وأنا أغادر اليوم منصبي الذي أحببت وأخلصت، أجد لزاما علي ان اشكر بعمق أسرة جامعة النجاح الوطنية التي منحتني ثقتها ودعمها ، وكذلك اشكر أيضا جميع مكونات ومؤسسات المجتمع الفلسطيني المختلفة: التعليمية والسياسية والاقتصادية الاجتماعية والرسمية والأهلية .
المسؤولية المجتمعية، ليست وليمة او مبلغا ماليا او هدية لمحسن او محتاج ، بل هي ترسيخ وتبادل علاقات وصداقات وتعاون مع فسيفساء الوطن بكامله :مؤسساته وأفراده . كما انها التواصل مع أعضاء مجتمع الجامعة واحترامه وتقديره ومشاركته أفراحه وأتراحه .
المسؤولية المجتمعية هي ( حياة الجامعة ) بكل تفاصيلها . ولذا كان لزاماً علي أن اتقاطع مع جميع عماداتها ودوائرها ومراكزها .وربما أحمل جزءا من مسؤولياتهم من أجل ترسيخ رؤيتي بأن جامعة النجاح ليست (حصالة مال او بنكا تجاريا) أو(شركة عامة ) أو (مشروعا ربحيا تجاريا). بل هي - والله - وطن وقضية وهدف. وهي (دولة المجتمع الأولى) الشريكة الرئيس في تخطيط ودعم صناعة العمل المجتمعي في كل أرجاء فلسطين من النهر الى البحر .
سخرت تجربتي السياسية والفكرية في خدمة رؤيتي المجتمعية، الأمر الذي ساعدني في إنجاز مهمتي واهدافي الخالصة، والوصول إلى أبناء شعبي فقيرهم قبل غنيهم، وضعيفهم قبل قويهم .
ربما سببت تجربتي في العمل المجتمعي العام قلقا لدى بعض الزملاء في أسرة الجامعة الذين آمنوا بقدسية نصوص مراكزهم و تخصصاتهم وأهدافهم ،وربما ازعجت أعضاء آخرين اعتقدوا أن الجامعة هي مجرد مؤسسة تعليمية ومعيشية واستثمارية .
وربما أعتقد آخرون أن نشاطي المجتمعي الكبير هو مقدمة لبناء عرش قيادي خاص. متناسين انني كنت وما زلت (القائد الفتحاوي الأكاديمي) المؤسس الذي يمتلك احتراما وتقديرا وتجربة داخل الوطن وخارجه. ويعرف أين يضع خطواته ويسخر امكاناته وقدراته و يعلم أن لكل نظرية أساساً وقاعدة ملائمة .
وعلى الرغم من كل ذلك سأعود أكثر إصرارا على المضي في خدمة وطني و جامعتي ومواصلة العمل الذي مارسته بشكل شخصي وتنظيمي قبل تسلم منصبي السابق . بنفس الجودة والحرفية والهدف والرؤية مع إيماني الأكيد ان التغيير ( للأفضل فقط) هو سنة حميدة. وان المناصب المختلفة تكليف وليس تشريف.
جامعتي هي إبنة منظمة التحرير الفلسطينية الكبرى. ستبقى وفية على العهد خلف قيادة الأخ والصديق الرئيس محمود عباس. وهو هدف عملت على أن يبقى في عمق ولاء مؤسسات الجامعة النقابية والطلابية.
لن أتهرب من مسؤوليتي المجتمعية والإدارية في قيادة أو صياغة التجارب والقرارات التي تمت تحت مسؤوليتي أو سمعي أو بصري، طوال فترة الثلاث سنوات التي كنت جزءاً فيها من إدارة الجامعة: حارسة وراعية تطورها ونهضتها واستقرارها.
شكراً لكل الذين رافقوني ودعموني في تجربتي المجتمعية الرائعة والثمينة: أسرتي الصغيرة التي ابتعدت عنها طويلا، وأسرتي الكبيرة في الجامعة فرداً فرداً، وكذلك جموع الأصدقاء والزملاء والأحبة في كل مكان وموقع.