وسط ما تحياه منطقتنا العربية من صراعات، وخلافات عربية عربية أشعلها اليهود الصهاينة لإشغال العرب بأنفسهم وحرف البوصلة الحقيقة وعن القضية الأساسية في صراعنا مع الكيان الصهيوني ألا وهي قضية فلسطين، قضية الأمة المركزية؛ وهدف الصهاينة إبعاد العرب عن مواجهة جرائم الاحتلال الصهيوني وممارساته العنصرية في القدس المحتلة حيث يواصل الكيان جرائمه بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك و يصادق دوما على بناء المئات من الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس عوضا عن مواصلة التجريف أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك .
وفي كل يوم يمر تئن القدس تحت وطأة الاحتلال، ففي شهر يونيو الماضي وهو شهر أليم على الأمة العربية والإسلامية اشتدت فيه الخلافات والنزاعات بين عدد من الدول العربية الشقيقة، وقد حول الاحتلال القدس خلال شهر يونيو الماضي إلى ثكنة عسكرية مغلقة، ومارس التهديد بحق أهلنا المرابطين في القدس منغص عليهم فرحة شهر رمضان وقيام لياليه في باحات المسجد الأقصى المبارك، وقد وصل عدد قطعان المستوطنين الذين اقتحموا باحات المسجد الأقصى قرابة (2000 ) مستوطن منهم (50 ) مستوطن عسكري بلباس مدني و عدد من ضباط المخابرات الصهيونية كما رافق اقتحامات المستوطنين عشرات المرشدين السياحيين الصهيوني مهمتهم الأساسية تتركز في نشر الأكاذيب والافتراءات الصهيونية الدعائية عن الهيكل المزعوم، وقد احاطات قوات الشرطة الإسرائيلية الاقتحامات بحراسات مشددة مع السماح للمستوطنين بإقامة الصلوات والشعائر التلمودية وحفلات الرقص والغناء بحرية كاملة، كما قام قطعان المستوطنين باقتحام المصلي المرواني خلال الأيام العشر الأواخر في شهر رمضان المبارك.
إن العدو الصهيوني ينتهز فرصة المناسبات الإسلامية لارتكاب المزيد من الجرائم بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك بهدف استفزاز مشاعر المسلمين، حيث تجري هذه الجرائم على مرأى ومسمع الحكام العرب، ويدرك العدو الصهيوني أن الأمة العربية الإسلامية منشغلة في قضاياها ومشاكلها الداخلية والتي عمل اليهود والصهاينة على إشعالها وشيطنتها و يسعى اليهود إلى خلق المزيد من الفتن والصراعات العربية والمذهبية بهدف إشغالهم في أنفسهم وفي العدوات الداخلية حيث يعمل اليهود على استثمار هذه العدوات بين العرب فيما يخدم مصالحهم وفيما يزيد من عمر الكيان ويوسع سيطرته الكاملة على أرضنا الفلسطينية المحتلة دون أن ينظر العرب إلى ما يحدث في فلسطين .
وحسب التقارير الإعلامية فقد شهدت مدينة القدس المحتلة ارتفاع في حصيلة عمليات هدم المباني والمنشآت لتي تنفذها بلدية الاحتلال بالتعاون مع سلطة البيئة والآثار الصهيونية ووصل العدو إلى 97 عملية هدم منذ بداية العام حتى نهاية شهر آيار 2017، فيما قامت سلطات الاحتلال الشهر الماضي بهدم الجزء الخارجي من محلات أبو زهرة في واد الجوز بالقدس بحجة البناء دون ترخيص، و هدمت عصابة تدفيع الثمن الصهيونية الاستيطانية 14 قبرا في بلدة بيت صفافا جنوب مدينة القدس، واصدر مكتب رئيس الوزراء الصهيوني (نتنياهو) أن الاستيطان مستمر في مدينة القدس والضفة الغربية ولم يجمد وعليه صادقت حكومة الاحتلال على بمصادرة 57 دونما من أراضي بلدة الشيخ سعد كما تم المصادقة على بناء (1000 ) وحدة استيطانية جديدة بالضفة والقدس، فيما تم المصادقة مؤخرا على ميزانية بمبلغ 15 مليون شيكل، لتنفيذ مخطط القطار الجوي.
إذا تعيش القدس أحوال صعبة يجب أن لا ينشغل العرب في خلافاتهم الداخلية الداخلية وينسوا ما يحدث من جرائم بحق القدس والمسجد الأقصى، ويجب أن يتذكر العرب أن العدو الصهيوني أن الهدف الأساسي لليهود الصهاينة هو هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم وهذا ما يخطط له الصهاينة ليل نهار ويعملون على إشعال الفتن الداخلية والخلافات اليومية بين العرب أنفسهم .
كما يواصل العدو الصهيوني مخططاته الخبيثة ضد حائط البراق الإسلامي حيث كشفت مصادر إعلامية عبرية عن مخططات صهيونية جديدة لبناء طابق جديد تحت ساحة حائط البراق، و قام أعضاء في حزب الليكود الصهيوني بزيارة لساحة حائط البراق الإسلامي، وأعلنوا خلال الزيارة عن النية لإقامة طابق جديد أسفل حائط البراق، وتم المصادقة على ميزانية تصل إلى مليون شيكل للقيام بأعمال بناء وتطوير في ساحة ونفق البراق، و تتضمن المخططات الكشف عن آثار إسلامية والعمل على تزييفها لجعلها عبرية، والحفاظ عليها وتحسين المواصلات في منطقة البراق، وتوسيع نطاق النشاطات التثقيفية للطلاب والجنود الصهاينة.
إن المخاطر تشتد على القدس والمقدسات الإسلامية بين التهويد والمصادرة وبناء طوابق جديدة، تنفيذا للمخططات الصهيونية الأمريكية لتهويد القدس والمسجد الأقصى والأمة العربية في سبات عميق بعيدا على ما يحدث مع جرائم تهويد إسرائيلية في القدس والمسجد الأقصى المبارك .
إلى الملتقى ،،