القاهرة - خدمة قدس برس
"ليه تشتري أضحية بـ 300 دولار من مصر، بينما يمكنك أن تشتريها من دولة أفريقية بـ 60 دولار، وتحظي أيضا بثواب إطعام اناس أشد فقرا؟"، شعار رفعته جمعيات خيرية، ووجد فيه مصريون متنفسهم لأداء شعيرة الأضحية.
وتأتي هذه المبادرات، بعد ارتفاع أسعار الأضاحي في السوق المحلي المصري، حيث ارتفع سعر الخروف إلى قرابة 5 الاف جنية (نحو 300 دولار)، والبقرة ما بين 18 و30 ألف جنيه (ألف و1700 دولار).
الفكرة التي تبنتها بعض الجمعيات الخيرية، تقوم على شراء الأضاحي من بعض الدول الأفريقية، وذبحها وتوزيعها على سكانها، بمبالغ لا تزيد عن 60 دولارا للخروف، و395 دولارا للبقرة.
اضحية رخيصة من مالاوي
عضو مؤسسة "بصمة دعوية"، محمد عبد الناصر، يشرح لـ "قدس برس" تجربتهم قائلا: "ارتفاع اسعار الأضاحي في مصر إلى أرقام فلكية والغلاء عموما أعجز مصريون عن التضحية هذا العام وفكرنا في أن نشتري لهم أضاحي من دول أفريقية فقيرة والتضحية بها هناك لإطعام أناس أشد فقرا".
ويضيف: "دول مثل مالاوي بها مجاعة وبعض المسلمين هناك يطحنون العظام ليأكلوها، ولدينا تجارة مع مصريين ومالاويين هناك فتم الاتفاق معهم على ارسال أموال الاضاحي للمصريين وشراءها هناك بالنيابة عنهم والتضحية بها وتوزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين".
ويشير عبدالناصر، إلى أنه يتم تصوير عملية التضحية باسم المضحي وارسال فيديوهات بها لهم للتأكد من الذبح نيابة عنهم، وأن التجربة تشهد نجاحا حيث تم العام الماضي شراء 10 اضاحي ولكن هذا العام تم شراء 80 اضحية من دولة واحدة هي ملاوي.
من جانبه، قال محمد محيي من مشروع "سفراء" الخيري، أنهم اشتروا هذا العام 70 أضحية من دول أفريقية أبرزها اوغندا بأسعار تقل عن الاضاحي المصرية بربع الثمن تقريبا، وأن انتشار الفكرة عبر مواقع التواصل شجع مصريين على الاتصال بهم لشراء اضاحي بهذه الاسعار المخفضة والاستفادة من توفير اللحوم لفقراء المسلمين في هذه الدولة الافريقية.
ويقول محيي لـ "قدس برس"، إن هناك اقبال كبير على شراء الاضاحي من دول افريقية، حيث يصل سعر الأضحية بماعز أو خروف من مصر يصل إلى 5 الاف جنيه (300 دولار) بينما البقرة 18 إلى 30 ألف جنيه (قرابة ألف إلى الفي دولار)، في حين نشتري الأضحية نفسها من أوغندا بـ 1050 جنيه (55 دولار).
ويؤكد محيي أنهم نجحوا خلال العام السابق بذبح الأضاحي وتوزيعها على أكثر من 15 ألف شخص في أوغندا، بإجمالي 50 خروف و278 ماعز و22 عجول.
أرخص وثواب للناس التي تموت
سحر البحيري أحد المصريات المشاركات في شراء الاضاحي عبر مشروع "سفراء" تقول لـ "قدس برس" أن الشراء من دول افريقية ليس فقط بسبب رخص الاسعار ولكن للاستفادة من ثواب اطعام اناس لا يجدون الطعام.
وتضيف: "الناس هناك ممكن تموت من الجوع، والتضحية هناك أولي وأفضل، بخلاف أن الاسعار اقل كثيرا عن مصر".
ولجأ العديد من المصريين للأضحية بالخارج مع الارتفاع الكبير في اسعار الأضاحي والصكوك للاستفادة من فروق السعر والمساهمة في اطعام أفارقه فقراء في دول تعاني أكثر من مصر فقرا.
وانتشرت الفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد نشر صور وفيديوهات لأفراد متطوعون ووسطاء مؤسسات خيرية عبر صفحاتهم الشخصية، تظهر عمليات ذبح الأضحية وتوزيعها.
ويقوم من يشرفون على الفكرة بإرسال رسائل عبر الهاتف والبريد الالكتروني إلى المتبرع بإتمام علمية ذبح أضحيته.
50 في المائة زيادة في الأضاحي والصكوك
وتشهد سوق الأضاحي في مصر ارتفاعا في الأسعار يتراوح بين 30 إلى 50 في المائة خلال العام الجاري، بسبب القرارات الاقتصادية الحكومية الأخيرة وزيادة تكلفة النقل بعد رفع اسعار الوقود 50 في المائة، وفقا لأقوال عدد من التجار.
ويقول سيد محمود جزار من "شبرا" (شمال القاهرة) سعر الخروف العام الماضي كان يتراوح بين 1500 إلى 2000 جنيه (85 - 113 دولار) والان وصل سعره هذا العام من 3000 إلى 3200 جنيه (170 - 181 دولار ) بزيادة تقدر بنحو 50 في المائة .
ويوضح لـ "قدس برس" أن الأمر نفسه حدث مع اسعار الأبقار والجاموس التي كانت ما بين 7 آلاف إلى 12 ألف جنيه (400 - 680 دولار) العام الماضي، ووصلت قيمتها هذا العام من 15 ألف إلى 18 ألف (850 - 1000 دولار) للرأس بزيادة نحو 35 في المائة عن العام الماضي.
أيضا رفعت الجمعيات الخيرية التي تتولي تحصيل صكوك الاضحية سعر الصك العام إلى نسب تراوحت ما بين 24 في المائة إلى 45 في المائة .
وتقول "سناء محمد" أحدي مسئولات جمعية الأورمان، إن سعر الصك للعجول المستوردة بلغ 1900جنيه (107 دولار) مقابل 1450 جنيه (82 دولار) للعام السابق، بينما سجل صك العجول الصغيرة 2450 جنيه (821 دولار) مقابل 1650 جنيه (93)، والعجول الكبيرة 2850 جنيه (161 دولار) مقابل 1999جنيه (113 دولار) للعام السابق.
ورفع بنك الطعام المصري سعر صك الأضحية المستورد إلى 1850 جنيه (104 دولار) بعدما كان 1450 (82 دولار) العام الماضي، وصك الأضحية البلدي إلى 2650 جنيه (150 دولار) بعدما كان حو إلى 2000 (113 دولار) العام الماضي.
وبسبب ارتفاع الاضاحي تلجأ اسر مصرية لفكرة تقسيط ثمن الاضحية، كما تسمح مؤسسات بتقسيط صك الاضحية للمؤسسات والهيئات.
وأظهر مؤشر أسعار اللحوم الصادر عن مؤسسة منظمة "كاتر وينجز" البريطانية المعنية بالغذاء "كاتيرونجز" لعام 2017 تدنيا كبيرا في حجم ما يتناوله المواطن المصري من اللحوم الحمراء والبيضاء.
وأظهر المؤشر أنه رغم أن اللحم البقري في مصر يعد ضمن قائمة الأرخص سعرا بمقاييس العالم (لا رواتبها)، إلا أنه يتعين على المواطن المصري الذي يتلقى الحد الأدنى من الأجور أن يعمل لمدة 20.1 ساعة لكي يتمكن من شراء كيلوجرام واحد من لحم البقر.
وينطبق ذلك أيضا على لحوم الدواجن، إذ يتعين على المواطن المصري الذي يتلقى الحد الأدنى من الأجور أن يعمل لمدة 44.2 ساعة، وهي أطول عدد ساعات عمل في ذلك الترتيب، ليتمكن من شراء كيلوجرام واحد فقط من الاسماك.