الرئيسية / مقالات
درس بليغ من مخيم جنين د. خالد معالي
تاريخ النشر: الأربعاء 12/07/2017 09:24
درس بليغ من مخيم جنين     د. خالد معالي
درس بليغ من مخيم جنين د. خالد معالي

فجع أهالي جنين ومخيمه فجر اليوم وعموم الشعب الفلسطيني بجريمة القتل، وبدم بارد، واغتيال الشابين الشهيدين: سعد ناصر حسن عبد الفتاح صلاح (20 عاما)، وأوس محمد يوسف سلامه (17عاما)، والتي كانت كل جريمتها أنهما أحبا وطنهما بإخلاص، ورفضا وجود محتل غاصب فوق أرضهما.
قوات خاصة وقناصة اقتحمت جنين لتقوم باغتيال الشهيدين بدم بارد؛ دون وجود حسيب أو رقيب على جنود الاحتلال الذين يخطفون حياة شباب فلسطين وهم بعمر الورد، مسترخصين حياة الفلسطينيين ومستخفين بهم؛ لعلم الاحتلال انه لن يكون هناك رد سوى ما جرت عليه العادة من شجب واستنكار، "وكفى الله المؤمنين القتال".
ساحة حرب؛ كان مخيم جنين خلال اقتحام جنود الاحتلال المدججين بمختلف أنواع الأسلحة، حيث أصوات قنابل محلية الصنع سمعت عقب إلقائها على جنود الاحتلال في أزقة المخيم وأصابت الجنود بحالة هستيرية جعلتهم يطلقون الرصاص عشوائيا بهدف القتل العشوائي دون رادع.
كيف يرضى الضيم مخيم كله نخوة وشهامة!؟ فراح شباب المخيم يدافعون عن مخيمهم، في ظل ضعف الإمكانيات ومحدودية الموارد؛ اللهم إلا من الإرادة القوية والإيمان بالله ،وبعدالة قضيتهم، وحرية شعبهم؛ رغم انف الاحتلال.


قد يخرج أناس هم من القلة القليلة ويقولون أن الجيش المحتل لا يقتل دون سبب؛ ولكننا نقول له ما رأيك بتصريحات نائب رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق،" يائير غولان"، الذي اعترف فيها بأن جنود جيش الاحتلال أعدموا مواطنين فلسطينيين - أطفال وفتيات - من دون وجود داع، بعد الاشتباه بأنهم اعتزموا تنفيذ عملية طعن.
وقد يظن البعض أن "غولان" مخطأ في تصريحه؛ ولكننا نقول له انه أصاب كبد الحقيقة؛ مما دفع القيادة السياسية في الكيان، وبشكل خاص من صفوف حكومة اليمين المتطرف برئاسة "بنيامين نتنياهو"، إلى مهاجمة "غولان في أعقاب تصريحاته.
ولترى كيف أن القمة وحتى القاعدة في كيان الاحتلال هي مستعدة للقتل بلا وازع ديني أو أخلاقي؛ حيث يقول "غولان" إن “القيادة تتحمل مسؤولية كبيرة، والأفراد هم أحيانا مثل مادة بأيدي نحات، وخاصة الشبان. وفي الجيش نتعامل مع شبان، ويجب أن يخرج من الجيش أشخاص أفضل، ومواطنون بمستوى أخلاقي عال، وسلم قيمهم مستقر أكثر”.
غولان قال أيضا أن “رئيس أركان الجيش (غادي آيزنكوت) تطرق إلى ذلك، عندما قال إنه لا ينبغي إفراغ ذخيرة بندقية في جسد أي فتاة في السادسة عشرة تلوح بسكين”. وأضاف أنه “أصبت بالهلع عندما شاهدت حالات جرى خلالها استخدام القوة وإزهاق الأرواح، ليس بموجب معايير أخلاقية”.
الجيش الأكثر أخلاقية؛ إذن يقتل أطفال وفتيات وشباب بعمر الورد، وباعتراف قادته!؟ وديدن أي احتلال في العالم هو القتل والظلم، للمحافظة على ما سلبه وسرقه بالقوة العسكرية الغاشمة، والظالمة؛ التي يظن أنها تدوم له بإنكاره لسنة التداول والتغيير الإجبارية من عند خالق الكون والإنسان.
في كل الأحوال؛ أوصل قتل الشهيدين فجر اليوم بجنين؛ رسالة بليغة لكل عاقل في الشعب الفلسطيني والعالم؛ أن لا حياة مع الظلمة المغتصبين للأرض؛ وأن الحياة لا تستقيم مع ظالم متجبر متغطرس، وأن لا بديل عن طرد الاحتلال وكنسه لمزابل التاريخ، شاء من شاء وأبى من أبى، وان التضحيات مهما كثرت وعظمت، فإنها ليست مجانية؛ بل لأجل أجمل هدف سام، وأقوى رسالة، وهي الحرية؛ بطرد المحتل، وإقامة العدل.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017