الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قرية ياصيد محطة تراثية لحياة الفلسطينيين
تاريخ النشر: الثلاثاء 26/09/2017 11:04
قرية ياصيد محطة تراثية لحياة الفلسطينيين
قرية ياصيد محطة تراثية لحياة الفلسطينيين

قرية ياصيد محطة تراثية لحياة الفلسطينيين
نابلس: من غادة عادل اشتيه-اصداء
بعد تجوال استمرعدة ساعات في مناطق مختلفة من مدينة نابلس, وبالمرور من قرية عصيرة سارت مركبتنا نحو معالم جديدة للتعرف على قرية أخرى وتراث مختبئ في بيوت صغيرة, فقبل أن تحط عجلاتنا في القرية تنظر من سفوح الجبال المطلة على القرية من بعيد, لترى جبلا شاهقا تتوجه أشجار الزيتون المتراصة حول البيوت, وتتعمق أكثر لتظهر حجارة متراصة فوق بعضها مكونة قلاعا أثرية ومساجد قديمة تفوح منها رائحة العراقة والتاريخ, وصمود شعب يرفض الزوال,
"ياصيد" هي قرية فلسطينية تتبع نابلس, وتقع إلى الشمال منها, وتبعد مسافة حوالي 15 كم, وهي مبنية على جبل يرتفع 890 متر عن سطح البحر, وهي من أعلى المناطق في الشمال من فلسطين, وتبلغ مساحة اراضيها حوالي 12000 دونم, يحدها من الجنوب قرى عصيرة الشمالية و طلوزة، ومن الشرق وادي الفارعة ، ومن الشمال قرية سيريس ، ومن الغرب قرى جبع وبيت امرين, ويبلغ عدد السكان حوالي 7000 نسمة.


تعود تسمية ياصيد الى كلمة عش النسور" يا" بالاتيني تعني عش و"صيد" تعني النسور, وتقول الروايات أن كلمة ياصيد تعود لكلمة الصيد وهي الإرتفاع والعلو, وتعد القرية من أجمل قرى المنطقة بأكملها من الناحية الطبيعية فهي تلقب بلؤلؤة الشمال, لأنها تقع على أعلى سلسلة جبلية فهي أبعد قرى نابلس في المنطقة, وهي محاطة بالأشجار من جميع الجهات حيث تزرع فيها أشجار الزيتون والتين واللوزيات والرمان والأسكادنية, كما تعد من أنسب المناطق لزراعة التفاح كونها منطقة جبلية عالية تتمتع بمناخ مميز.
ووفقا لرئيس مجلس القرية هايل مشاقي فإن القرية مكونة من أربع حارات و تتميز بالموقع الجغرافي فهي تشرف على جبال المملكة الهاشمية - الأردن الغربية من الشرق مثل جبال السلط ومنطقة كفر نعجة في عجلون ومنطقة العارضة, أما من الشمال وعلى بعد 2كم حيث يمكن رؤية جبل الشيخ ومرتفعات الجولان والجليل بوضوح في الأيام الصافية, أما من الغرب فيمكن رؤية البحر الأبيض المتوسط في الأيام الصافية, من الجنوب تشرف على نقطة استعمارية واستيطانية معسكر إسرائيلي على جبل عيبال وبعض مناطق نابلس الغربية وقرى نابلس الشرقية.
وبدوره, يشير مشاقي أن القرية تعاني من نقص في المياه نتيجة لإعتمادها على آبار الجمع من مياه الأمطار وحديثا تم انشاء شبكة مياه في القريه وتزويدها بالمياه الأمر الذي ساعد في تأمين المياه للقرية والحل لمشكلة المياه خاصة في الصيف.
من جانبه يقول نائب رئيس مجلس القرية المهندس علي ظاهر أن تاريخ ياصيد يرجع لصلاح الدين الأيوبي الذي أسسها وسكنها أول مرة لوجود مسجد وقلاع وحصون قديمة فيها, بالإضافة إلى وجود منزل يحتوي مزرابين من الماء أحدهما يصب في البحر الأحمر والآخر يصب في البحر الأبيض المتوسط.
ويشر الى القرية تعاني من نقص في المياه نتيجة لإعتمادها على آبار الجمع من مياه الأمطار وحديثا تم انشاء شبكة مياه في القريه وتزويدها بالمياه الأمر الذي ساعد في تأمين المياه للقريه والحل لمشكلة المياه خاصة في الصيف.
ويحدثنا مشاقي عن العلاقات الطيبة التي تجمعهم في القرية فهم معروفين بالبساطة والكرم مع بعضهم والتعاون إلى جانب الحزم والعزم، فأهل الجبل معروفون بالحدية أكثر من غيرهم, وعن علاقاتهم مع القرى المجاورة يكمل حيث علاقات المصاهرة والنسب وعلاقات العمل والمشاركة في المناسبات, وأما عن العائلات فهم أربعة المشاقي وهي من أولى العائلات التي سكنت القرية والتي يؤكدها الوثيقة الحجرية الموجودة على المسجد, وعائلة جردات أو يحيى جاءت من السيلة عام 1905, وعائلة سمارة أصلها من قرى بيت مرين التي جاءت على الفرية عام 1920 .

يربط القرية ثلاثة خطوط مواصلات الأول يربطها مع قرى بيت امرين ونصف جبيل وسبسطية ومنها إلى نابلس, والخط الثاني يربطها بقرى عصيرة الشمالية وطلوزة ونابلس, والخط الثالث حديث الإنشاء يربط القرية مع وادي الفارعة والباذان وطوباس و طمون ومنها إلى جنين ، وهذا الخط حيوي جدا حيث يربط منطقة جنين مع نابلس ومع قرى طولكرم غيرها. وهناك تخطيط لإنشاء خط يربط القرية مع سيريس في الشمال وخط آخر يربط القرية مع قرية جبع في الغرب وهو الآن خط ترابي قيد الإنشاء ، وإذا ما تم إنشاء هذه الخطوط فستكون القرية ذات موقع فريد من نوعه ، حيث ستربط الشمال مع الشرق والجنوب مع الغرب.

تتميز القرية بوجود العديد من المتعلمين والمثقفين والمهندسين وحفظة القران الكريم وحفظة التاريخ العربي والإسلامي والفلسطيني, وتحتوي القرية على مدرستين ثانوية للذكور والإناث, حيث يصل عدد الذكور 267طالب والعدد ذاته للإناث, حيث أنشأت فيها جمعية نسائية طورت أعمالها بالاتصال مع USA, وهناك العديد من الأبناء المغتربين في أوروبا والخليج العربي وأمريكا.
وخطوة بعد خطوة تجد مباني حديثة وأيضا مباني تراثية قديمة, منها المسجد العُمري القديم والموجود في وسط البلدة ويحيط به عدد من المباني القديمة التاريخية, والقصور والقلاع آيلة للسقوط, والجامع الغربي و قد تم تجديد هذا المسجد حديثا من قبل أهل القرية وأصحاب الخير, وتم بالفعل تبيان عمر هذا المسجد من قبل وزارة الآثار والسياحة أنه فعلا جدد في فتره حكم المشاقي للمنطقة.
وهناك سجون قديمة في المنطقة الغربية من القرية الذي تقول الدراسات التاريخية أن المشاقي شيخ جبل نابلس كان يستخدمها في عصره والحجر الموجود في واجهته عليه أنه جدد بزمنه.
وفي طريق خروج مركبتنا من قرية ياصيد تجد الآثار متناثرة في كل مكان, تبرز جمالية خلابة, ولكنها تنتظر من يرممها ويعتني بها, لتبقى صامدة على هذه الأرض, محافظة على رائحة الآباء والأجداد.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017