الرئيسية / الأخبار / فلسطين
المسجد المشّاقي... شعاع ايماني من الماضي إلى الحاضر
تاريخ النشر: الثلاثاء 19/09/2017 14:08
المسجد المشّاقي... شعاع ايماني من الماضي إلى الحاضر
المسجد المشّاقي... شعاع ايماني من الماضي إلى الحاضر

تقرير: آصال أبو سارة- أصداء
دبت الحياة من جديد بمسجد المشّاقي أو مسجد ياصيد القديم، شمال نابلس الذي يعد من أقدم المساجد في فلسطين التي بقيت شامخة رغم ما عانته من دمار وإهمال على مدار عقود طويلة.
يعود تاريخ بناء المسجد إلى 1300عام تقريبا، ويقع في قرية ياصيد الواقعة شمال مدينة نابلس، ويعود سبب تسميته في هذا الاسم نسبة إلى الشميسي محمد بن سليمان بن مشاق، شيخ جبل النار (نابلس).
وحسب الدراسات الفلسطينية الأخيرة، فإن تأسيس هذا المسجد يعود إلى زمن صلاح الدين الأيوبي أي في عهد الأيوبيين. وفي روايات أهالي القرية أن صلاح الدين في فترة فتوحاته قَدِم إلى ياصيد فأكرمه أهل القرية كرماً عظيماً، و أراد أن يرد لهم كرمهم ببناء المسجد.
وتقول إحدى المسنات (80 عاما) التي تقطن بجوار المسجد أن من شدة وفرة الزيت في تلك الفترة، تم بناء المسجد من الزيت والطين، وهذا ما أكدته التقارير التي جرت خلال عملية ترميم المسجد عام ٢٠١٥ -٢٠١٦م حيث وجد أن مادة الزيبار (خوالف الزيت) مجبولةً بصخوره.
وبعد سنوات هدم المسجد، لم يعرف سبب الهدم بالتحديد، لكنه يُرجح الى الحروب، وأنه ضرب بالمنجنيق آثناء المعارك. وهناك عدة روايات  تناولت هذا الحدث، الأولى أن المسجد لم يسقف أبداً، حسب ما رجحه محمود البيراوي مدير دائرة الحماية في اثار نابلس بأن المشاقي أمرته ابنته بعدم إكمال البناء. أما الثانية وهي التي يتناقلها أهل القرية، رواها لنا عوني عارف ظاهر أحد  جامعي الآثار والمقتنيات القديمة في ياصيد، وهي أن حجارٙة سٙقف المسجد، استعملها الناس لبناء بيوتهم فيها تلك الفترة.


لكن السؤال هو لو أن المسجد تعرض للهدم أو للضرب في المنجنيق، لماذا السقف فقط كان المتضرر الأكبر؟! فيما كانت الجدران لا تزال ثابتة بالإضافة إلى عمدانه الداخلية التي تحمل أقواسه؟!
وإن نظرت الى الصور القديمة له وقبل الترميم، ستجد أن جدرانه لا تزال قائمة بينما سقفه غير موجود.
وظل المسجد على حالة الهدم والنسيان أعواماً طويلة، فقد حوله الناس إلى إسطبل للدواب والخيول، وكان الرعاة يرعّون اغنامهم فيه إلى عام ٢٠١٥م، وفي ذلك العام قرر أهالي ياصيد إعادة تأهيل وترميم المسجد، وقد قدرت ميزانية ترميمه حوالي ٤٠٠ الف دولار حسب وزارة الأوقاف، كان لأهالي البلد ٥٠بالمائة من الإسهامات في تمويل ترميمه و والباقي من مؤسسات وجمعيات.
تم افتتاح المسجد من جديد عام ٢٠١٦م تحت إشراف وزارة الأوقاف وأهالي القرية، ليعاد فيه صوت الآذان وتقام فيه نفس الصلاة التي أقيمت فيه أول مرة منذ ١٠٠٠عام مضت. فيما أشرف البيراوي على عملية الترميم من ناحية الآثار والالتزام بالمحافظة على البعد التراثي.
ويأمل أهالي ياصيد أن يظل تراثهم وحضارتهم حاضراً في أذهان الأجداد والأحفاد، وان تتناقل رواياته للأجيال؛ لتعزيز انتمائهم لهذا الوطن، في ظل كل المحاولات لطمس ماضيه، الذي يشهد أحقية الفلسطينيين في هذه الأرض.


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017