قتل مائتا عامل في انفجار أعقبه حريق في منجم للفحم غربي تركيا، فيما ظل آخرون محاصرين تحت الأرض في واحد من أسوأ حوادث المناجم في تركيا.
وقال رئيس بلدية مانيسا -جنكيز أرغون- إن الحادث تسبب في مقتل 201 شخص وإصابة ثمانين آخرين.
وأدى الانفجار الذي وقع في حدود منتصف النهار بالتوقيت المحلي في وحدة الطاقة الخاصة بالمنجم في سوما -التي تبعد نحو 250 كيلومترا عن إسطنبول- إلى اندلاع حريق وانقطاع التيار الكهربائي، مما عطل المصاعد تاركا مئات العمال وقد تقطعت بهم السبل تحت الأرض.
ويتمثل الخطر الأكبر على هؤلاء في نقص الأكسجين مع احتجازهم على عمق حوالي كيلومترين وعلى بعد أربعة كيلومترات من مدخل المنجم, وقد حاول المسعفون ضخ الهواء النظيف في المنجم لكي يصلوا إلى المحتجزين، وأفاد عناصر الإطفاء بأن دخانا كثيفا يعوق تقدمهم.
تضارب أرقام
وبسبب وقوع الانفجار أثناء تغيير نوبات العمل فإن هناك حالة من عدم اليقين بشأن العدد المحدد للعمال الذين ما زالوا داخل المنجم، وأكدت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ إن العدد يزيد على مائتين، فيما تحدث رئيس بلدية مانيسا عن نحو ستمائة محتجز، بينما تحدثت وكالة رويترز عن 787 عاملا ظلوا محاصرين داخل المنجم بعد الانفجار.
واعتبرت شركة سوما كومور للمناجم المشرفة على الموقع في بيان إن الانهيار "حادث مأسوي"، وأوضحت أنه وقع رغم القدر الكبير من الإجراءات الأمنية التي اعتمدتها الشركة وعمليات التفتيش.
وأكد وزير العمل والأمن الاجتماعي التركي أن المنجم تمت معاينته آخر مرة في 17 مارس/آذار الماضي، وكانت المعايير المطلوبة متوافرة فيه، لكن وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن العامل أوكتاي بيرين قوله "ليس هناك أي سلامة داخل هذا المنجم، النقابات ليست سوى دمى، والإدارة لا تفكر إلا في المال".
وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إنه ألغى زيارة إلى ألبانيا كان من المقرر إجراؤها اليوم وبدلا من ذلك سيتوجه إلى موقع الحادث.
يذكر أن أسوأ حادث مناجم عرفته تركيا يعود إلى عام 1992 حين أسفر انفجار غاز عن مقتل 263 عاملا في إقليم زونجولداك على البحر الأسود، وفي مايو/أيار 2010 أوقع انفجار غاز ثلاثين قتيلا من عمال المناجم في إقليم زونجولداك أيضا. (الجزيرة)