في ظل الحالة السياسية والدبلوماسية المتردية التي تعاني منها الإدارة الأمريكية الحالية، استبعد كاتب إسرائيلي، أن تساهم تلك الإدارة في التوصل إلى حل للنزاع الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي.
الدرك الأسفل
وأوضح المحلل والكاتب الإسرائيلي شلومو شمير، أن الوفد الأمريكي القادم للمنطقة، "يمثل شركة تتصدى لإفلاس أخلاقي وصلاحيتها في السوق السياسية-الدبلوماسية توجد في الدرك الأسفل".
ويضم الوفد الأمريكي المتوقع وصوله نهاية الشهر الجاري كلا من مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، ومعهما دينا باول نائبة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض للشؤون الاستراتيجية.
واعتبر شمير في مقال له اليوم بصحيفة "معاريف" العبرية، أن النصيحة التي قدمها الملك عبد الله لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال زيارته الأخيرة لرام الله، "لم تكن حكيمة"، حيث قال عبد الله لعباس: "من المهم العمل مع الإدارة الأمريكية لاستئناف المفاوضات لحل سياسي"، موضحا أن ملك الأردن "ظهر كمن لا يعلم بما حصل لمكانة واشنطن في الساحة العالمية تحت رئاسة دونالد ترامب".
وقال: "في كل ما يتعلق بتحقيق حل سياسي للنزاع الإسرائيلي– الفلسطيني، فإن البيت الأبيض والرئيس ترامب هما أقل من سند متهاو"، مؤكدا أن "من يعول على تدخل أمريكي ينتج اختراقا ذا مغزى للوصول لحل سياسي، هو شريك في الوهم للملك الأردني".
ولفت المحلل الإسرائيلي، إلى أن الإدارات الأمريكية السابقة "كانت ملتزمة بعملية السلام رغم أنها لم تنجح بعد كل هذه السنين، إلا أن هذا الالتزام لم يبدأ مع دخول ترامب للبيت الأبيض بعد"، موضحا أن "من عني بتحقق هذا الالتزام كانوا دوما في المستوى الأعلى في الإدارة الأمريكية، وكان وزراء الخارجية يشاركون على نحو خاص".
اقرأ أيضا: بين العصي والجزر.. كيف قرأ إعلام إسرائيل مهمة وفد ترامب؟
وأكد أن ترامب "حول هذا الالتزام؛ والذي يعنى بتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لشعار انتخابي، رافق حملته الانتخابية وهو بعيد التحقق على الأرض"، معتبرا أن "الأخطر من ذلك؛ هو تسبب ترامب بتدهور مكانة الولايات المتحدة في الساحة العالمية بشكل غير مسبوق".
وقال: "ليس لدى إدارة البيت الأبيض الحالية أو وزارة الخارجية الأمريكية ما يمكنهم من إنجاز مشروع طموح مثل حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني".
وخلص شمير، إلى استنتاج مفاده، أن "كل ما يتعلق بتحقيق حل سياسي للنزاع وحتى استئناف المفاوضات، يعتمد على القوة الذاتية التي تمتلكها كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية"، مضيفا: "على الطرفين أن يفهما؛ أنه لن يأتي أي خلاص من البيت الأبيض، فاستمرار الجمود أو استئناف المفاوضات؛ منوط بهما وبهما فقط".
عربي 21