سلفيت
كما بارك الله ارض فلسطين في كتابه الكريم؛ بارك فتياتها ونسائها وجعلهن قدوة لنساء العالمين، حيث كانت وما زالت الطالبة نورس جميل معالي شاهين من سلفيت مثالا يحتذى به في العلم والتعلم والأخلاق، وهي الحاصلة على معدل 97.3 %والأولى على مدينة سلفيت في الفرع الأدبي؛ لتحقق التميز والسير نحو المجد لتصبح فخر أهلها ووطنها وأمتها.
نورس ليست ككل الطالبات؛ فهي مميزة بجهدها ومثابرتها ونشاطها الذي هو بلا حدود ، وتحديها للكسل والخمول وإيمانها العميق بحتمية الوصول للقمة وتحقيق النتائج المشرفة وبامتياز وهو ما حصل وكان لها دوما، وبنظرها تحدي الظلم والاحتلال الغاشم؛ يكون بالمزيد من العلم والإيمان؛ لتهدي التفوق للوطن من شهداء وجرحى وأسرى، فعائلتها كبقية الناس قدمت شهداء وجرحى وأسرى للوطن ولم تبخل عليه.
سعادة بالغة
لم تكن نورس من النوع الذي يرتبك او يترك الظروف تتحكم فيها، فهي خططت وعملت برنامج محكم لدراستها ولكن دون ان تجهد نفسها وتحملها فوق طاقتها ، فهي كانت تبدأ يومها بالصلاة وذكر الله والدعاء، ومن ثم تدرس سبع ساعات قبل وخلال الامتحانات، ولم ترتبك خلال الامتحانات، الا أنها تعتب بعض الشيء على بعض الثغرات البسيطة خلال الامتحانات مثل قضية الوقت.
نورس فرحت لحصولها على ما تتوقعه من معدل متفوق في التوجيهي ، وهو ما تسبب بإدخال الفرحة والسعادة في جميع أرجاء المنزل والعائلة والجيران والأقارب والأصدقاء؛ حيث تقول نورس:" حمدت الله كثيرا على النتيجة المشرفة ، وأنساب دموع الفرح، وحضنت والدي تعبيراً عن شعوري بالفرحة والابتهاج".
وتتابع: أشعر بفرحة كبيرة، كون الراحة والسعادة بعد التعب لها طعم خاص، فقد كانت النتيجة هي نتيجة اجتهاد ودراسة مستمرة وتخطيط سليم ودعم أبوي وأسري كبير ووقفة ممن أحبني فلهم جميعا أهدي مرة تلو أخرى هذا النجاح ولكل من قدم للوطن شهداء واسرى وجرحى وأبطال.
تزيد على الدنيا
وكما توقعت نورس حصدت ما كدت وتعبت لأجله ، فالدنيا بنظرها إما أن تكون زائد عليها أو ان تزيد عليها، ولذلك كان قرارها ان تزيد عليها، وتطمح ان تتعلم كل ما هو مفيد لتقدم وتطور شعبها ورقيه.
وتهدي نورس تميزها وفوزها لوالديها ولمدرستها ومديرتها الفاضلة التي واكبتها أولا بأول دون كلل او ملل، ولأقربائها ولفلسطين وشهدائها كافة، فكما العمل عبادة كذلك العلم والمعرفة عبادة وجهاد واتقان ووصول للقمة والمجد.
تنظيم الوقت
وتُرجع نورس أسباب تفوقها إلى توكلها على الله ورعاية والديها الحثيثة، وتنظيم وقت الدراسة، ودعاء الوالدين الدائم لها كي تتمكن من اجتياز امتحاناتها بتفوق بهدف إكمال مسيرتها التعليمية، وتحقيق ما تصبو إليه من تميز ورفعة. فالنجاح بنظرها لا يأتي صدفة ولا يأتي بلا ثمن بل بالمتابعة والصبر خطوة خطوة ، والتخطيط السليم والنفس الطويل.
وتقول : " كنت أتابع دروسي باستمرار وفي ظل أجواء من الراحة والهدوء والسعادة الغامرة ، داخل المنزل، وتشجيع الأهل والمدرسات لي عبر منحي الثقة بالنفس وإرشادي لكيفية الدراسة، كونهن كن متيقنات من حصولي على درجة عالية".
ولعائلة نورس النموذجية قصة تفوق متواصلة مع عائلة عصامية ووالد طموح لا يبخل ببذل الغالي والرخيص في سبيل المكانة العلمية والأخلاقية العالية للعائلة، ووالدة متفانية في الحث والتشجيع نحو التفوق، وهو ما كان، حيث جميع افراد العائلة متفوقين.
كلمة أخيرة
وتشير العلامات الدراسية لنورس بأنها كانت دوما طالبة طموحة تمتلك مستوى عالٍ من الذكاء والقدرة على التفوق وتحقيق أهدافها باستكمال دراستها الجامعية، حيث كانت من المتفوقين منذ الصف الأول الابتدائي، وتحصل على أعلى الدرجات عبر دعمها وتوجيهها إلى الطريق الصحيح، تشعرها بالطمأنينة، وعدم الخوف من الامتحانات.
وتوجه كلمة للذين لم يحالفهم النجاح هذا العام، قائلة "عليهم أن يتوكلوا على الله ويواصلوا دراستهم بجد واجتهاد أكثر كي يحالفهم التوفيق مرة أخرى، لأن الفرصة أمامهم مفتوحة والنجاح طريقه لم تغلق بعد".