اليوم النكش مش عن المصالحة.. (عشان ما تقولوا اني وجه شؤم.. رح أسيبهم براحتهم.. خليهم يمددوا رجليهم ويتصالحوا)، لأنه في شغلات أهم وإلها علاقة بالقرش (والفلسطيني قدام القرش ضعيف)، لهيك ومن 12 سنة أسس سيادته هيئة مكافحة الفساد، وصارت مسترجعة فوق السبعين مليون دولار (ولسا الخير جاي)، والقضايا معظمها اساءة استخدام سلطة (أي سلطة بالضبط!) والكسب غير المشروع (اللهم عافينا) واساءة ائتمان (أمّنونا عالغوالي!!) وشوية تزوير ع اختلاس، واستثمار الوظيفة (قصدكم استغلال!) .. أما الشكاوي الّي بتوصل الهيئة هي على القطاع العام والبلديات (يعني اساءة استخدام السلطة كلها!!! والمؤسسات الأهلية طلعت بريئة!!) والنصب السنة الماضية مُعظمه كان في البترول وجمارك السيارات (طب شو سياستنا الحكيمة عشان نراقب عالموضوع؟ والا النهب والمحاكمات شغالين وخلص!) بس الغريب معظم الفاسدين في 2016 موظفين صغار، وبس 3 كبار(مش شطارة هاي!).. بس هوِّ حدا بيسترجي يشكي عالكبير أو على الّي من ريحتُه!!
وعشان نعمل حملة توعية كاملة عن الفساد بدل الورشات هون وهناك وحفلات بالآلاف عم تِصرفها الهيئة، خلّينا نعمل زي برنامج المسابقات العالمي "الرابح الأكبر" للناس الناصحين، وإلّي بيضعَف أكتر في البرنامج هو الرابح. بس نحن بدنا نعمل النسخة الفلسطينية من البرنامج واسمه "الفاسد الأكبر".. هيك بصير يسوى مصاريف الحفل النهائي، بدل ما تصرف الهيئة عشرة آلاف و400 دولار عشان تِحتِفل باليوم العالمي لمكافحة الفساد، بتروح الجائزة للتنافُس والتحفيز وبالمرة توعية (وبصير للمصاريف معنى!!) وإذا ضَل مصاري منجيب موظفين في الهيئة يتابعوا قضايا الرأي العام عن الفساد (لأنه بتصير الضجة والهيئة بتضل نايمة)!!!
الفساد عنا هو همنا عشان هيك صرنا أعضاء في جهاز الشرطة العالمي "الانتربول"، هاي أهم منظمة عالمية بالنسبة إلنا، أما المنظمات والصناديق العالمية الي بتدعم الزراعة والصناعة والتجارة والاستثمار والنقد... عيييب لأنه آخر همنا البناء، نحن ناس مسخمين لأنه يادوب نِلحَق نرَجِّع السرقاااات، أما الملايين الي بتقول الهيئة مصاريها برّا، بطل إلها حجة، خلينا نشوف كيف بدها ترجعه!
وما تنسوا إنه الفلسطينية أعضاء كمان في منظمة المواصفات والمقاييس العالمية "الأيزو" ونحن زي ما بتعرفوا معنا أيزو بكل شيء: في الفساد، في السوق، في إدارة البلد، إدارة المصالحة... (الأيزو مطبوع ع جبين كل فلسطيني؛ شهادة إنه أحسن واحد في اخوانه!!!).
نرجع للانتربول الّي أنا خايفة عليهم، لأن بدل ما يركزوا ع تحسين آداء الشرطة عنا بالتدريبات والاستشارات ولَمِّ المطلوبين الي برّا، رح يكتشفوا تُهم جديدة مش موجودة إلا عنا، مثلاً لما يعرفوا تهمة المطلوب إنه حيوان (شو خصهم) أو لسانه وسخ عالمسؤولين (عفكرة المسبات عادي برّا).. بعدين صحيح يلا جيبوا الفاسدين الكبار الّي برّا (بس يا خوفي يطلعوا كلهم جوّا!)، وبطريقكم جيبوا الزهّار الّي حلف قبل 4 سنين إنه رح يقطع إيده اذا صارت المصالحة...
يا جماعة أوعوا تفكروا بدنا نحاكم الاحتلال من خلال الانتربول.. بعيدة عن شواربكم وشواربهم!!! أحسن شيء يجي الانتربول ياخد الي عم يتصالحوا.. لأنه الشعب صارت عظامه مكاحل وهو عم يستنى نهاية المسرحية الكوميدية الّي اسمها: "مين يكبس زر المصالحة قبل أنا والا انت"!!!