يتلهف أهالي مدينة نابلس إلى افتتاح ما بات يعرف بمنتجع "سما نابلس السياحي" بعد أن قامت مجموعة قرش الاستثمارية بتنفيذ مشروعها السياحي بالشراكة مع بلدية الميدنة في تحويل متنزه "سما نابلس" الى وجه سياحية متكاملة، تخدم السياحة الخارجية مكملة للسياحة الداخلية والمحلية من خلال موقعه المطل على المدينة.

جهود حثيثة

ولتسليط الضوء على مقومات المشروع، ودوره التشغيلي وتوقعات القائمين عليه مع اقتراب موعد افتتاحه التقينا بمدير عام مجموعة قرش الاستثمارية حسام قرش، الذي أكد على ان التحضيرات على قدم وساق من اجل افتتاح منتجع "سما نابلس السياحي، على قمة جبل عيبال، حيث تجاوز عدد العاملين فيه 700 شخص من مهندسين ومقاولين وعمال، وقد تم إنشاؤه في فترة قياسية.

ومن الجانب التشغيلي للمشروع، ذكر قرش أن هناك حوالي 300 شخص تم توظيفهم موزعين بين الإدارة والمحاسبة والمطبخ والخدمات، وهناك 22 من الإناث ضمن طاقم المنتجع، ولا يستبعد قرش من استيعاب أيادي عاملة أخرى مع نجاح المشروع، ناهيك عن المتعهدين لسلسة المطاعم التي تم بناؤها في المنتجع، والتي تتميز بجاهزية عالية جدا.

وأكد قرش أن سلسلة المطاعم المنشاة تعتبر فريدة من نوعها حيث صممت خصيصا لتناسب المنطقة الصخرية والطبيعة الطبوغرافية للمكان، حيث تناسب أي ظروف جوية في الشتاء والصيف، أو في حال حدوث أية زلازل، مبينا " لقد صممت مطاعم سما نابلس بجاهزية عالية، تناسب تربتها والتراكمات الصخرية والهدم الذي كان موجود بالسابق، فكما هو معروف أن المكان واجه صدوع صخرية ولا يتحمل أية أوزان لهذا قمنا ببناء المطاعم على أعمدة حديدية، وهي بشكل او بآخر مطاعم معلقة حفاظا على سلامة المواطنين وتضاريس المنطقة".

تجهيزات كاملة

وتعمل مجموعة قرش في عدة أعمال تجارية وصناعية، كما لديها سلسلة مطاعم منتشرة في عدد من دول العالم، ويذكر مدير عام المجموعة أن تجربتها هي الأولى في إدارة مشروع سياحي في فلسطين، وستكون خطوة في إنشاء مشاريع أخرى في المستقبل.

وقال " بادرتنا في إنشاء هذا المشروع تهدف إلى تشجيع الاستثمار في فلسطين، ومنها المجال السياحي، خاصة انه غير مستغل في وطننا الحبيب رغم وجود الطبيعة الملائمة لها، فطالما افتقرت مدينة نابلس إلى أماكن سياحية مجهزة تلبي احتياجات الأهالي والزائرين إليها، وسيكون "سما نابلس" بإذن الله وجه حضاري وسياحي لمدينتنا ولفلسطين بشكل عام".

وأشار قرش إلى أن المنتجع مرحلة أولى لخطوات قادمة، مبينا أن الاتفاق المبدئي مع بلدية نابلس يدور حول إنشاء سلسلة مطاعم وخدمات، ولكن نأمل مع نجاح المشروع توسعته ليضم فندق وتلفريك يصل مع منطقة أخرى.

وجهة حضارية

ويؤكد قرش على أهمية أن يعمد رجال أعمال فلسطين على وضع بصماتهم الخاصة في بلدهم كما هدفت المجموعة في إنشاء المنتجع، وقال " هذا شرف كبير لنا أن تكون لدينا بصمتنا الخاصة بمدينتنا الحبيبة ووطننا، وهي مسؤولية المستثمرين بإنشاء مشروع ينعش الاقتصاد الوطني واستيعاب أيدي عاملة فلسطينية وتشغليها، و سما نابلس منتجع كامل جاهز لجلب السياحة الخارجية إلى جانب الداخلية".

وحول تخوفات المواطنين من ارتفاع أسعار دخول المنتجع، طمئن قرش الزائرين والمواطنين بوجود أربعة أقسام بالمنتجع حيث يناسب كافة فئات المجتمع، فهناك منطقة حرة ستكون مفتوحة لأي مواطن يرغب بتناول طعامه الخاص هناك، وهناك مناطق فيها أكشاك ومطاعم المأكولات الشعبية، وأخرى مطاعم راقية بمستوى خمسة نجوم، وتمت مراعاة الأطفال، وتم الانتهاء من تجهيز مدينة العاب كاملة لهم.

وأضاف قرش "لقد عملنا جاهدين على نقل سما نابلس نقلة نوعية، حيث سيعمل المنتجع على مدار السنة، يقتصر على فصل معين كالسابق، وكان هذا هدف آخر من إنشاء مطاعم مغلقة".

ولا شك أن موقع المنتجع يسحر ألباب العديدين، حيث يعتبر جبل عيبال شرفة مدينة نابلس، فالموقع المطل على المدينة التاريخية أصبح محط اهتمام العديدين وفسحة للمستجمين لاستنشاق هواء عليل، ورؤية سماء صافية في الليالي الصيفية.

ووجه مدير المجموعة المنفذة لمنتجع سما نابلس السياحي رسالة إلى المستثمرين ورجال الأعمال الفلسطينيين بالداخل والخارج إلى بناء مشاريع مشابهة، لتطوير مرافق مدننا الفلسطينية، وان لا يكون الاحتلال عثرة في إنشاء وطننا وبناء اقتصاده، فمثل تلك المشاريع بحاجة إلى عزيمة وإصرار، ونحن كشعب فلسطيني قادر على خلق واقع جديد من اجل أبناء وشباب شعبنا.