د. خالد معالي
قد يستغرب البعض قول؛ أن "نتنياهو" يتحدى ويحارب الله في المسجد الأقصى، ويطعن بعقيدة الأمة الإسلامية جمعاء؛ بتهوره وطيشه، ويستفز ويشمت بمليار ونصف من المسلمين في العالم؛ بسبب وضع بوابات الكرتونية على بوابات المسجد الأقصى، ومواصلة تدنيس المستوطنين لباحاته.
ألم يذكر المسجد الأقصى في القرآن الكريم؛ ليتلى صباح مساء، وحتى يوم القيامة!؟ فكيف يصح ل "نتنياهو" أن يخالف إرادة الله ويلغي معتقدات امة الإسلام العظيمة؛ لمجرد انه هاو ومغرور بقوته وجبروته، ومدعوم مؤقتا من دول الغرب، وفي ظل غياب عربي وإسلامي وتراخي لن يطول!؟
ما يمارس على بوابات المسجد الأقصى؛ على درجة عالية جداً من الخطورة، وصل وتعدى الخطوط الحمر جميعها، ويتطلب مواقف وأفعال فلسطينية وعربية وإسلامية نوعية، تتجاوز الروتين المعروف من استنكار وشجب وتنديد.
الصليبيون في القدس مكثوا حوالي مائتي عام واحتلوها 90 عاما متواصلا؛ فهل منع ذلك من عودتها لحضنها الأصيل!؟ فكيف "نتنياهو" لا يعتبر من دروس التاريخ، ولا يريد أن يفهم أن نهايته ونهاية دولته هي على بوابات المسجد الأقصى.
المسجد الأقصى هو عقيدة دينية، وله معاني ودلالات مزروعة في قلب وعقل كل مسلم وعربي وفلسطيني؛ لا يريد “نتنياهو” أن يعرفها أو يفهمها، ويكابر ويصر على المضي سريعا في نهاية الطريق والزمن لكيانه الغاصب.
المسجد الأقصى المبارك؛ لب العقيدة، وملازم للوعي السياسي الجمعي للأمة التي يصر "نتنياهو" على تحديها جهارا نهارا، من تهويد وتدنيس؛ ووضع بوابات الكترونية، ليس مصادفة او ردة فعل؛ بل ضمن ووفق خطة ممنهجة ومدروسة وذات رؤى وأبعاد إستراتيجية معدة سلفا؛ ما عادت تخفى على أي متابع ومهتم بشأن القدس والمسجد الأقصى.
تعتقد دولة الاحتلال إن من يسيطر على المسجد الأقصى؛ يسيطر على فلسطين ويهيمن على محيطها الجغرافي – السياسي، ولذلك كانت القدس والمسجد الأقصى، وما زالت، هي رأس رمح الغزو الاستيطاني اليهودي لفلسطين التي لا تقوم قائمة لدولة المشروع الصهيوني بدونها، ولذلك يصر "نتنياهو" على المضي قدما في تهويده وقد يصل لتقسيمه ما لم يتحرك العامل الإسلامي بالشكل المطلوب والأمثل.
عاد المسجد الأقصى ليحرك الأمة من جديد، فمسيرات واعتصامات في القدس والضفة وغزة والأردن وسوريا واندونيسيا وتركيا والقائمة تطول؛ لكن يبقى المطلوب أكثر من هذا فالحديث يدور عن عقيدة راسخة ومتجذرة يريد "نتنياهو المس بها.
وما يوجع القلب أن المسيرات هي دائما دون قادة العرب والمسلمين الذين يبدو أنهم قد نفضوا أياديهم من المسؤولية عن بيت المقدس والمصيبة الأعظم أن هناك من يتواطأ؛ ان صح ما يتداول في وسائل الاعلام- مستكينين للأمر الواقع، مع إدراكهم أن إنقاذ بيت المقدس هو مهمة تاريخية جسيمة أضخم كثيرا جدا من أن يحمل أعباءها الفلسطينيين لوحدهم أو مسيرات غضب مع أهميتها وضرورة تطويرها بإغلاق السفارات على الأقل.
يطالب أهالي القدس بخطوات عملية بسيطة وسهلة نصرة للمسجد الأقصى المبارك؛ مثل إغلاق سفارات الاحتلال، ودعم الجهود المناوئة للاحتلال، وشن حملات إعلامية مكثفة تعري الاحتلال أمام الدول وشعوب العالم، فهل هذا بالأمر العسير وكثير على القدس وأقصاها وقبة صخرتها التي فداها المسلمون بالغالي والنفيس!؟