الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
الخليل على قائمة التراث العالمي.. عراقة وأصالة المكان جلبت المكسب السياسي
تاريخ النشر: الأثنين 10/07/2017 07:26
الخليل على قائمة التراث العالمي.. عراقة وأصالة المكان جلبت المكسب السياسي
الخليل على قائمة التراث العالمي.. عراقة وأصالة المكان جلبت المكسب السياسي

الخليل (فلسطين) - خدمة قدس برس
اعتُبِرَ قرار انضمام البلدة القديمة في مدينة الخليل (جنوب القدس المحتلة)، للائحة التراث العالمي؛ والذي اتخذته منظمة "اليونسكو" الجمعة الماضية، "مكسب جديد" يرتقب الفلسطينيون منه توفير الحماية للمواقع الأثرية في تلك المنطقة، وأبرزها المسجد الإبراهيمي.

مدينة الخليل، التي تعد واحدة من أقدم المدن العريقة التي ما زالت مأهولة في العالم، يسكنها ما لا يقل عن 200 ألف فلسطيني مقابل بضع مئات من المستوطنين الإسرائيليين، ويمتد تاريخها إلى أكثر من 6000 عام، يُنظر إليها على أنها رابع أقدس مدينة إسلامية بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة (السعودية) والقدس المحتلة.

ومن أهم العوامل التي دفعت باليونسكو لإدراج البلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي؛ المسجد الإبراهيمي، والذي يُعد من أهم المعالم الحضارية المميزة للمدينة ومنحها مكانتها التاريخية المميزة بهندستها المعمارية المملوكية والعثمانية، والتي تم الحفاظ عليها وصيانتها، ما جعلها شاهدًا على حيوية الخليل وتعدديتها الثقافية على مر العصور.

وأوضح مدير مشروع تسجيل مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي، علاء شاهين، أن اليونسكو اعتمد ثلاثة معايير في البلدة القديمة، أبرزها وجود مبنى شاهد على مراحل تاريخية وله صفة معمارية وحافظ على أصالته؛ المسجد الإبراهيمي.

وأردف: "المسجد الإبراهيمي انطبقت عليه الشروط بشكل كامل، كونه مبني منذ 2000 عام، وعاصر كل المراحل التاريخية في فلسطين، وله قدسيته وحافظ على طقوسه عبر التاريخ".

وأشار في حديث لـ "قدس برس" إلى أن الصفة المعمارية في البلدة القديمة والتي تأثرت بالعلاقات الاجتماعية، والعقيدة المعمارية وتركيبتها أعطت المدينة خصوصية وجمالية فريدة لم تتوفر في أي مكان بالعالم.

وبيّن أن القيم المتوارثة والروحانيات ووجود المسجد الإبراهيمي اكسب المنطقة قدسية، حيث كانت محجًا للصوفيين ولطلاب العلم، والتكية الإبراهيمية التي لا زالت موجودة ومتوارثة، وهو ما أظهر جليًا أن المدينة لا زالت محافظة على أصولها.

وقال إنه يترتب على القرار رقابة وحماية من قبل اليونسكو، بالإضافة للحفاظ على الأماكن التراثية وتأمين الدعم اللازم للترميم، وأن البلدة القديمة أصبحت على خارطة أهم المواقع التاريخية في العالم.

ونوه إلى فرصة تسليط الضوء على ما يحصل داخل البلدة القديمة من انتهاكات للاحتلال، خلال اللجان الدورية التي ستصل للموقع وتطلع على معاناة السكان.

مؤكدًا: "اليونسكو سيصبح شريك بالضغط على الاحتلال لتغيير الواقع ورفع المعيقات، وتسجيل هوية المكان كبلدة فلسطينية عربية وإسلامية والحفاظ على السيادة الفلسطينية فيها، والخطوة الثانية تحسين أوضاعها سياسيًا وتراثيًا واقتصاديًا".

وأفادت وزارة السياحة الفلسطينية، بأن البلدة القديمة قد أصبحت رابع ممتلك ثقافي فلسطيني على لائحة التراث العالمي بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها) وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج) وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس).

وعزا نائب رئيس بلدية الخليل، يوسف الجعبري، نجاح استصدار القرار لـ "الشراكة الوطنية الحقيقية"، مشددًا أن ذلك نجاح وانتصار لكل الفلسطينيين ووضع حد لكل الأكاذيب الإسرائيلية.

وذكر الجعبري في تصريحات لـ "قدس برس"، أن محاولة الاحتلال فرض وقائع تاريخية من خلال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الإبراهيمي بعد مجزرة الحرم عام 1994، وما لحقها "فشلت في الوقوف أمام الحق التاريخي".

وأضاف أنه "سيتم التواصل مع اليونسكو لوضعها بشكل مستمر إزاء السياسات والممارسات الإسرائيلية بحق المدينة التراثية، ورصد تجاوزاته ضد الإرث الإنساني والتاريخي، رغم عدم الالتزام الإسرائيلي بما سيصدر من المنظمات الدولية".

وقال إن مؤسسات الخليل لن تسمح بإقامة مستوطنات حديثة وهدم البيوت القديمة لشق طرق للمستوطنات؛ وهناك مجموعة من الإجراءات لوضع حد للسياسات الإسرائيلية.

وسُميَّت مدينة الخليل بهذا الاسم نسبةَ إلى نبي الله إبراهيم الخليل، حيث يعتقد أنه سكن المدينة في منطقة المسجد الإبراهيمي. ويسود الاعتقاد بأنه (سيدنا إبراهيم)، قد دفن هناك وزوجته سارة وابنهما اسحاق وحفيدهما يعقوب.

واحتلت "إسرائيل" مدينة الخليل كباقي مدن الضفة الغربية، في 5 حزيران/ يونيو 1967. ومنذ ذلك التاريخ شرع المستوطنون اليهود بالاستيطان في محيطها ثم بداخلها، ويوجد داخل المدينة حاليًا خمسة مواقع استيطانية يهودية؛ مستوطنة تل ارميدة، الدبويا، الحي اليهودي، أبراهام أفينو، مدرسة أسامة "بيت رومانو"، وسوق الخضار.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017