الرئيسية / الأخبار / فلسطين
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر
تاريخ النشر: الثلاثاء 26/09/2017 09:05
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر

نابلس: من آصال هاني ابو سارة
ما ان تحط بك الرحال في بلدة يعبد الواقع الى الجنوب الغربي من مدينة جنين حتى تسحرك بجمالها، وسفوحها المترامية التي تحاصرها عدة مستوطنات، فيما تسجل حضورا في مجال زراعة الدخان العربي والمفاحم، الى جانب احتضانها محطة انتاج الطاقة البديلة.
تعد بلدة يعبد وتقدر مساحتها حوالي ٣٧,٥ الف دونم، ويبلغ عدد سكانها حوالي ٢٥ ألف نسمة، أولى بلدات الضفة المنتجة للفحم النباتي، حتى قبل خمس سنوات من الآن، حيث قامت قوات الاحتلال، بالقضاء على هذه الصناعة، وتشريد العاملين فيها وطرديهم من أماكن عملهم ومصادرة الحطب والفحم المنتج، وتقديم تهديداتٍ لمن يحاول العودة للعمل مرة أخرى، بحجة أن دخان المفاحم يؤثر على البيئة سلباً ويضر بصحة المستوطنين.
ويروي منصور أبو بكر، أحد العاملين الذين تم تهديدهم بالسجن إن حاول العودة لمزاولة مهنته، تفاصيل اعتداء الاحتلال على قطاع انتاج الفحم، "كنا نصنع الفحم وقد ورثنا هذه المهنة عن أجدادنا بشكل عادي، حتى ما إن لبث الاحتلال يشتم رائحة صناعة تٙدِر مردوداً، لنقل جيداً على عوائل لا بأس بها".
ويضيف ان المضايقات من قبل الجانب الإسرائيلي، تواصلت حتى اضطر الاهالي لنقل مكان العمل من الشارع القريب على مستوطنة دوثان، الى شارعٍ ابعد لتفادي حججه، فما كان منه إلا رفع سقف التهديدات حتى وصلت إلى الهدم، والمصادرة، والسجن، ووصل الأمر إلى مراقبة المنطقة في الطيران، ما إن ترصد الطائرة اي دخان في المنطقة، حتى تأتي الجرافات وتهدم كل شيء .
وأوضح كامل أبو شمّلة، عضو مجلس بلدي يعبد" أدركنا في ما بعد أن هدف الاحتلال من كل هذه الأعمال، هو ضرب اقتصاد البلد ولجوء أهله إلى العمل في قطاعات أخرى أقل مردوداً، حيث يعد فحم يعبد الاول في فلسطين ، بل يكاد الأول عربيةً من حيث الجودة وهذا ما لا تريده اسرائيل".
ومع الهجمات المتتالية على العاملين، التي اجبرتهم الى الانتقال من العمل في الذهب الاسود "الفحم"، الى العمل بقطاع الكنز الاخضر وهو" الدخان العربي".


ويتداول بين أهالي البلد أن هذه النبتة يعود أصله إلى لبنان، حيث احضرها الأجداد معهم وبدأوا في زراعته منذ قرنٍ من الزمن، إلى ان ارتفع منتوجها منذ قرابة خمس سنوات، بعد مضايقات الاحتلال في انتاج الفحم النباتي.
وينوه ربيع ابو بكر مدير، دائرة العلاقات العامة في يعبد" أنه وبعدما كانت يبعد الاولى في الفحم، الآن أصبحت الأولى في الدخان، وتقدر مساحة الأراضي المزروعة في الدخان بحوالي ٥٠٪ من أراضي بلدة يعبد".
الدخان: من البذرة الى السيجارة

ويستعرض أبو المزارع كمال ابو شمّلة، طريقة زراعة هذه النبتة بقوله:" نقوم أولاً بعمل فترة حضانة للبذرة تبدا من شهر كانون الثاني وشباط، حتى تصبح البذرة شتلةً قويةً تتحمل وجودها في التربة، ثم يتم نقل الشتلة من المشاتل الى الارض التي اوعدت لتستقبل شتلات الدخان، بحيث يكون المزارع قد حرث الارض لما يقارب الخمسة حرثات، ثم تزرع النبتة خلال شهري آذار ونيسان، يتم الاعتناء في الزرع، حتى يحين موعد أول قطفةٍ وتسمى "قشة ميّ": وتعد افضل القطفات وهي عبارة عن اول ورقات الدخان، ثم تليه "فحلة اولى" و "فحلة ثانية" و "التثاليث" وبعد ذلك تنتهي عملية القطف مع نهاية شهر تشرين الاول".
ويضيف المزارع ابو شمّلة" بعد ذلك توضع اوراق الدخان في حبال، وتنشر، وتجفف، وتسمى "كبوش" تكون على شكل مخروطي، ثم يتم بعد ذلك شويّ الدخان وفرمه في الافران والماكينات، ويلف الدخان ويوضع في اوراق السجائر ليصبح سيجارة جاهزة للتدخين".
من جهة أخرى يوضح ابو شمّلة" إن الدخان العربي، يعد أقل انواع الدخان ضرراً لعدم احتوائه على المنكهات الموجودة في انواع اخرى من الدخان".
ويظل الاقتصاد الفلسطيني في يعبد محطة أنظار الاحتلال الاولى، ما إن حاول شق طريقه نحو الاستقلال والتفرد، حتى عاودت انياب الاحتلال افتراسه من جديد.

 

المزيد من الصور
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر
بلدة يعبد... من الذهب الاسود الى الكنز الاخضر
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017