الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مُطيع صوافطة: عُمّدة موظفي طوباس...
تاريخ النشر: الثلاثاء 03/10/2017 15:36
مُطيع صوافطة: عُمّدة موظفي طوباس...
مُطيع صوافطة: عُمّدة موظفي طوباس...

طوباس: واكبت الحلقة ( 77) لسلسلة (أصوات من طوباس) التي تنفذها وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية سيرة مطيع فلاح صوافطة، الذي يعمل ببلدية طوباس منذ كان في السادسة عشرة.
يقول: تغّير كل شيء حولي، وبقيت أنا، ولا أشعر بالوحدة، وأمضيت اليوم 43 عامًا في المكان نفسه، وودعت الكثير من الأجيال، وأبرز ما حصل تضخم أعداد الموظفين، فقد كنا أقل، وننجز أكثر، ونتولى مهمات عديدة.
رأى صوافطة النور في 4 تشرين الأول 1958، وتلقى تعليمه في مدارسها الابتدائية والإعدادية، وعام 1974 اجتاز (المترك) الإعدادي، وانتقل مباشرة لطاقم البلدية، ليكون اليوم أقدم موظفيها.
أجور
ويتابع صوافطة الذي يحتفل اليوم بميلاده التاسع والخمسين: بدأت بوظيفة مراسل، وتعيّنت في صيف 1974، وبعد عامين نلت دبلوم طباعة وحصلت على ترقية طابع وكاتب، واستلمت مهام مفتش قسم الصحة واللحوم، وانتقلت إلى سكرتاريا لجنة التنظيم والبناء، ثم اشتغلت محاسبًا لقسم المياه، وتوليت حسابات ضريبة التربية والتعليم (المعارف)، بعدها صرت سكرتير البلدية، وواصلت في لجنة التخمين حتى 2010، وحصلت على درجة تميّز، ومنذ سبع سنوات أتولى إدارة البلدية وشؤون موظفيها.
حصل أبو سامر كما يعرفه أهالي مدينه، على (25) ليرة كأول أجر شهري فرح بها كثيرًا، ثم تضاعف راتبه عشرات المرات، وطارده غلاء المعيشة، وشهد ارتفاعات علاوة الزوجة والأطفال الثلاثة، وتغيرت خلال عمل لون العملة الإسرائيلية وتسميتها وتناقصت أصفارها، لكنه ثبت في موقعه.
ويحفظ الراوي أرقام هواتف دوائر طوباس ومسؤوليها، ولا يحتاج إلى تخزينها في هاتفه الذكي، ويحيط بغالبية أرقام القطع والأحواض داخل حدود البلدية، ويلم بالأسماء الرباعية لغالبية مواطني مدينته، ويستطيع تحديد موقع أراضي طوباس من رقم الحوض، دون العودة إلى الملفات.


شهادات
يوالي: حصلت بعد عشر سنوات في الوظيفة على شهادة التوجيهي بفرعها الأدبي، وعام 2006 نلت الشهادة الجامعية في إدارة الأعمال من جامعة القدس المفتوحة، وقتها كنت في سن الثامنة والأربعين، وتفوقت في العمر على معظم المحاضرين والطلبة كلهم، وتخرجت بتميز، وكنت على بعد خطوات من التسجيل في الماجستير، وتزامنت دراستي مع التحاق ابني سامر في دراسة الهندسة، وبعد تخرجه بدأ أحمد في العلوم المصرفية، لحقته ابنتي الوحيدة في الصيدلة.
يستجمع صوافطة أبرز التغييرات التي لاحقت مهنته، فيقول: انتهى زمن الآلة الكاتبة، التي كانت يحتاج تصحيح الخطأ فيها إلى شطب الصفحة بأكملها، ودخلت الحواسيب الصغيرة والهواتف المباشرة والمتنقلة ثم الذكية، وتبدلت أنظمة الأرشفة، وتغيرّت طرق حفظ البيانات والمحاسبة.
يتابع: كان الاتصال بالهاتف يحتاج إلى فريق كامل ليتم، يبدأ بطلب الخط يدويًا من مقسم البريد، ثم الوصول إلى البدّالة في نابلس، بعدها الوصول إلى صاحب الرقم. ويومها كان قسم كبير من الأهالي يعرفون أن فلانًا أجرى اتصالًا بالهاتف، فيحسدونه.
ووفق السارد، فقد انطلقت الأرقام بخانة واحدة، ثم تضاعفت إلى ثلاثة بنظام نصف أوتوماتيكي، وصارت ستة أرقام، وحديثًا تضاعفت إلى سبعة. فيما كانت حصة طوباس 50 خط هاتف بالتسلسل، منها رقم وحيد لبلدة طمون وآخر لبلدة عقابا، وكان نصيب البلدية الرقم (4)، فيما تترك ثلاثة خطوط فارغة للحاجة، ولاستخدامات مسؤولي الدوائر الحكومية المهمة. أما السيارات، فلم تكن البلدية تملكها، وكانت تقضي حوائجها بجرار زراعي، في حين كان مصدر التيار الكهربائي المولد الذي لا يسكت طوال الليل وأحيانا بالنهار جزئيًا، إلى أن دخلت الشبكة القطرية عام 1998.
رؤساء
يواصل: عملت مع رئيس البلدية الراحل هاشم الصالح 25 سنة، وسنة واحدة مع المرحوم فائق الحافظ، و8 سنوات مع السيد ذياب أبو خيزران، و12 مع الرئيس السابق عقاب دراغمة، وأعمل اليوم مع الرئيس المهندس حسان مجلّي. وكان عدد طاقمنا بداية عملي 25 موظفًا وأصبحوا اليوم 51، وكانت البلدية طابق تسوية يستعمل مدرسة ابتدائية، والأرضي بلدية فيها مكتب عمل، وشؤون اجتماعية، وزراعة.
وتبعًا لما سرده صوافطة، فقد صار قطاع الكهرباء شركة، والمياه والصرف الصحي والنفايات مجالس خدمات مشتركة، وخلال حرب الخليج عام 1991، كانت البلدية مسؤولة عن تأمين احتياجات المواطنين، وتوّفر التحرك الآمن لأصحاب الأفران في ظل منع التجول، وتساعد المزارعين في تسويق محاصيلهم، وتُحضر الأدوية واسطوانات الغاز للموطنين في الطوارئ، وتنقل المرضى إلى المستشفيات. وتم اعتماد طوباس بلدية أواخر عام 2007، وقبلها كانت تتبع جنين ثم صارت محافظة.
يكمل: كنا نصادق على معاملات جوازات السفر، ودفاتر العائلة التي انتقلت إلى الغرف التجارية، ثم أصبحت من صلاحيات المحاكم الشرعية. ولا أنسى كيف كنا نُشغّل صفارة الإنذار المثبتة على سطح مبنى البلدية خلال حرب الخليج وسقوط الصواريخ العراقية على تل أبيب وحيفا، ووقتها كانت النسوة تطلق الزغاريد، واليوم نستعمل الصافرة، التي ورثناها من متطوعي الدفاع المدني عام 1967 إبان العهد الأردني، خلال الاحتفالات والمسيرات الوطنية.
طرائف
ومن الطرائف التي لا تغادر ذاكرة أبو سامر، امتصاصه لغضب المراجعين، فحين التقى بأحد المواطنين أخذ يشتم البلدية لفتحها طريقاً من أرضه، ثم طلب منه الاتصال برئيس البلدية وإخباره بأنه يشتمهم، فطلب الرقم، وأخبر الرئيس بصوت عالٍ بأن المواطن الذي شقت له البلدية طريقًا قبل أيام يشكرها، ويتمنى عليها إكمال معروفها، وإزالة الحجارة من أرضه، فرد بأنه يسمع شتائم وصراخ. فأجابه: ما تسمعه موجه من الأب لابنه، فضحك رئيس البلدية والمواطن معًا، ولولا ذلك التدخل لحدثت مشكلة.
ينهي عمدة موظفي طوباس: لا استنفذ غير عشرة أيام من إجازتي السنوية، وأعمل خلال الليل معظم الأيام، وأثناء منع التجول كنت أحول الهاتف إلى منزلي لمساعدة أصحاب الحاجة، ولا أفكر في الاستقالة بعد، ولن أترشح في أي انتخابات قادمة، وفي العام القادم سأخرج إلى التقاعد بحول الله.


قصص
بدوره، أشار منسق وزارة الإعلام في طوباس والأغوار الشمالية عبد الباسط خلف إلى أن برامج الوزارة: (أصوات من طوباس)، و(ذاكرة لا تصدأ) و(كواكب لا تغيب) و(نور) و(قضية ومسؤول) تهدف إلى نقل قصص وروايات تعكس أوجه الحياة المختلفة، وتلاحق الشأن التربوي، وتجمع روايات تاريخ شفوي للنكبة والأحداث السابقة، وتعيد بناء قصص شهداء الحرية بقالب إنساني، وترصد انتهاكات الاحتلال في الأغوار الشمالية، وتواكب صمود المواطنين.
وأضاف: توفر البرامج الخمسة أيضًا منصة لنقل معاناة المواطنين، وتتبع إبداعاتهم، وسرد قصصهم بعذبها ومرها. مثلما تحرص الوزارة على تنفيذ جولات إعلامية دورية للمحافظة.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017