الرئيسية / الأخبار / فلسطين
المقامات ركنٌ من آثارٍ منسية
تاريخ النشر: الثلاثاء 18/07/2017 10:48
المقامات ركنٌ من آثارٍ منسية
المقامات ركنٌ من آثارٍ منسية

خاص دنيا الوطن- روزين أبو طيون
في أرض الأنبياء والأولياء الصالحين، تحديداً في مدينة نابلس ومن داخل حاراتها العتيقة، ثمة مجموعة من الغرف العتيقة الموجودة في عدة أماكن، تتوسطُ البيوتَ السكنية، رباعيةُ الشكل، بنافذة واحدة، وجدارية خضراءَ من الداخل لها معانٍ خاصة وروحانية، لا يعرفُ البعضُ قصتَها، ولا يتم ذكرها بالمناهجِ المدرسيةِ أو حتى الحديثَ عنها مروراً عابراً.

نابلس، قلب فلسطين لربطها شمالها بجنوبها وشرقها بغربها، تحتوي على العديد من الأماكن التراثية والتاريخية، ومن أهمِها المقامات كمقام بِشر الحافي، ومقام يوسُف، ومقام عماد الدين، ومجير الدين، ومقام الشيخ مسَلم وغيرها من المقامات المهملة، مجهولةَ المعرفة ومُقصرٌ بحق تراثها.

ما هو المقام؟

يقول الدكتور في قسم السياحة والآثار في جامعة النجاح الوطنية عاطف خويرة: "المقام هو بناءٌ مبنيّ فوق قبر لأحد الأولياء الصالحين أو الشهداء، البعض يقول بأن المقامات تكون فوق قبور الأنبياء ولكنها معلومة مغلوطة وهذا الكلام غير وارد".

يُكمل خويرة: "ظهرت المقامات في الفترة الأيوبية والسبب أن هذه الفترة كانت عصيبة على تاريخ المسلمين بسبب خطر المغول والصليبيين، والتي تسببت باستشهاد العديد".

عن فكرة وجود المقامات يوضح خويرة: "فكرة المقامات هي للجوء لها في أعمال الخير، وللدروس الدينية، وللذكر والتهليل والتكبير، وأغلب المقامات موجودة على رؤوس الجبال، حيث كانوا على زمن صلاح الدين يتوجهون إلى الجبال بالقرب من المقامات بأعلامهم ليهللوا ويكبروا، وكان ذلك لرفع معنويات الجيش، لكن المشكلة أن المقامات انحرفت عن الغاية الرئيسية لها، ودخلت في مواضيع الشعوذة ونوع من الشرك، فالناس أصبحت تتبرك بها من خلال ربط شرائط على الشبابيك أو أكل قصارة من المقام، وهذا الكلام غير جائز".

لماذا الإهمال؟ وأين دور وزارة السياحة؟

يقول الدكتور مازن رسمي من قسم السياحة والآثار في جامعة النجاح الوطنية: "هنالك عدة أسباب لإهمال المقامات منها، أولاً: الوعي الدينيّ باعتبارها بِدَعاً وبُعداً عن الدين، ثانياً: أغلبُها في مناطق نائية ومناطق C، ثالثاً: بسبب ضعف الطواقم الفلسطينية في الترميم، رابعاً: بسبب قلة الوعي المجتمعيّ بأهمية هذه الأماكن الأثرية والتاريخية".

يُكمل رسمي: "نحن دورنا يكون ضمن المحاضرات وتعريف الطلبة بهذه الأماكن، والقيام برحلات تعليمية لتلك الأماكن، ولكن الدور الأكبر والأولية بشكلٍ أساسيّ يعود لوزارة السياحة والآثار وللأسف هنالك تقصير كبير جداً من قبلهم، وهم يعللون ذلك بسبب الاحتلال، وضعف في الإمكانيات المادية، وأيضاً هنالك تقصير من الجهات الإعلامية، فليس هناك مساحة إعلامية كافية تغطي المواقع الأثرية، وهذا تسبب بإهمالٍ أكبر".

يُتابع رسمي: "نحن تقوم بعقد ندوات في الجامعة لكننا مع ذلك نبقى مُحجبين، فالدور الأقوى يقع على عاتق وزارة السياحة، ووزارة الإعلام، والأهم هي وزارة التربية والتعليم، فلماذا لا تقوم بعمل رحلات مدرسية للأماكن التاريخية والأثرية لربط الطلبة بأرضهم ووطنهم، وللتوعية الدينية والثقافية؟ لكن هنالك بعض الإهمالٌ الواضح والمأساة الأكبر في مادة الوطنية، حيث يتم إهمالها، وهذا انعكس على جيل كامل".

"ولية صالحة عالجتني"

يقول السبعينيّ محمد المصري (أبو عميد) الذي يعمل في محل للنجارة بجانب مقام الشيخ مسَلم: "هذا مقام للشيخ محمد صمادي وهو من أصل سوري، وعمر هذا المقام ما يقارب 350 عاماً، وهو ولي صالح من الأولياء الصالحين الذين كانوا مرتبطين بالله، ويستعينون بالله في كُل أمور الحياة، وقد أنجب عائلة صالحة مرتبطة بالله تقوم بعلاج المرضى بالقرآن، حيث كان أهم علاج في فلسطين والضفة".

يُكمل: "كانت زوجة أحد أحفاده ولية صالحة مرتبطة بالله، تقوم بعلاج الأطفال من الأمراض، وأنا من هؤلاء الأولاد الذين عالجتهم من الحصبة التي كادت أن تصيبني بالعمى، حتى في أرض الحجاز هنالك أولياء صالحين قابلتهم وهم من أصل فلسطينيّ، ولأن فلسطين بلد مقدسة قد بارك الله بأبنائها".

يُضيف المصري: "كُل يوم اثنين يتم فتح المقام للدروس الدينية والصلاة والذكر، للأسف هنالك من يظلم الأولياء الصالحين، ولكن هذا لا يجوز فالولي الصالح يجب أن يتم تكريمه في حياته وبعد مماته".

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017