رسلان ابن عدنان رب الاسرة المنكوبة.

في عصر التقدم التكنولوجي قد يكون من الغريب أن نتحدث عن ابسط مقومات الحياة ولذلك من الصعب تخيل أن هناك  منزلا- إذا جاز لنا أن نسميه كذلك- يفتقد لأبسط مقومات الحياة خاصة أن رواده من ذوي الإعاقة، منزل لا يوجد به حمام لقضاء الحاجة ولا مطبخ وولا حتى ثلاجة لحفظ الطعام او حتى غسالة لغسل الملابس المتسخة، وبأرضية غير مؤهلة صحية ولا حتى مبلطة ولا أبواب ولا دهان ولا شبكة مياه، ولا أخفيكم أن الوصف ليس كالعيان  فمن الممكن القول ان الاسرة بحاجة الى كل مقومات الحياة من الفها الي ياءها .

وانطلاقا من ايمانها بجانب المسؤولية الاجتماعية للبلديات جنبا الى جنب مع مسوؤلياتها الاخرى  وقعت بلدية دير الغصون وبالشراكة مع برنامج التأهيل المجتمعي التابع لكل من جمعية الاغاثة الطبية الفلسطينية وجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني اتفاقية شراكة للاهتمام بهذه الفئة المهشمة، حيث تم تعينن عاملة تاهيل خاصة للعناية والاهتمام وتقديم الخدمات التاهيلية لهذه الفئة والتي استطاعت  وبعد اجراء عملية مسح ميداني شامل للبلدة من حصر اعداد الأشخاص ذوي الاعاقة وطبيعة الاعاقات والاحتياجالخاص بكل منها.

وكانت عائلة السيد عدنان ابو صفا ضمن الفئة المستهدفة لعمل البرنامج حيث تمكن طاقم البرنامج وأثناء زيارته من الاطلاع على وضع الاسرة عن كثب حيث تم نقل الصورة للبلدية والتي لم تذخر جهدا  من اجل السعي نحو وضع حد لهذه المعاناة حيث تم مناقشة الأمر مع الخيرين، وتم نشر القصة على موقع التواصل الاجتماعي للبلدية، وبشراكة رائعة مابين فئات المجتمع المحلي ومؤسساته والمحسنين من أهل الخير تمكن برنامج التاهيل العامل ضمن بلدية دير الغصون من مساعدة العائلة وذلك عبر التعاون مع العديد من المؤسسات  المحلية في البلدة وخلال فترة بسيطة تم تأهيل المنزل والارتقاء به ليصبح صالحا للحياة الآدمية، فقد تم بناء حمام متكامل وتشطيبه بأحدث المعدات بما يتلاءم مع احتياجات الأسرة وإعاقاتها، وتم تجهيز مطبخ

مؤهل بالاضافة للقيام باجراء تعديل كامل وشامل للمنزل ، وتم تامين ثلاجة عن طريق فاعل خير وتم تامين ملابس ومواد تموينية للأسرة.

 ومن جهتها اشارت عاملة برنامج التاهيل المجتمعي في دير الغصون امينة الجبالي الى الجهد الحثيث الذي بذله البرنامج والبلدية جنبا الى جنب لمساعدة الاسرة المنكوبة  بالاضافة لباقي عائلات الاشخاص ذوي الاعاقة في البلدة لافتة الى مدى اهمية الاهتمام بهذه الفئة المهمشة خاصة وانها تشكل قرابة 4 بالمائة من مجتمعنا الفلسطيني .

ومن جانبها اكدت مشرفة برنامج التاهيل المجتمعي في طولكرم نهريز عوفي على اهمية الشراكة القائمة بين برنامج التأهيل المجتمعي وبلدية دير الغصون والتي استطاعت وخلال فترة بسيطة تعميق معنى المسؤولية الاجتماعية على ارض الواقع وتحقيق العديد من النجاحات والامتيلازات في مجال خدمة الاشخاص ذوي الاعاقة في البلدة خاصة وان بلدية دير الغصون كانت من اوائل البلديات التي قبلت فكرة الشراكة مع برنامج التأهيل وتبنتها  بما يحقق المنفعة والفائدة من ابناءها من ذوي الاعاقة ويجلب لهم افضل واشمل الخدمات والمعيشة الكريمة الممكنة.

ان السعادة ليست شيئا أخر غير الشعور بها، وهذا ما يتحقق عندما ترى البسمة قد حلت بهذه الأسرة، شعور لا يمكن توصيفه ولا تقديره بثمن. ان المجتمع قوي بالمشاركة وقادر على فعل المستحيل، وليس من المستحيل إنقاذ الغريق وإغاثة الملهوف ، بل هي مسؤولية تضامنية، كما هي في حالتنا السابقة.