الرئيسية / الأخبار / فلسطين
حنطور ابو الحلو يدخل نابلس كتب حمزة اسامة العقرباوي
تاريخ النشر: السبت 02/09/2017 16:48
حنطور ابو الحلو يدخل نابلس كتب حمزة اسامة العقرباوي
حنطور ابو الحلو يدخل نابلس كتب حمزة اسامة العقرباوي

#حكاية من عقربا - نابلس
كان لمحمد أبو الحلو الفلاح العقرباوي رحمه الله عربة يجرها بغل، وقد عرفت عربته في القرية باسم (حنطور الكاز). ومن طريف القول بان بغل ابو الحلو كان شموصا كثير الحرنات والرفصات حتى ضرب به المثل في عقربا فقالوا لمن يكثر الحرنات ويشهر بكثرة زعله من الناس: (مثل بغل أبو الحلو).
وكان للبغل شوافات توضع على عينيه كي لا يجفل ولا ينحرف يمينا وشمالا ويبقى ماضيا في طريقه كما يوجهه صاحبه عبر حبل القيادة (الرياح) بتشديد الراء. فقال الناس لمن يلبس نظارة لعينه (مثل نظارات بغل ابو الحلو) وصارت مثلا في حينه.
وكان أبو الحلو يجلب على عربته الكاز وما يلزم الفلاحين من مدينة نابلس الى القرية في وقت لم يكن هناك سيارات تدخل عقربا إلا دوريات الجيش البريطاني وسياراته، ولاجل ذلك قيل عنها عربة البلد او حنطور الكاز.
وحين يذهب ابو الحلو صباحا إلى نابلس عبر طريق باب الذيقة يحمل الناس على عربته ومعهم ما يريدون بيعه من زيت وجبنة وغيره، ويا سوء حظ من فاته موعد انطلاق الحنطور، وذلك في ثلاثينات واربعينات القرن الماضي. واستمر عمل الحنطور حتى منتصف الستينات تقريبا.

وفي العام 1966 قيل بأن الملك حسين بن طلال رحمه الله سيزور مدينة نابلس، فاخرجوا طلبة المدارس الى الشوارع واصطفوا على جانبي الطريق في انتظار الملك استقبالا له حين دخوله لمدينة نابلس من الجهة الشرقية.
وطال انتظار الطلبة وتأخر موكب الملك وبينما يقف الطلبة اقبلت عربة يجرها بغل مندفع بقوة تشق الطريق وتتقدم بثقة.. فاستعد الطلاب لاعتقادهم ان الملك وصل للمدينة.
تقدمت العربة من باب نابلس الشرقي وظلت تجري وسط الطلبة المحتشدين وهم يبتسمون لهذا الفلاح الواثق من نفسه يتقدم على عربته بثقة كأنه ملك منتظر يحسن استقباله.
يرفع الفلاح يده محييا الطلبة المبتسمين له والمصفقين له وهم يضحكون فرحين بمشهده يخترق الصفوف المعدة لاستقبال ملك البلاد الحسين بن طلال.
ولما ألغيت يومها زيارة الملك حسين لنابلس اعتبر دخول حنطور محمد ابو الحلو للمدينة بين الصفوف هو الحدث الأهم يومها.
ولا عجب في ذلك فالفلاح ملك بلاده وقد قيل (فلاح مكفي ملك مخفي).


#حكايات #الحكواتي

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017