الناصرة (فلسطين)- خدمة قدس برس
قال معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" العبرية، عاموس هارئيل، إن عملية الاشتباك المسلح التي وقعت في المسجد الأقصى "تكرس سيناريو الفزع الذي خشته إسرائيل منذ احتلالها القدس الشرقية عام 1967".
وشدد هارئيل على أن خطورة العملية تكمن في أن أية إجراءات أمنية يمكن أن تقدم عليها إسرائيل في أعقابها من شأنها أن "تفاقم الأوضاع سوءًا على الصعيدين الأمني والسياسي والإقليمي".
وأشار إلى أن إغلاق المسجد الأقصى يمكن أن يثير ردود فعل بالغة الصعوبة داخل الضفة الغربية والقدس ومناطق تواجد فلسطينيي الداخل، إلى جانب أن هذا القرار يمكن أن يفضي إلى تأزم الواقع الإقليمي بسبب حساسية المكان.
وأوضح المعلق براك رفيد، أن قرار إغلاق الأقصى يمكن أن يمثل إحراجًا كبيرًا لنظام الحكم في الأردن، المسؤول عن الإشراف على الأماكن المقدسة في القدس، بشكل قد يؤثر على نمط العلاقة بين تل أبيب وعمّان.
وحذر رفيد في تعليق نشره موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، من أنه في حال طال أمد إغلاق الأقصى، فإن الأردن يمكن أن يقدم على إجراءات احتجاجية.
ونوه إلى أن عمّان (الأردن) قامت بسحب سفيرها من تل أبيب قبل عامين بسبب قيام وزراء ونواب يهود بتدنيس "الحرم القدسي الشريف"، وذلك تحت تأثير الرأي العام الأردني والعربي.
ورأى الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الإسرائيلي السابق (الشاباك) يعقوب بيري، أن العملية تطرح الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة، مثل: "كيف تمكن منفذو العملية من دخول الحرم بأسلحتهم ومن أين حصلوا على السلاح".
وشدد بيري؛ ترأس الـ "شاباك" بين الأعوام 1988 و1994 وهو الآن عضو في الكنيست عن حزب هناك مستقبل "يش عتيد"، مقال نشره موقع "معاريف" اليوم، شدد بيري على ضرورة معرفة ما إذا "كان منفذو العملية تحركوا بمبادرة شخصية أم إن لهم علاقة بالحركة الإسلامية التي يقودها الشيخ رائد صلاح".
وكان ثلاثة شبان من الداخل الفلسطيني المحتل 48، قد نفذوا صباح أمس الجمعة عملية إطلاق نار قرب أبواب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، أسفرت عن استشهاد الشبان الثلاثة ومقتل شرطيين إسرائيليين.
وعقب العملية، أغلقت قوات الاحتلال المسجد الأقصى ومنعت الصلاة فيه لأول مرة منذ عام 1967، ونشرت تعزيزات كبيرة داخل وحول البلدة القديمة وعند الحواجز المؤدية إلى القدس المحتلة.
واعتقلت قوات الاحتلال عدد من المرابطين وحراس الأقصى بالإضافة للشيخ محمد حسين، مفتي الديار المقدسة، بعد أدائه صلاة الجمعة خلف الحواجز على أبواب المسجد وأفرج عنه بعد عدة ساعات.