فلسطين المحتلة -
انتقد خبير عسكري إسرائيلي قرار حكومة تل أبيب تقليص إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة، واصفا الخطوة بأنها تنم عن حسابات مرتبكة.
واعتبر الخبير العسكري ألون بن دافيد -بمقال في صحيفة معاريف-أن من شأن قرار كهذا أن يقرّب من مسافة الحرب المقبلة مع حركة حماس، إذ يمنحها الفرصة كي تتهم إسرائيل بافتعال هذه الضائقة.
وقال إن حماس قد تتمكن من إقناع سكان قطاع غزة بضرورة خوض حرب أخرى مع إسرائيل.
وأضاف بن دافيد -الذي يعمل محللا عسكريا للقناة الإسرائيلية العاشرة-أن الأجهزة الأمنية والعسكرية أيدت هذا القرار السياسي بتقليص كهرباء غزة، اعتقادا منها أن ذلك سيضغط على حركة حماس وسيدفعها إلى أن تطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس تسلم إدارة القطاع.
وأكد أن الأوضاع السائدة في المنطقة اليوم ستدفع المعسكر الإقليمي الذي يعادي حماس ودولة قطر، لأن يشعر بالسرور وهو يرى إسرائيل تقاتل مرة أخرى ضد حماس وتضربها.
غير أنه استدرك قائلا إن كل ذلك يؤكد أن إسرائيل ليست لديها استراتيجية تجاه غزة، وأنها غير قادرة على أن تعرف طبيعة العلاقات التي تريدها من القطاع، وكل ذلك يشير إلى أن أمام إسرائيل أسابيع من التوتر مع ذلك الجزء من فلسطين.
وفي مقال آخر بالصحيفة نفسها، كتب المحلل السياسي في القناة الثانية أودي سيغال مقالا جاء فيه أن الإشكالية التي تواجه إسرائيل في حال أرادت الإطاحة بحكم حماس في غزة، تتمثل في عدم وجود خطة سياسية عسكرية وإنسانية لديها.
وأردف قائلا إن إسرائيل حتى اللحظة لم تقرر ما الذي تريده بالضبط من غزة، وفي المقابل فإنها تعرف جيدا ما الذي لا تريده، فهي لا تريد مواجهة عسكرية، ولا سقوط صواريخ حماس على المستوطنات الجنوبية، ولا احتلال قطاع غزة، ولا الاعتراف بغزة كيانا سياسيا مستقلا.
من جانبه، ذكر عامي روحكس دومبا الخبير العسكري في مجلة "يسرائيل ديفينس" المتخصصة في الشؤون العسكرية، أن قيادة حماس في غزة تعلم اليوم أن الذهاب لمواجهة مسلحة واسعة مع إسرائيل في هذه المرحلة على الأقل، ليس الخيار الصحيح.
وتابع القول إن إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية قررت الضغط على حماس من خلال تقليص كميات الكهرباء التي تصل للفلسطينيين في غزة، وفي الوقت ذاته أقدمت إسرائيل على القيام بسلسلة خطوات ميدانية عملياتية قرب جدار غزة، مثل المناورات المفاجئة، والزيارات غير المقررة سلفا لعدد من قادتها وساستها، مما ساعد بدوره على إشاعة أجواء من التوتر، الذي ما زال تحت السيطرة، ويبدو أن حماس التقطت هذه الإشارة.