الرئيسية / الأخبار / فلسطين
البلدة القديمة في عصيرة الشمالية...تاريخ يرتدي حلة التطور والتجديد
تاريخ النشر: الأربعاء 20/09/2017 20:54
البلدة القديمة في عصيرة الشمالية...تاريخ يرتدي حلة التطور والتجديد
البلدة القديمة في عصيرة الشمالية...تاريخ يرتدي حلة التطور والتجديد

 

نقرير تسنيم ياسين-اصداء 

إلى الشمال الغربي من مدينة نابلس وعلى سبع هضاب، تتربع بلدة عصيرة الشمالية، بمساحتها التي تقارب الـ39 ألف دونم، وسكانها البالغ عددهم وفق تقديرات البلدية بـ 12 ألف نسمة.
البلدة القديمة في عصيرة التي يمتد عمرها من أيام الحكم العثماني، تحتضن اليوم أحد أهم المشاريع التي تضعها بلدية عصيرة ضمن خططها، وهو ترميم البلدة القديمة وبيوتها ومرافقها بهدف إعادة إحيائها وتشجيع الناس على السكن فيها من خلال مشاريع تنفذ عن طريق عدد من المؤسسات المحلية.
فما أن تسير في أروقة البلدة حتى تصادف عمالاً ومهندسين يعملون وينفذون هذه المشاريع، وفق خطط دقيقة تمنع ما كان من عمليات ترميم عشوائية سابقة، أدت إلى تغييب شواهد ودلالات على تاريخ قديم مر من أزقة البلدة.
أحد هذه المشاريع كان ترميم مضافة البلدة القديمة التي كانت تعكس صورة التكافل الاجتماعي لدى الأهالي، ثم استخدمت لفترة كمدرسة، أما اليوم وبعد مشروع بالتعاون مع مؤسسة رواق فقد رُمّمَت لتصبح مكتبة عامة لأهالي البلدة تحوي أجهزة حواسيب وكتباً متنوعة في مشهد يدمج بين تكنولوجيا الحاضر وعراقة الماضي.
كذلك فإن من المشاريع التي أنجزت كان إقامة متحف خاص بالبلدة، فبالتعاون مع البلدية ومؤسسة رواق تم الاتفاق مع الأهالي على استئجار المكان فترة مقابل قيام رواق بترميمه واستخدامه متحفاً، ويحوي بين جدرانه القديمة وطراز بنائه الذي تمت المحافظة عليه عدداً من القطع القديمة منها ما كان في الحروب ومنها اللباس ومنها أدوات تناسب البيت الفلاحي القديم.
إلا أن المتحف اليوم يحتاج إلى جهود تستكمل تأهيله واعتماده، يقول محمود البيراوي، مدير دائرة حماية الآثار في وزارة السياحة: "نحتاج إلى توثيق القطع الموجودة وترقيمها وهو ما يعمل على تنظيم المتحف، كذلك نحتاج إلى توفير شروط السلامة للقطع من خزانات وشبابيك تهوية مناسبة للتراث الموجود، ونحن اليوم نعمل على ذلك بالتعاون مع البلدية كي نؤهل المتحف ونجعله مناسباً للزوار".


وتشترط المؤسسات التي تقوم بالترميم أن يتم استخدام ما يرمم في أمور الخدمة العامة للبلدة، وهو ما انتهجته جمعية الهدى التي حولت أحد المنازل القديمة إلى مقر لنساء البلدة من أعضاء الجمعية وغيرهن، فمن جدرانه ولدت فرقة "الزنار" التي استطاعت أن تحرز المرتبة الأولى في مسابقة العرس الفلسطيني.
حينما تتجول في أزقة البلدة القديمة تلوح أمامك ذكريات علقت في أذهان ساكنيها، فهنا كان المكان الذي انكسر فيه جيش جرار الحاكم الإقطاعي الذي حاول أن يفرض على أهالي البلدة دفع مبالغ له، وقريباً منه أيضاً بيت مختار البلدة بذكريات الراديو الوحيد أثناء ثورة الـ36 حيث كان مكان اجتماع الثوار ليسمعوا الأخبار حتى جاء الاحتلال البريطاني ودارت معركة استشهد على إثرها اثنان وأصيب آخرون
بقايا "بدّ" قديم ما زالت قائمة على أصولها، يشار إليها وفق الروايات حول أصل تسمية البلدة، أي أنه من عصر الزيتون والعنب، أما الرواية الأخرى والتي تشهد تأييداً أكبر أن الأصل من كلمة تعني عسر الطريق ووعورتها. وفيها المسجدان الشرقي والغربي اللذان يعدّان أقدم مسجدين في البلدة حيث يمتد عمر كل منهما إلى الفترة العثمانية، وشهدا عمليات ترميم منها ما كان منظماً وأخرى عشوائية لم تتم وفق معرفة بتفاصيل العمل.
البلدة القديمة كانت مركزاً وأساساً توسعت منه البلدة وامتدت حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن من أطراف مترامية وبيوت منتشرة في كل مكان تعكس التطور السريع الذي تشهده البلدة وهو ما يشكل تحدياً للإدارات المتعاقبة على البلدية لتوفير البنية التحتية والخدمات.
المهندس حازم ياسين، رئيس البلدية يوضح: "لدينا تطور سريع جداً هو أكبر من الموارد التي لدينا، كذلك من المشاريع التي تشكل تحدياً لكل من وصل إلى المجلس عمل شبكة صرف صحي، فمن غير المعقول أن بلدة كبيرة مثل عصيرة مازالت تعتمد على الحفر الامتصاصية التي تشكل مصدر تلوث على مختلف الأصعدة".
لم تسلم البلدة من اعتداءات الاحتلال، فعلى قمة جبل عيبال يقيم الاحتلال معسكر تدريب على أراضي مصادرة من البلدة تسمى "برناط"، وهي منطقة تاريخية يدعي الاحتلال أنها مكان يهودي مقدس لهم.


 

 

المزيد من الصور
البلدة القديمة في عصيرة الشمالية...تاريخ يرتدي حلة التطور والتجديد
البلدة القديمة في عصيرة الشمالية...تاريخ يرتدي حلة التطور والتجديد
البلدة القديمة في عصيرة الشمالية...تاريخ يرتدي حلة التطور والتجديد
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017