إذا تأخرت في تحقيق حلم الأبوة فلا تبتئس كثيراً، فلعل ذلك سيشكل مؤشراً على أن الله سيرزقك بطفلٍ أكثر ذكاء. العبارة السابقة ليست محاولة تقليدية للمواساة، وإنما نتيجة خلصت إليها دراسة شملت أكثر من 15 ألف زوجٍ من التوائم في بريطانيا.
وأفادت نتائج الدراسة بأنه كلما زاد عمر الأب وقت مولد ابنه؛ تحلى الابن مع وصوله إلى مرحلة زمنية معينة بذكاءٍ أكبر وبقدرةٍ أفضل على التركيز. ومن بين السمات المتوقعة لهؤلاء الأبناء، عدم اكتراثهم كثيراً بمدى انسجامهم مع أقرانهم، مُقارنة بالصبية الآخرين ممن ولِدوا لآباء أصغر سناً.
وأجرى الدراسة باحثون أميركيون وبريطانيون؛ عكفوا على تحليل البيانات الخاصة بالمهارات المعرفية والعادات السلوكية الخاصة بالأطفال الثلاثين ألفاً. وأُخضِع المبحوثون لسلسلة اختباراتٍ بمجرد وصولهم إلى الثانية عشرة من العمر. كما شملت الاختبارات آباءهم، ممن طُرِحت عليهم أسئلة حول النظرة التي يلقاها أبناؤهم من أقرانهم، وكذلك بشأن ما إذا كان هؤلاء الأبناء مهووسين باهتماماتٍ تستغرق الجانب الأكبر من وقتهم.
وأظهرت النتائج وجود علاقة طردية بين عمر الأب وتعلق الابن المفرط بالتكنولوجيا الحديثة وتحليه بذكاءٍ مرتفع وميله للنأي بنفسه عمن حوله. وأوضحت الاختبارات التي جرت في إطار الدراسة أن الأبناء الذين يتميزون بهذه السمات، أبلوا بشكلٍ أفضل في الاختبارات المدرسية، خاصة تلك المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والرياضيات، وهو ما يوحي بأنهم سيحققون نجاحاً أكبر حال عملهم بهذه المجالات في المستقبل.
اللافت أن هذه النتائج تتباين مع ما خَلُصتْ إليه أبحاثٌ سابقة بشأن التبِعات السلبية المرتبطة، بأن يصبح المرء أباً في سنٍ متأخرة. فمن بين هذه التداعيات غير المرغوب فيها - كما قالت مجلة «نيوزويك» الأميركية - الإصابة بمشكلات نفسية مثل التوحد وانفصام الشخصية.
نقلا عن جريدة الاتحاد