mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikkeتشكل انتخابات جامعة بيرزيت من الناحية العلمية؛ الأقرب لنبض الشارع الفلسطيني من الجامعات الأخرى لظروف تتعلق بارتفاع منسوب الحرية فيها مقارنة بالجامعات الأخرى؛ دون إغفال الوضع السياسي العام من ناحية الحريات الذي يلعب لصالح فريق بعينه دون غيره؛ بحكم الظروف الموضوعية والاستثنائية والضغط الأمني وهواجسه التي ما زالت تخيم في سماء الضفة الغربية، والتي نأمل أن تتبدد مع المصالحة.">
خالد معالي
تشكل انتخابات جامعة بيرزيت من الناحية العلمية؛ الأقرب لنبض الشارع الفلسطيني من الجامعات الأخرى لظروف تتعلق بارتفاع منسوب الحرية فيها مقارنة بالجامعات الأخرى؛ دون إغفال الوضع السياسي العام من ناحية الحريات الذي يلعب لصالح فريق بعينه دون غيره؛ بحكم الظروف الموضوعية والاستثنائية والضغط الأمني وهواجسه التي ما زالت تخيم في سماء الضفة الغربية، والتي نأمل أن تتبدد مع المصالحة.
ما جرى يوم الأربعاء 7\5 \2014 في جامعة بيرزيت من حصول الشبيبة على 23 والكتلة الإسلامية على 20 مقعدًا، وحفاظهما على نسبتهما مقارنة بالعام الماضي؛ هو عرس ديمقراطي للجميع، ومباركة بالفوز لكل الكتل بغض النظر عن النتائج التي حصدها كل فريق؛ لمجرد أن العملية الديمقراطية تمت وانتهت في أجواء حرة نوعا ما.
النتائج تحمل دلالات ومؤشرات عامة لعل من أهمها؛ هو التأكيد على أن التنافس عبر صناديق الاقتراع هو أفضل وسيلة للتداول السلمي للحكم والسلطة وإدارة شؤون الطلاب والعباد؛ ولحل النزاعات والخلافات بعيدا عن الطعن والتجريح وفبركة القصص، والذي قد يصل لحد القتل كما هو حاصل في الدول العربية من حولنا.
تلاقح الأفكار واختلافها بأسلوب علمي وديمقراطي؛ يؤدي للتطور والنهوض، وهو المطلوب حتى نعطي نموذج طيب وفريد من نوعه لمن حولنا بعدما علا ضجيج المدافع لديهم؛ منهم من خطف وانقلب على الحكم، ومنهم من يظن انه انقطع وصفه.
ما بين مد وجزر لهذا الفصيل أو ذاك، أو تقدم طفيف هنا وهناك بفعل عوامل كثيرة؛ لا يجوز القول بان احدهما قد حسم أمره، ولا مكان لكلمات مثل الانتصار لأنها ليست معركة مع أعداء؛ بل انتخابات عادية جدا؛ ولان التفوق هو بالنقاط عبر جولات متلاحقة، والصحيح هو أن يتكاملا ويتعاونا في بوتقة التحرير؛ وبالتالي فان مهمات التحرير والتغيير متكاملة، وليست متناقضة أو حتى متعارضة، بهدفها وبمساراتها.
بعيدا عن الانفعال والتهويل والتضخيم المعتاد؛ بل ضمن منطق الأشياء، والتحليل العلمي؛ فقد
أطاحت وهزمت نتائج الانتخابات استطلاعات الرأي المدفوعة الأجر والتي مل منها المواطن العادي لعدم مصداقيتها، وعدم احترامها لعقول قرائها، والتي تتكرر دائما في صحف ومواقع صحفية محلية، المستخفة بقرائها.
سياسيا، يمكن القول أن النتائج تعتبر مؤشرا واضحا على تأكيد حالة وجود خيارين وبرنامجين في الساحة الفلسطينية؛ ما زالا يتمتعان بجمهور عريض يشكل غالبية الشعب، ولا زالت المقاومة وبرغم ما تعرضت له؛ خيار له حضوره الكبير، ولا وجود للأغلبية الصامتة التي يتغنى بها اليسار ليواسي بها نفسه وتراجعه.
مرة أخرى؛ أبرزت النتائج أن القوتين الرئيسيتين ما زالتا تقودان الساحة الفلسطينية؛ بعكس ما يقوله قيادات اليسار الفلسطيني، وتتذبذب قوتهما وجماهيريتهما من منطقة إلى أخرى، ومن مرحلة سياسية إلى أخرى؛ هي جدلية لا تتوقف؛ تتبع قوة ونشاط الحركة هنا وهناك والظروف المحيطة بها، فالضفة لها وضعية وخصوصية الكل يعرفها، ومن هنا تبرز أهمية إعادة قراءة النتائج من قبل القوى بشكل ايجابي وروح التعاون والتصالح التي نأمل تواصلها، وليس بروح التجني وتصيد الهفوات والأخطاء، وفبركتها في أحيان كثيرة.
أثبتت النتائج أن التعددية السياسية لا مفر منها كحالة طبيعية فلسطينية، وان البعد عن المصالحة، تهدر الطاقات وتذهبها سدى، وان الصحيح والأجدر هو قبول الآخر والتعاون معه، والاتفاق ولو ضمن الحد الأدنى الذي لا بد منه، فالدم واحد، والعدو واحد، والمصير واحد، فعلى ماذا الفرقة والخلاف، وهدر الطاقات مجانا.
أثبتت النتائج أن الشعب الفلسطيني يتقبل نتائج انتخابات ديمقراطية حقيقية، ويتعايش معها ويتابعها أولا بأول؛ كونها الوسيلة الأفضل ضمن ما هو متاح في الوصول إلى الأهداف المرجوة في قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.
حركتا فتح وحماس لهما وضعهما وحضورهما على الساحة الفلسطينية، وكل حركة لها ظروفها الخاصة بها، وبمقدار ما تنجز كل حركة تبقى تحافظ على جمهورها، مع ملاحظة أن حالة التدافع هي سنة كونية لن تتوقف.
أخيرا، يسجل لجامعة بيرزيت حرصها على وجود حالة التنافس فيها بشكل سلمي وحضاري، مع أملنا أن تنتهي المضايقات إلى غير رجعة، وجامعة بيرزيت هي حالة متقدمة من الوعي والتطور، وتصب في صالح المصالحة والقضية الفلسطينية؛ بعيدا عن التشنجات والتقوقع ونظرية الكهف، وعدم الانفتاح وقبول الآخر.