كشف رئيس الموساد الأسبق، تسفي زامير، في مقابلة أجراها مع صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الجمعة، بمناسبة حلول يوم الغفران اليهودي، والذي تزامن مع حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، عن تقديم مسؤول مصري مهم "معلومة ذهبية"، للموساد الإسرائيلي، ساهمت في تغير مصير الحرب.
وبحسب ما جاء في تقرير الصحيفة الإسرائيلية، اجتمع المجلس الوزراي المصغر، مع قيادة الجيش الإسرائيلي ورئيس الموساد تسفي زامير، لمناقشة خيارات عبور قناة السويس، وذلك في 12 تشرين الأول، أكتوبر 1973، سادس أيام الحرب.
واجهت رئيسة الحكومة الإسرائيلية آنذاك، غولدا ميئر، بالإضافة إلى وزير الأمن، موشيه دايان، ورئيس الأركان دافيد إلعزار (دادو)، وباقي الحاضرين في اجتماع المجلس الوزاري المصغر، صعوبة في اتخاذ القرار، إلى أن تلقى زامير مكالمة هاتفية قلبت مجريات الأمور، بحسب رواية "يسرائيل هيوم".
ونقل زامير (92 عاما)، عن ديان، قوله خلال الاجتماع "إذا فشلنا في هجوم آخر، سنضطر أن نقاتل عند ضواحي تل أبيب".
وعن تفاصيل المكالمة التي تلقاها، قال زامير إنه تحدث مع رئيس مكتبه، فريدي عيني، ومسؤول التقارير الواردة للموساد، يوئيل سالومون، اللذين نقلا له معلومة من مصدر " لم أكن أعرفه شخصيا، ولكني عرفت بوجوده ووثقت بمصداقيته".
وتابع رئيس الموساد الأسبق أن " المعلومة التي نقلها المصدر تفيد بأن المصريين يعتزمون إسقاط قوات من المظليين بالقرب من هدف مهم أرادوا مهاجمته في عمق سيناء، خلال أيام قليلة". وأضاف أن عند عودته إلى الاجتماع سألته رئيسة الحكومة "ما الجديد؟ كلنا نريد أن نعرف ما نعرفه الآن".
نقل زامير التقرير الذي تلقاه من مكتبه، وأضاف أن "التقديرات تشير إلى أن المصريين لن يقوموا بهجوم كهذا بواسطة القوات المظلية، سترافقها حتمًا قوات برية مدرعة كبيرة، أقترح أن ننتظر عدة أيام ونستعد للهجوم المصري"، وهذا ما أقره الاجتماع.
وبحسب الصحيفة، فإن "المعلومة الذهبية التي وصلت للموساد قلبت موازين الحرب رأسًا على عقب، إذ هاجمت القوات المدرعة المصرية البر الآخر من القناة، وتعرضت للضرب من قبل الجيش الإسرائيلي. ووفقا للجنرال المصري الراحل، سعد الدين الشاذلي، دمر في ذلك اليوم، ما لا يقل عن 250 دبابة مصرية، فيما اعترف الجيش المصري رسميا بتدمير 100 دبابة".
وقالت الصحيفة أن المصدر الذي زوّد الموساد بـ"المعلومة الذهبية" بالتأكيد "لم يكن الجاسوس المصري أشرف مروان، الذي كانوا يطلقون عليه اسم "بابل"، وإنما كان مصدرًا رفيعًا آخر في مصر".
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس قسم بحوث المخابرات العسكرية الإسرائيلية خلال الحرب، قوله "عرفت هذا العميل عن قرب".
وأضاف أنه في اليوم الذي تلقى فيها الموساد هذه المعلومة، عاد رئيس الأركان، دادو إلى الجبهة وقال "الآن أعرف ما علي عمله".
وأشار إلى أنه قبل أن يتحصل الموساد على هذه المعلومة كانت هناك أصوات في أوساط الجيش الإسرائيلي، من ضمنها رئيس الأركان، دادو، تطالب ببحث مسألة وقف إطلاق نار مع الجانب المصري، لـ"إعادة تنظيم" الجيش الإسرائيلي، نظرا للخسائر الفادحة التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأولى من الحرب، والهزيمة الأكبر التي مني بها في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
عرب 48