الرئيسية / مقالات
"بدون زعل" !! تعظيم سلام للصحافة والإعلام! بقلم: عبد القادر عقل
تاريخ النشر: الجمعة 09/05/2014 10:59
"بدون زعل" !! تعظيم سلام للصحافة والإعلام! بقلم: عبد القادر عقل
"بدون زعل" !! تعظيم سلام للصحافة والإعلام! بقلم: عبد القادر عقل



مما لا شك فيه أن الصحافة مهنة نبيلة شأنها شأن الطبابة وغيرها من المهن الإنسانية، هذا ليس موضوع حديث سطورنا القادمة فهو معروف لدى الجميع، فالأسبوعين المُنصرمين شهداتصاعداً ملحوظاً في إعتداءات جيش الاحتلال على الصحفيين الفلسطينيين سواء كانوا صحفيين يعملون مع وسائل إعلامية ومعتمدين لدى نقابة الصحفيين، أو طلبة إعلام على وشك التخرج من مقاعد الدراسة الجامعية ويعملون مع وسائل إعلامية ومؤسسات متخصصة فيمجال حقوق الإنسان وتوثيق الإعتداءات الاسرائيلية.
إنه ضربٌ من التناقض وفق نظري أن يهرع عشرات الصحفيين بالأمس القريب إلى وقفة إحتجاجية لمساندة زميلٍ تم إحتجازه لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية لساعات، وفي الوقت ذاتها اليوم لا يحركون ساكناً أمام صحفي داهم الاحتلال منزله، ليعتقل بطاقة ذاكرة كاميرته قبل أن يعتقله، فإما أن يكون تضامناً على كافة الأصعدة وإلا فإن معشرالصحفيين هم مجرد "شِلَلٍ وفزعاتٍ" ولا يختلفون عن أي عالمٍ آخر فيمجتمعنا الفلسطيني!.
إذا كان البعض لا يعتبر من يعمل مع مؤسسة "بيتسيلم" صحفياً، ويرى أن من يوّثق إعتداءات المستوطنين بالصوت والصورة أيضاً ليس صحفياً، فمن هو الصحفي برأي هؤلاء؟!هل هو من يجلس على مكتبٍ فاره وفخم ويحرر أخبار علاقاتٍ عامة؟! أم هو ذاك الذي يقضي جل وقته ملتصقاً بالنخبة والوزراء والمدراء في مجتمعنا ويحرص على إلتقاط الصور لهم وبرفقتهم؟! أم ذاك الذي ينسخ ويلصق أخباراً جاهزة عن وكالاتٍ أخرى لوكالاتٍ أخرى؟! أم هو ذلك المحاضر الجامعي الذي يعتمد التلقين أسلوباً لطلبته ؟!.
إذا كان المصّور العامل في الميدانِ ليس صحفياً، فمن هو الصحفي؟!، وإذا كانت الصحافة فقط مجرد كلمة تختصر في شارة "press"على الزجاجين الأمامي والخلفي للسيّارة الخاصة فتعظيم سلام لمهنة الصحافة والاعلام!، وإذا كان التضامن مبنياً على شعار "إن طلع صيتك أفرش ونام"! فتعظيم سلام لمهنة الصحافة والإعلام!، وإذا كانت "الصداقة"، و"المصلحة"، و"الميول الحزبي" أبرز الدوافع الذاتية للتضامن مع الصحفيين، فتعظيم سلام للصحافة والاعلام!.
وعلى سبيل المثال: إذا كان الصحفي الذي يحتجزه الاحتلال على أحد الحواجز لمدة ساعة يتم وضع الرأي العام في حقيقة ما جرى له، وتقوم الدنيا ولا تقعد من أجله، أما نظيره الذي يداهم منزله الاحتلال في جنح الظلام، ويقوم جنوده بالقرصنة على كاميرته قبل إعتقاله ونقله إلى زنازينه وباستيلاته، فردة الفعل مع الأخير تكون أن يكتنف السكون الوسط الاعلامي، وجهابذة الإعلام لا ينبسون ببنت شفة!، إذا كان كل ذلك واقعاً مُعاشاً فأيضاً تعظيم سلام لمهنة الصحافة والاعلام ! وفي النهاية نقطة ولا سطرجديد.
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017