انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي عن ضرورة إغلاق الهواتف والكمبيوتر والكمبيوتر اللوحي مخافة التعرض لأشعة كونية.
يقول الخبر: «اليوم من الساعة الثانية عشرة ونصف بعد منتصف الليل إلى الثالثة والنصف صباحاً، تأكد من إغلاق التلفون والمحمول والكمبويتر اللوحي إلخ.... ووضعها بعيداً عن جسمك».
وجاء في الخبر الكاذب «سيتعرض كوكبنا لإشعاع عال جداً. الأشعة الكونية ستمر بالقرب من الأرض. ولذا، من فضلك أغلق تلفونك الجوال ولا تترك جهازك قريباً من جسمك لأنه يمكن التسبب فى أضرار بشعة».
ثم يضيف الخبر «راجع جوجل وناسا وأخبار بي. بي. سي».
وقد أصبحت هذه الأخبار الكاذبة، أو الشائعات على الأصح، تغزو الشبكة العنكبوتية بسرعة. وبعضها حول زلزال مدمر والبعض الآخر حول كوكب يقترب من الأرض بل ويتعلق بعضها الآخر بنهاية العالم.
ونتذكر الشائعات التي انطلقت في الأشهر الماضية عن كوكب يدعى «نيبيرو»، سيصطدم بالأرض في أكتوبر 2017. وتبين لاحقاً أن الخبر مجرد تضخيم إعلامي وشائعة لا أساس لها من الصحة.
كما شاع في السنوات الأخيرة خبر زائف عن زلزال قوي سيضرب الولايات المتحدة خلال السنوات الـ50 المقبلة. وحذر الخبر من أن العديد من المدن، يبلغ مجموع سكانها أكثر من 7 ملايين نسمة، ستقع ضمن منطقة الزلزال.
وفي 2015، انتشر خبر كاذب عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي وبعض المنتديات يقول بعدم صحة موعد صلاة الفجر الموجود في تقاويم الدول الإسلامية، وأنه متقدم على الوقت الحقيقي. لكن الأمر لم يكن سوى خرافة. وتبارى علماء الفلك المسلمون في مختلف الدول الإسلامية، في إثبات صحة موعد صلاة الفجر.
ولعل أخطر الشائعات هي ما ترتبط بوكالات أبحاث مرموقة بسبب ثقة الناس في تلك الهيئات. ومن أمثلتها، الشائعة التي نقلت في أغسطس 2014 تحذيراً عن وكالة الفضاء الأوروبية لسكان الأرض من شروق الشمس من الغرب. وقالت الشائعة آنذاك إن الحقل المغناطيسي الأرضي سينقلب وهو ما يؤدي بالتالي إلى شروق الشمس من الغرب.
وفي نوفمبر 2014، زعمت إشاعة، أعلنت على لسان وكالة الأبحاث الفضائية الأميركية (ناسا)، أن العالم سيشهد ثلاثة أيام من الظلام في 21 و22 و23 ديسمبر من العام نفسه. وذلك بسبب عاصفة شمسية سوف تسبب ظلاماً تاماً على كوكب الأرض خلال تلك المدة.
وتأخذ بعض الشائعات بعداً دينياً. لذا، تنتشر بسرعة كالنار في الهشيم ويصدقها العامة لارتباطها بالإعجاز الديني. من أمثلة ذلك، شائعة كسوف الشمس وتعامد القمر على الكعبة في يوم واحد التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي في 2014. ومن أمثلتها أيضاً الخبر الكاذب عن إسلام رائدة الفضاء الأميركية سونيتا ويليامز بسبب سماع الأذان على سطح القمر.
بالعودة إلى خبرنا الكاذب الذي بدأنا به، يتبين أنه مجرد شائعة قديمة أعيد نشرها دون أدنى تحقق أو تثبت. فبقليل من البحث، تمكنا من الوقوف على الإشاعة نفسها التي انتشرت في 2014. وجاء نصها آنذاك: «المريخ يطلق أشعة كوزمو الخطيرة: الليلة من الساعة 12:30 بعد منتصف الليل وحتى الساعة 3:30 صباحاً، ستشهد الأرض دخول أشعة كوزمو من خلال كوكب المريخ. لذلك، أطفئوا هواتفكم النقالة لهذه الليلة ولا تجعلوها قريبة منكم وقت النوم لأنها أشعة خطيرة جداً. المصدر: أخبار وكالة ناسا الفضائية/ بي بي سي BBC».
فكان الرد على هذا الخبر الزائف بسيطاً جداً وهو أنه ببساطة لا توجد أشعة اسمها «كوزمو» أصلاً! والمريخ لا يطلق أي أشعة خطيرة على الإطلاق.
فبقليل من الجهد والبحث، يمكن للشخص أن يكتشف زيف تلك الأخبار المفبركة ويتوقف عن نشرها.
باختصار، يجب أن نتذكر أنه «ليس كل ما يقال صحيحاً» أي أنه ليس كل ما يصلك عبر «واتساب» و«تويتر» و«فيسبوك» صحيحاً ومُسلَّماً. ويجب ألا نرسل وننشر معلومات قبل التأكد من صحتها خاصة أن هذا العصر، الذي يتميز بسرعة تدفق المعلومات وانتشارها، يتيح أيضاً إمكانية البحث عن صحتها ودقتها.
نقلا عن جريدة الاتحاد