فرحة عيد الأضحى المبارك في القدس المحتلة، وفي المسجد الأقصى المبارك؛ لها طعم خاص هذه المرة؛ كونها تأتي بعد فرحة انتصار المقدسيين في قضية البوابات؛ لتكون فرحتين معا؛ إلا أنها بقيت منقوصة ومزوجة بغصة في الحلق؛ لوجود الاحتلال الذي فرض إجراءات ويمارس انتهاكات بحق المقدسيين بحجج أمنية واهية؛ كعادة كل محتل ظالم؛ يبقى يتوجس من عملية طعن أو إطلاق نار؛ كون وجوده يناقض المنطق وحركة التاريخ وطبيعة الأشياء.
عند ذهابك لصلاة العيد في المسجد الأقصى أو تجوالك في حارات وطرقات القدس؛ ترقبك عيون جاحظة حاقدة تتابع كل من يدخل من بوابات المسجد الأقصى للصلاة فيه، والسير تحت بنادق الجنود وعلم الاحتلال؛ ليكون العيد منقوصا وحزينا.
فرحة القدس والمسجد الأقصى؛ هي فرحة دينية، وفرحة للأطفال الصغار، وفرحة انتصار البوابات؛ تغيب عنها فرحة الكبار، فجنود ومجندات الاحتلال منتشرون على الطرقات، وما بين حاجز وحاجز يوجد حاجز، يفتش ويهين ويشعرك أن الاحتلال جاثم فوق صدرك.
حكومة الاحتلال بقيادة "نتنياهو" و"ليبرمان" و"بينت" تستكثر على الفلسطينيين؛ أن يفرحوا كبقية الشعوب والدول في أعيادهم ومناسباتهم السعيدة، ويحرمهم من صلاة العيد في المسجد الأقصى المبارك؛ لكن الفرحة وإن بدت منقوصة؛ فهي ما يغيظ الاحتلال الذي لا يريد أن يرى أي فلسطيني يفرح ويبتهج ويبقى مرابطا فوق الأرض الفلسطينية؛ رغم كل وسائل الطرد والتهجير الممنهج سواء قصير أو طويل الأمد.
حملات الاعتقال المتواصلة في القدس المحتلة؛ قد تصيب من يذهب لصلاة العيد في المسجد الأقصى خاصة من الشبان؛ ولا تكاد ترى الفرحة أو البسمة على وجوه مواطني القدس والضفة؛ إلا تصنعا من أجل فرحة الأطفال الصغار والذين لا يدعهم الاحتلال أن يفرحوا كبقية أطفال العالم.
عيد الأضحى المبارك؛ هو سعيد على العالم الإسلامي قاطبة؛ إلا على أهل فلسطين المحتلة، والشعوب العربية ذات الاقتتال الداخلي والفتن والحرب الأهلية المدمرة التي لا تبقي ولا تذر، وشعب مينامار المسلم.
كيف يفرح ويبتهج من هو واقع تحت الاحتلال وفقد أرضه؛ ويتعرض للإذلال والاهانة على حواجز الاحتلال ؛ حتى خلال ذهابه لصلاة العيد في المسجد الأقصى، أو حتى في كافة مساجد الضفة الغربية.
كيف تفرح القدس والمسجد الأقصى؛ والضفة ولها قرابة 7000 أسير من بينهم أطفال وقاصرين وفتيات ونساء، وأمهات فقدن حلاوة وبهجة العيد داخل أربع حيطان وأسلاك شائكة وسجان لا يرحم.
يكفي منظر واحد لقتل فرحة العيد وجعله منغصا؛ وهو منظر المستوطنات تملئ القدس وتحيطها من كل جانب؛ ومنظر المستوطنين وهم يدنسون باحات المسجد الأقصى ، وكذلك وهم يسيرون في القدس ويتجولون فيها.
من شك أن الله؛ قد خلق الخلق لينتصر الظالم فيها؛ فقد خالف المألوف وسنن الكون، وحركة التاريخ؛ فمن خلق الكون ودبره ونظم حركاته؛ قضى أن الظلم لا يدوم، وينتهي، لينتصر الحق، ولا يوجد في العالم اعدل من قضية الشعب الفلسطيني؛ ولكن يبقى النصر مسألة وقت؛ يتذوق طعمه من سار في درب الحق والخير والعدل.