الرئيسية / الأخبار / فلسطين
كتب العم أبي حسان ترافقه حِلّاً وترحالاً
تاريخ النشر: الخميس 17/08/2017 21:49
كتب العم أبي حسان ترافقه حِلّاً وترحالاً
كتب العم أبي حسان ترافقه حِلّاً وترحالاً

نابلس: تقرير تسنيم ياسين

فيديو بيان مروان عليان 
خلف مكتبه المتواضع تراه جالساً، ينادي هذا، ويرشد ذاك إلى مكان وضع صندوق الخضرة الجديد، ويجامل زبوناً زائراً يحسب له ما عليه دفعه. ولكنك إن جلت ببصرك أكثر ستجد كتباً مصطفة فوقه على رفٍّ قديمٍ بالإضافة إلى آخر أمامه على المكتب، يسترق النظر إليه بين الفينة والأخرى يلتقط كلماته كعاشق متلهف.
هو سامي أمين جبر "أبو حسان" صاحب محلات المختار في نابلس اختار الكتب رفيقاً منذ أن وعى، يحدثنا عن نفسه: "وعيت على الدنيا أحب القراءة، وحصلت على التشجيع ممن حولي فحينما كنت في الصف الثالث كتبت قصة عن طفل تموت أمه في عيد الأم فأعجب بها أستاذي وأعطاني هدية رمزية وكذلك أبي أعطاني قرشاً، وكان في البلدة قديماً مكتبة قديمة ندفع قرشاً ونقرأ".
بدأ طريقه بقصص الأطفال كسوبر مان ومجلة نونتان السورية، ثم انتقل نقلة نوعية فصار يقرأ لعدد من الكتاب الكبار من أمثال يوسف السباعي وتوفيق الحكيم ثم إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ، واليوم وهو في بداية العقد السادس من عمره ما زال يقرأ لقدماء وجدد ويعتقد أن لدينا كتاباً عظيمين لكنهم لا يحظون بالاهتمام المطلوب، فمن يملك المال يطبع كتبه التي ليس فيها ما ينفع، أما أصحاب الفكر فيُتركون ويُهمل ما يكتبون.


"جسمي ليس حساساً لأي نوع من الطعام وكذلك عقلي ليس حساساً لأي نوع من أنواع العلوم"، يصف نفسه, "أقرأ في كل المواضيع سواء التاريخ أو الجغرافيا أو العلوم الطبيعية، ولا أترك أي معلومة حتى أفهمها جيداً كما أهضم الطعام، فقبل فترة قرأت عن الكوريتين الشمالية والجنوبية وما علاقة أمريكا بهما، وكذلك أقرأ الكتب المترجمة لفلاسفة مثل ديكارت ونيتشه وكونفوشيوس، وقد يكتب اثنان في نفس الموضوع لكن فكما كل طبخة لها طريقة صنع ولفن تقديمها طرق عدة فإن لكل كاتب أسلوباً محبباً أكثر من غيره، أبحث عن المعلومة حتى لو في الصين وإن سافر أحد أعرفه أوصيه بالكتب فأنا أحب اختيار هداياي".
كل من يعرفه يدرك تماماً ارتباطه بالكتب فتراهم يناقشونه فيما يقرأ وإن تواعدوا معه على مكان يعرفون أين يجدونه، لا بدّ وأنه أمام إحدى المكتبات، فللكتب يسخر وقته فلا وقت محدد وقد يمسسك الكتاب بعد العشاء فلا يتركه إلا وأذان الفجر يصدح، يقول ضاحكاً: "وأنا آكل أقرأ، في البيت في السيارة في المحل، تنزعج زوجتي أحياناً لكنها اعتادت وكذلك أبنائي والعاملين في محلي وزبائني، قرأت قبل فترة رائعة عبد الرحمن منيف "مدن الملح" وهي خمس مجلدات أنهيتها في أسبوع واحد".
ويرى العم أبو حسان أن لدينا مشكلة حقيقية في الإقبال على القراءة فحتى عائلته لم يرثوا عنه حبها وهذا مما يأسف عليه، ولا يمكن أن يلزم أحداً بشيء قد اختار مسبقاً أنه لا يرغب به، ويضيف: "لغتنا واسعة وبليغة وتستحق اهتمامنا، وكما قال أحد الفلاسفة أن الحضارة إن أرادت دخول بلد ما دقت بابه فإن وجدت لديهم الثقافة دخلت وإلا رحلت، ونحن للأسف غير جاهزين أو حتى ليست لدينا الإرادة الكافية، صحيح أننا نعيش ظروفاً صعبة لكننا إن أردنا بنينا، المشكلة ليست بالمدارس فقط وإنما هل أصلا المدرس نفسه يقرأ أو يحب القراءة؟ كيف لنا أن نطلب من أحد أن يعلم كرة القدم وهو لا يتقنها؟ وكذلك القراءة، وكما قال برناردشو أن تنظيف الفساد كتنظيف الدرج يبدأ من الأعلى إلى الأسفل. فنصيحتي للشباب، اقرؤوا الكتب فهي مفر لكم وأنا حتى حينما يؤلمني رأسي أقرأ".

 

المزيد من الصور
كتب العم أبي حسان ترافقه حِلّاً وترحالاً
كتب العم أبي حسان ترافقه حِلّاً وترحالاً
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017