المرشد التربوي :
رضوان عبدو
مدرسة المساكن الثانويه
إن بامكان المدرسة أن تُسهِم على نحو عظيمِ القيمة في دعم الصحة النفسية للطلبة، وذلك إذا تمَّ مُراعاة النقاط التالية بدقة، وهي من المقومات الرئيسية لقيام المدرسة بدورها في تحقيق التكيُّف والاستقرار النفسي للطلبة:
1- تقديم خدمات صحية جيدة وكاملة؛ لأن توفير الصحة للطالب في هذه السن يَدعم شعوره بالثقة بالنفس والاطمئنان على العالَم الذي يعيش فيه.
2- أن يكون المنهج الدراسي مرنًا يُتيح للنشاط الذهني قدرًا كبيرًا من الحرية والاختيار، فأغلب حالات التأخر الدراسي مصدرها منهج دراسي أو مدرس أثار في نفس الطالب الشعور بالصدِّ والكراهية والضجر، ويجب أن تكون المناهج لها معنى ووظيفة بالنسبة للطالب، وأن تُراعي حاجاته واستعداداته الفردية.
3- توفير الفرص المتعدِّدة التي تُتيحها المدرسة لمُعاونة طلابها على النمو الاجتماعي، وعلى إشباع حاجاتهم إلى المساهمة مع الغير وإلى تكوين علاقات خارج نِطاق الأسرة، فيجب أن تعمل المدرسة على تخليص الطالب من التمركُز حول ذاته؛ بمُساعدته على تكوين العلاقات مع زملائه ومدرسيه، والتعاون مع الآخَرين في المدرسة.
4- القيام بأوجه النشاط المدرسي المختلفة التي تُعينه على حفظ التوازن بين مختلف القيم والمستويات؛ بما تؤكِّده من فُرَص لتلبية حاجة الطالب إلى المكانة والقَبول والإبداع، والتعبير عن الذات، وتنمية المهارات؛ مما يَنعكِس آخِر الأمر على شخصية الطالب وصحته البدنية والنفسية معًا.
5- مُراعاة المواصفات الخاصة في المباني الدراسية وهندستها، فالمدرسة يجب أن تُبنى لتكون مدرسة، وأن يُراعى في تصميمها أن تَفي باحتياجات الطلبه من الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والثقافية والترويحية، لا أن تَقتصِر على غرف الدراسة ومكاتب المدرسين والإداريين فقط، فللمكان أثر غير مباشر على الموجودين فيه؛ ولذلك فإن كل جهد يُبذَل لجعل المدرسة مكانًا جميلاً ومحببًا إلى النفس هو جهد في سبيل توفير رضا الطلبة والعاملين بالمدرسة، ودعم صحتهم النفسية وزيادة إنتاجهم.
6- مراعاة ألا يكون النظام في المدرسة نظامًا تسلطيًّا، وألا يُحيط المدرسون أنفسهم بأسباب الرهبة ليَنالوا الطاعة، فالعلاقات الإنسانية في المدرسة إذا كانت تسودها السماحة والودُّ بين المدرسين وبعضهم البعض وبينهم وبين طلابها، ينعكس ذلك على الطلاب فنراهم متآخين مُتعاونين، وتُصبِح المدرسة مجتمعًا صغيرًا نشيطًا يشدُّ أفراده جميعًا إليه؛ بفضل ما يسوده من علاقات إنسانية مشبعة، وما يُتيحه لأفراده من فرص التعبير عن أنفسهم وفرص الإبداع والتحقيق.
7- يجب أن تدعم المدرسة فرص النجاح للطالب؛ حتى يَشعر بالاطمئنان على قدرته على التعلم، وهو شرط أساسي من شروط التكيُّف السليم، فلا بد في السنوات الأولى من حياة الفرد أن ترجح كفة النجاح في خبرات الطالب، ويجب على المُعلِّم أن يعمل على أن يكون فشل الطلاب العرَضي في التعليم أمرًا غير شامل، وأن يكون حافزًا لهم على بذل الجهد الذي يؤدي إلى النجاح في النهاية، ويجب أن يُطبَّق في المدرسة مبدأ (التعلُّم بالعمل)؛ أي أن يكون موقف الطالب إيجابيًّا من عملية التعلم، مشاركًا فيها، ولا يكتفي بعملية التلقي السلبي من المعلمين.
8- يجب على المدرسة الاهتمام بتنمية الدوافع الدينية والأخلاقية لدى الطلاب؛ من خلال تدعيم عقيدة التوحيد بداخلهم، وحثهم على التحلي بالأخلاق الإسلامية، والالتزام بها في سلوكياتهم اليومية وتعاملاتهم الحياتية؛ حتى ينشأ التلاميذ على حبِّ الدين والتمسُّك بتعاليمه