نابلس: من دينا الصالحي-اصداء
خطر محدق يعاني منه سكان المساكن الشعبية شمال شرقي نابلس بشكل يومي حيث انتشار الخنازير بين المنازل وعلى الشوارع الرئيسية والفرعية يزداد يوما بعد يوم، وتتفاقم المشكلة لتمنع المواطنين من ممارسة نشاطاتهم وتعيق حركتهم وتحصرهم في منازلهم .
تتعالى شكاوى المواطنين ومناشداتهم للجهات المسؤولة لإيجاد حل لتلك المشكلة ، فمنهم من توجه للجهات المسؤولة بشكل مباشر أو اطلق مناشدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي والبعض تواصل هاتفيا مع البلدية.
يقول الدكتور نضال منصور مدير قسم الصحة في بلدية نابلس ان مشكلة انتشار الخنازير والكلاب الضالة في اطراف المدينة مشكلة قديمة وحديثة متجددة ومسؤوليتها تقع على اطراف عديدة، وليست مقتصرة على البلدية،
واضاف ان الطريقة المتبعة حاليا في مواجهتها فقط السموم، وهي طريقة غير مجدية لان نشر السموم يكون عادة في مناطق محتملة قدوم الخنازير عليها، وفي حالة عدم حضورها يفقد السم فعاليته.

وشدد منصور على ان توجهات البلدية حاليا تفعيل اللجنة المختصة بمواجهة ظاهرة انتشار الخنازير والكلاب الضالة والتي تضم مديريات البيطرة والزراعة والصحة في محافظة نابلس منوها الى ان البلدية تواصلت مع الشرطة والجهات الامنية المختصة باعتبار ان الحل الامثل، وهو قنص تلك الخنازير.
واستعرض مدير قسم الصحة في بلدية نابلس الشكاوي التي تتعرض لها الاحياء الواقعة على اطراف المدينة وبالذات القريبة من 7 بلدات محيطة بالمدينة لا يوجد فيها مكافحة للخنازير والكلاب الضالة، وبالتالي لا يمكن ان تنجح جهود البلدية دون وجود حملات شاملة في تلك القرى والبلدات.
واكد ان المجلس البلدي يتابع الشكاوي والمطالب خاصة من كبار السن اثناء توجههم لصلاة الفجر في الاحياء الواقعة على اطراف المدينة، جراء انتشار الخنازير والكلاب الضالة، وتسعى حاليا لتفعيل اللجنة المشتركة المكلفة بذلك.
وفي سياق متصل فقد أصدرت بلدية نابلس بياناً وضحت فيه أن البلدية قامت بالتعاون مع دائرة بيطرة نابلس بوضع طعوم خاصة للكلاب الضالة في أكثر من 25 منطقة متفرقة وفي مناطق انتشارها في المدينة، وذلك استجابة لشكاوى المواطنين ، وستقوم البلدية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي بوضع آلية خاصة للقضاء على هذه الظاهرة .
أما الأستاذ ابراهيم الترتير (مواطن وناشط في منطقة المساكن الشعبية) فقال ان هذه المشكلة بدأت منذ 6-7 سنوات بشكل كبير وهائل وبأوقات مبكرة، فتبقى منتشرة من قبل أذان الفجر حتى الساعة 7-8 صباحا..
ويضيف أنهم قدموا شكاوى لبلدية نابلس وكان ردهم أن الاحتلال يمنع احضار السموم للخنازير، فهي تحتاج لسموم خاصة حتى تتأثر بها مع العلم ان البلدية قامت مسبقاً بتجربة هذا الحل ولكن لم يجدي نفعاً فكانت القطط والكلاب هي من تأكل السموم وقليلا من الخنازير ولكن لم تكن تتأثر بها .
ويتابع الترتير حديثه بأن سكان المنطقة كانوا يتنبهوا من وجود الخنازير عند سماعهم لنباح الكلاب ، فإذا نبحت الكلاب علم السكان أن الخنازير تواجدت ولكن حالياً لم تعد الكلاب تنبح عند رؤيتها للخنازير، ويقول كأنما اصبح هناك تآلف بيئي بينهم مما يزيد الخطورة على المواطن ولا سيما الأطفال .
ويرى الترتير أن السبب الرئيسي لقدوم الخنازير على المنطقة هو البحث عن طعام لهم في النفايات حيث ان البلدية لا تأتي لأخذ النفايات بشكل يومي او حتى يوم بعد أخر فتتراكم النفايات وتتجمع حولها الخنازير البرية.

ومن المواطنين اللذين يعانوا من هذه المشكلة أيضا المواطن ابراهيم البدرساوي الذي يعتبر أن هذه المشكلة من المشاكل الخطرة التي يعاني منها السكان، ويتابع " في كل صباح اقلق على ابنائي عند خروجهم من المنزل على مدارسهم وخصوصاً في فصل الشتاء، فأضطر الى الاستيقاظ معهم وتوصيلهم بسيارة خاصة الى مدارسهم ولا شك ان كل رب اسرة في منطقتنا يفعل هذا فلا أحد يغامر بحياة طفله" .ويضيف أن الخنازير في المواسم الزراعية تتسبب بكثير من الأذى على المزروعات في السهول المكشوفة، كسهول القمح التي تختبئ فيها ، وأشجار التوت التي تاتي اليها بشكل يومي في موسم التوت .
ويؤكد البدرساوي أن الكثير من المواطنين قدموا شكاوى لبلدية نابلس، ولكن لا يوجد تجاوب ويتابع كلامه "أنا أرى أن الجهات المسؤولة لن تقدم أي اجراءات لحماية المواطن إلا بعد أن تتفاقم هذه المشكلة ويسقط ضحايا وتنتشر الأوبئة."
من الاقتراحات التي يراها البدرساوي مناسبة هي تخصيص فرق خاصة للقضاء على الخنازير البرية، حيث أن هذا الاقتراح منفذ في كثير من البلدان فاستخدام السموم لا يجدي نفعا.
من الجدير بالذكر ان حجم الخنزير يزداد يوميا بمقدار 2 كيلو وتستطيع انثى الخنزير ان تنجب ما يقارب 20 خنزيراً، وان تدافع عنهم بشراسة لحمايتهم ، وهذا يعني تكاثرها بشكل كبير.