الرئيسية / الأخبار / فلسطين
هل سمعت بقرية كور "الجيوسية"؟.. حمامة البَر الفلسطينية
تاريخ النشر: الأثنين 28/08/2017 08:17
هل سمعت بقرية كور "الجيوسية"؟.. حمامة البَر الفلسطينية
هل سمعت بقرية كور "الجيوسية"؟.. حمامة البَر الفلسطينية

أصداء- خميس أبو النيل- إلى الجنوب الشرقي لمدينة طولكرم وعلى بعد 14 كم منها تقع قرية كور متعاقبة الأجيال ذات الطابع العثماني العريق، التي تحتوي على قصور وقلاع عسكرية تعود للعهد العثماني وبعض الآثار الرومانية والبيزنطية، كما وتسمى أيضا بـ"حمامة البر".

يقول الأستاذ فريد الجيوسي لـ"أصداء" وهو أحد سكان القرية: "تعود تسمية قرية كور إلى العصور القديمة حيث تعني كلمة كور (نافخ الكير) وذلك بسبب كثرة صنع الأسلحة والأدوات العسكرية فيها، والاسم الآخر لها يعود لأصل لاتيني حيث كوْر هو مركز المدينة ومنتصفها".

أما في التاريخ الفلسطيني تسمى حمامة البر وذلك لأنها كانت أول قرية يراها القادم على متن السفن في الساحل الفلسطيني بسبب لون حجارتها البيضاء التي تشبه من بعيد طير الحمام الأبيض.

ويذكر الجيوسي أن القرية تحتوي على عائلة واحدة فقط وهي (عائلة الجيوسي)، فمساحة أراضيها تتعدى 30 ألف دونم وعدد سكانها ما بين 300-350 نسمة، ففي فترة الدولة العثمانية كان عدد سكانها يقارب 426 نسمة أي أكثر من القرى المجاورة بنسبة كبيرة في تلك الفترة، ولكن بعد دخول الاحتلال البريطاني بدأ سكانها بالانخفاض، وتبعه قدوم الاحتلال الإسرائيلي الذي أدى إلى هجرة سكانها بنسبة كبيرة جداً خوفاً من عمليات القمع والقتل الإسرائيلية.

ويشير الجيوسي إلى أن سكانها يعتمدون في دخلهم على الزراعة بشكل أولي مثل الزيتون والتين والرمان ولكن في الوقت الحالي بسبب سوء الأوضاع معظم سكانها يعملون داخل الأراضي المحتلة عام 48.

ويتابع الجيوسي: "كانت قرية كور تحكم المدن الفلسطينية كاملة من النواحي العسكرية والدليل على ذلك وجود القلاع فيها، ففي العهد القديم كانت القرية تتعرض لنزاع بين عائلة الجيوسي وعائلة طوقان حول ما يعرف قديما بـ"جبل نابلس" الذي تقع عليه القرية حاليا، عدى عن أطماع حكام وأمراء الشام فيها مثل (والي الشام وحكام لبنان) فخضعت لعمليات هجوم للسيطرة عليها مما أدى لقيام قلاع وقصور من أجل صد كل تلك الأطماع عليها.

قصور وقلاع

"الجيوسي أسدٌ يوم التَراضي حامي الزناتِ سورُ المحصناتي" هكذا بدا الأستاذ فريد الجيوسي حديثة عن الشيخ يوسف واكب الجيوسي الذي شيد كل تلك القصور والقلاع حاكم قرية كور في العهد العثماني الذي كان  لديه 16 ولدا أي أن عائلة الجيوسي تتفرع من 16 ابنا  من أبناء الشيخ يوسف، حيث تحتوي القرية على 11 قصراً وكل قصر يقع  مكان يبعد بمسافة عن القصر الآخر وهذا يدل على خصوصية ومحافظة آل الجيوسي في تلك الفترة.

ومن أمام قصر الشيخ يوسف الجيوسي بدأ الأستاذ الجيوسي بقراءة بيت الشعر الذي يواجه مدخل القصر قائلاً: "دار السعادةَ أشرقت أنوارها من أمنها ينجو من الأقدارِ، بالله يحرسُ من قد شادها بالعز والتأيد والأنوار ، هو يوسف الجيوسي حاتم عصره  كم في الورى شاعت له الإخبارِ، قد حاز أجناس الكمالِ مع السخا مثل شوارقِ الأنوارِ، تاريخها عز سرورٍ كاملٌ لكم الهنا يا ساكنين الدارِ".

 

شهدت القرية خروج عدد كبير من جنود الشيخ يوسف الجيوسي  للمشاركة في معركة عزون الشهيرة من أجل صد حملات نابليون بونابرت في تلك الفترة وهذا ما يعتبره أهل القرية فخرا يعتزون به.

 

مشكلات وعقبات

يوضح الأستاذ الجيوسي بأن القرية تحتوى على مدرسة واحدة تفتقر لعدد المدرسين فيها مما أدى إلى دمج  طلبة الصف الأول مع طلبة الصف الثاني داخل صف واحد مشترك.

ويتابع السبب في ذلك أنه لا يوجد أساتذة للتدريس من وزارة التربية والتعليم حيث أنهم قاموا بإرسال طلبات للتربية من اجل إحضار مدرسين لكن يأتي الرد بأنه لا يوجد تعينات وموظفين جدد، وينوه الجيوسي رداً على ذلك سوف تقوم مدرسة كور بعمل إضراب شامل عن الدوام خلال الأيام المقبلة من أجل تحقيق مطالبهم التدريسية.

وفي السياق ذاته يقول الجيوسي إن هناك قلة اهتمام في القصور والقلاع الأثرية فلا يوجد هناك جهات تدعم ترميم تلك الأماكن وإصلاحها لتوثيقها تاريخياً، مع مرور الزمن والتغيرات الجوية أصبحت القصور قابلة للانهيار والسقوط وسكان القرية قاموا في عدة أعمال ترميم ولكن هذا لا يكفي فإمكانياتهم المادية غير قادرة على تغطية كافة مصاريف الترميم لتلك الآثار.

ومن الجدير ذكره أن قرية كور من القرى غير المُعرضه للاستيطان فلا يوجد مستوطنات تحيط بها، ولكن كان هناك عدة محاولات من المستوطنين للسيطرة على مقام يزعمون بأنه يعود لهم وتم التصدي لذلك، وكان ومن أشهر رجال القرية المحامي "مازن الجيوسي" الذي كانت لدية عدة قضايا ضد الاستيطان والاحتلال الإسرائيلي، والوزير "هاشم داود الجيوسي" الذي كان وزيراً في الأردن عام 1987  وهو من المساهمين في ترميم وإصلاح الطرق والشوارع في القرية.

 

 

المزيد من الصور
هل سمعت بقرية كور "الجيوسية"؟.. حمامة البَر الفلسطينية
هل سمعت بقرية كور "الجيوسية"؟.. حمامة البَر الفلسطينية
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017