كما هو متوقع، شن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هجوما عنيفا على الاتفاق النووي مع إيران، وقال في كلمته، مساء اليوم الإثنين، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن إيران "تتعهد بتدمير بلدي كل يوم"، وإنها "تقوم بحملة تستهدف العالم برمته عبر تطوريها للأسلحة".
وكرر أن ما وصفها بـ"الصفقة النووية" مع إيران "ليس فقط لا تعطل مسار حصولها على القنبلة النووية، بل هي السبيل لذلك"، على حد قوله.
وكان نتنياهو قد استهل كلمته في المسألة الإيرانية بكيل المديح لما جاء في الكلمة التي أدلى بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقال إنه لا أحد كان مباشرا وأشجع مما قاله ترامب بهذا الصدد حين وصف الصفقة مع إيران بأنها محرجة".
واعتبر نتنياهو أن "القيود على البرنامج النووي الإيراني هي التي سوف تتيح لها الحصول على السلاح النووي" مقدما التفسير الإسرائيلي الذي يدعي بأن عبارة "الاستشعارات" الواردة في الاتفاق النووي، تعني عمليا، بحسب نتنياهو، أن تلك القيود سوف تلغى تلقائيا، ليس بسبب تغير سلوك إيران ووقف عدوانها وإنما ستلغى بسبب انتهاء هذه القيود، وعندما سوف يلقى ظلما كبيرا على الشرق الأوسط والعالم"
وتابع تحريضه عبر الربط بين إيران وكوريا الشمالية قائلا إن العالم "تابع في الأشهر القليلة الماضية ما الذي سيعنيه وقوع أسلحة نووية في يد نظام خارج عن القانون... والآن تصورا مئات الأسلحة النووية في أيدي إمبراطورية إسلامية شاسعة والقنابل التي يمكن أن توصلها إلى أي منطقة على وجه البسيطة"... إلى ذلك وفي ذات سياق الربط بين المسألة الإيرانية وكوريا الشمالية، أشار نتنياهو إلى أن تلك الجهات التي دافعت عن الصفقة النووية مع كوريا الشمالية، تدافع أيضا الآن عن الصفقة الإيرانية.
واعتبر أن "الحل" في الاتفاق النووي إيراني يكمن في خيارين على حد قوله: تغيير الصفقة أو إلغاؤها.. الخروج منها أو تعديلها بما يشمل اعتماد آليات جديدة للتفتيش ومعاقبة إيران على كل انتهاك.
وكان نتنياهو استهل كلمته بالإدعاد أن مئات الرؤساء والمسؤولين "زاروا إسرائيل في الفترة الأخيرة"، ووصف العالم بأنه بعد 70 عاما "يعانق إسرائيل وإسرائيل تعانق العالم".
وبدا أن نتنياهو يخاطب في كلمته "الإسرائيليين" أكثر منه "العالم" وذلك في ظل ما يلاحقه من ملفات الفساد والفضائح التي تحوم حوله وأسرته والمقربين منه، وتحدث عن الانجازات التي "حققها على مستوى مكانة إسرائيل المتقدمة في خضم الثورة الكبرى التي تجتاح العالم"، وكيف أن "مكانة لإسرائيل تتعزز في أوساط الأمم لأن البلدان تدرك ما الذي تستطيع أن تفعل إسرائيل لصالحها".
كما وتحدث عن ما أسماها بـ"الخدمات التي قدمتها وتقدمها إسرائيل للعالم في موضوع مكافحة الإرهاب"، مدعيا أنه "بفضل إسرائيل تم إنقاذ "أنفس لا تحصى" في العالم" بحسب وصفه، وذلك من خلال "المعلومات الاستخباراتية التي تزود العالم بها".
كما واستغل رئيس الحكومة الإسرائيلية، المنبر الأممي للتعبير عن "سخطه" من قرارات الإدانة التي تصدر حول سياسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرا "أنه لا حدود لسخافات الأمم المتحدة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل"، واستحضر هنا مثالا، إعلان اليونيسكو الأخير بخصوص مدينة الخليل في الضفة الغريبة المحتلة، ووصفه بأنه "تاريخ مزيف".
وتابع: "وعلى الرغم من هذه السخافات والحماقات وعلى الرغم من تكرار هذه الأحداث السخيفة المضحكة، ولكن هناك تغيير ملحوظ في المواقف وبفضل الدعم المطلق من الرئيس ترامب داخل هذه الهيئة"، موجها شكره للمندوبة الأميركية "على ما تبذله من جهود للحديث عن "حقيقة إسرائيل" على حد زعمه.
كما وتحدث نتنياهو في ختام كلمته عن أن "إسرائيل في التصدي للنظام الإيراني لا تقف وحدها في المنطقة"، وأنه" نقف جنبا إلى جنب مع أولئك في العالم العربي الذين يشاطروننا الأمل"، على حد تعبيره.
وأشار إلى "معاهدة السلام" مع مصر والأردن وعبّر عن "تقديره للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الذي التقيته هنا في الأمم المتحدة، ونعمل معا"، مدعيا أن "إسرائيل ملتزمة بعملية السلام مع كل جيراننا العرب، بما في ذلك الفلسطينيين"، وقال في السياق إنه "ناقش ذلك مع الرئيس ترامب"، وإنه "يقدر التزامه ووقوفه من أجل بناء مستقبل سالم للجميع، وإنه معا يمكن أن نتصدى للخطر الإيراني".
واعتبر نتنياهو أن التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة "لم يكن أعمق، في أي يوم من الأيام، مما هو عليه الآن".