الناصرة (فلسطين)- خدمة قدس برس
حمّل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وسائل الإعلام العبرية وأحزاب المعارضة، التي وصفها بـ "اليسار"، والتي تسعى إلى إسقاطه، المسؤولية عن التحقيقات الجنائية الجارية ضده بشبهات فساد.
وصرّح نتنياهو مساء اليوم الأربعاء، بأن الإعلام والمعارضة "يتجندون لحملة صيد مهووسة" ضده وزوجته سارة.
وكانت شرطة الاحتلال، قد أوصت بتقديم لائحة اتهام ضد سارة نتنياهو على خلفية شبهات بإنفاق أموال من ميزانية مكتب رئيس الحكومة على أمور خاصة وشخصية بصورة مخالفة للقانون.
تصريحات نتنياهو جاءت خلال مهرجان نظمه حزب "الليكود" دعمًا له في تل أبيب (وسط فلسين المحتلة 48) مساء اليوم، وشارك فيه حوالي 3 آلاف ناشط بينهم وزراء وأعضاء كنيست.
وقال نتنياهو إن الهدف من الحملة ضده "تنفيذ انقلاب على الحكم، وممارسة ضغوط مرفوضة ولا تتوقف على أجهزة تطبيق القانون من أجل تقديم لائحة اتهام بأي ثمن ومن دون علاقة مع الحقيقة والعدالة".
وتابع أن "وسائل الإعلام تخلق عددًا غير نهائي من القضايا والتقارير، علها تقنع أحدًا ما، (...)، إن لم تكن الغواصات فالسيجار، وإن لم يكن السيجار فالمحادثات (في الإشارة إلى ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت")".
وادعى نتنياهو أن وسائل الإعلام واليسار الإسرائيلي يريدون "إسقاط الليكود والمعسكر القومي"، مردفًا: "هم يعلمون أنهم غير قادرين على الانتصار علينا في صندوق الاقتراع، ولذلك يحاولون الالتفاف على الديمقراطية وإسقاطنا من دون انتخابات".
وأضاف: "وسائل الإعلام نجحت في العام 1992 بإسقاط يتسحاق شامير (عندما خلفه يتسحاق رابين) باتهامات كاذبة وجلبوا لنا كارثة أوسلو والحافلات المتفجرة".
وكتب نتنياهو الأسبوع الماضي على صفحته عبر "تويتر"، تعقيبًا على التطورات في التحقيقات ضده في الملفين "1000" و"2000"، إن هذه التحقيقات "لن تسقطه". ووصف التحقيقات الجارية ضده بأنها مجرد "ضوضاء في الخلفية".
وعقب يائير لبيد؛ رئيس حزب "ييش عتيد" وعضو الكنيست، على مهرجان الليكود بالقول إنه "مظاهرة دعم للفساد".
واعتبرت عضو الكنيست تسيبي ليفني، من "المعسكر الصهيوني"، أن نتنياهو بخطابه ينزع الشرعية عن جهاز تطبيق القانون. مبينة: "أعضاء الليكود ليسوا فاسدين، لكن نتنياهو يفسد إسرائيل. وأنا واثقة من أن الكثيرين من ناخبي الليكود لا يشعرون بارتياح هذا المساء".
ووصف رئيس حزب العمل الإسرائيلي، أفي غباي، نتنياهو بأنه "فاقد للثقة بالذات، ويحرض ويقسم ويحرف الانتباه من المعاقين ومشاكل إسرائيل الحقيقية، (...)، نتنياهو يدعي طوال الوقت إن الشعب معه، أنا أدعوه إلى التأكد من ذلك في انتخابات قطرية بأقرب وقت".
يذكر أن أكثر من ألفي إسرائيلي كانوا قد تظاهروا، السبت الماضي، بالقرب من منزل المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندبليت، بطلب تسريع التحقيقات ضد نتنياهو، وتقديم لائحة اتهام ضده. وتظاهر في المقابل، بضع مئات من ناشطي الليكود تأييدا لنتنياهو.
وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن الحديث عن الأسبوع الـ 37 الذي يتظاهر فيه إسرائيليون قرب منزل مندبليت، بينهم أعضاء كنيست من "المعسكر الصهيوني" و"ميرتس" و"يش عتيد" وناشطون آخرون.
وكان ملف التحقيقات بشبهات فساد نتنياهو شهد تطورا دراماتيكيًا، بعد توصل الشرطة الإسرائيلية لاتفاق مع مدير مكتب نتنياهو السابق آري هارو باعتباره "شاهد ملك" مقابل شهادته ضد نتنياهو في ملفي الفساد (1000) والذي يتهم نتنياهو بتلقي هدايا ثمينة من رجال اعمال والملف (2000) المتعلق بالرشوة التي قدمها نتنياهو لصاحب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الواسعة الانتشار، بالعمل على إضعاف صحيفة "يسرائيل هيوم" المنافسة مقابل تغطية إيجابية من يديعوت لسياسة نتنياهو والتوقف عن انتقاده.