لا شك أن الأخطاء الطبية تحدث في المستشفيات كافة، وفي أي مكان في العالم، وقبل أن أدخل تخصص الصحافة والإعلام، سمعت العديد من القصص عن أخطاء طبية حصلت ولا زالت تحصل في بلادنا.
في بداية دراستي للإعلام كان من المقرر إجراء مقابلة صحفية مع أي جهة أو شخص حول قضية معينة، لفتتني مشكلة الاخطاء الطبية التي باتت شبحا يطارد المرضى وذويهم وغيرهم، لاسيما أاحدى الجارات توفيت إثر تسمم تعرضت له عندما تأخر الطبيب عن المرور اليها وتشخيص حالتها. بدا أمر المقابلة عن ذلك مثيرا بالنسبة الي، أخذت أكلم ابنتها وأخبرتني ما حصل لوالدتها بالتفصيل الممل. أحضرت رقم المشفى وقمت بالاتصال اكثر من مرة لأخذ موعد للمقابلة، وعندما أخبرتهم سبب اتصالي أخذوا يماطلون بإجراء المقابلة، حتى وضعتهم تحت الأمر الواقع وذهبت لمقابلة رئيس الاطباء أو طبيب مخضرم قبل أن يتم طردي من المشفى.
أرواح الناس مرهونة بالمعرفة الشخصية !!! تناسيت ذلك الموقف، حتى مرت الأيام وأصبح الموقف شخصيا، عندما تعرضت لحادث سير كاد أن يودي بحياتي لكن الله قدر ولطف. تم نقلي في سيارة الاسعاف الى المستشفى "المرموق"، عادة وفي أي موقف كهذا يتم إجراء الصور والفحوصات للمصاب، لم يتم فحصي كما هو مفروض من قبل طبيب، الطبيبة التي أشرفت علي لم تقم بشيء سوى فحص نبضات القلب، عدا عن سماحها بخروجي من المشفى دون رقابة كما هو مفروض - المستشفى ما بتسمح بخروج الشخص المريض أو المصاب منها لأنها بتاخد مبلغ محرز من التأمين -، لكنها سمحت بخروج إصابة حادث، ودون استدعاء الشرطة مثل ما هو مفروض، بس ليش!! في إن بالموضوع. طبعا وانا كوني مصابة ولحالي ومش واعية للدنيا حولي ولا شو لازم أعمل وبما إنو ما كان في وجع روحت عالبيت وما فكرت أقلق أهلي عليي، على أساس إنه اسم الشب الي ضربني ورقم هويته وجواله مسجلين بالمستشفى مثل ما حكولي. باليوم الثاني بلشت أحص بوجع وما كنت أقدر أتحرك، وأخدوني أهلي عالمستشفى، وبس إجا الدكتور يشوفني استغرب كيف خرجوني من المستشفى بدون صور. بعد كم يوم رجعت عالمستشفى لآخد اسم الشب ورقمه، واستغربت كتير لما حكولي مش مسجل، طيب على أي أساس خرجتوني! زاد الاصرار عندي لأعرفه وأوصله، من حدا لحدا ومن معلومة لمعلومة عنه كان في اشي غلط بضيع، (كأنه ابرة في كوم قش)، لنكتشف بالآخر إنه في معرفة شخصية بين الدكتورة أو الي بالإسم دكتورة بس وبين ام الشب الي كانت معلمتها في المدرسة.
النظرة المعروفة بين الناس انه المستشفيات الخاصة أفضل وأضمن من المستشفيات الحكومية؛ لكن المستشفيات الحكومية رغم النقص في الكوادر المادية والبشرية في بعض الأحيان إلا أنها تتحفظ على حقوق المواطنين وحياتهم بالتواجد المستمر لقوات الشرطة على العكس من المشافي الخاصة التي تخلو منها تماما.