الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"حوش الدعبول" .. جمالٌ مدفون
تاريخ النشر: الجمعة 06/10/2017 18:01
"حوش الدعبول" .. جمالٌ مدفون
"حوش الدعبول" .. جمالٌ مدفون

طولكرم:اية طعمة

وأنت تسيرُ في زِحام سوق طولكرم الشعبي، المليء بالمحالِ التجارية المُتراصة التي تحتضن فيما بينها بوابةً صغيرة ستقودك إلى "حوش الدعبول" الأثري، وهو الذي يروي حكاية أكثر من مئة عام.

ف "حوش الدعبول" أو ما يعرف اليوم حوش "أبو الرب" يعود للعهد العثماني، ويقع في قلب مدينة طولكرم، وسط سوق الذهب، وهي المنطقة الأقدم في المدينة، حيث يحتضن الحوش أكثر من أربع عائلات في ثماني بيوت من الحجارة التي تبدو لك متراصة، وتعتليها القباب وتفصل بينها طرقٌ ضيقة ترسم لوحة ممتعة تسرُّ الناظرين، ستشعرك وكأنك في إحدى حارات دمشق.
بالرغم من هذا الجمال، وهذا الموقع الجذاب، إلا أن الحوش غير معروف لأهل المدينة، ولا يعلم فيه إلا القليل منهم، فالحوش بعد عقودٍ طويلة من صموده ومجابهته الظروف الطبيعية والبشرية، فانه يمُّر اليوم بظروف صعبة جداً، ويكاد يسقط في أي لحظة .

"الحوش كان قد ربى أجيالاً، والصغار كبروا، وخرجنا من الحوش وتزوجنا لكن لا نستطيع العيش بعيداً عنه" تستذكر دعاء أبو زنط إحدى سكان الحوش طفولتها وأيام الشباب التي عاشتها في الحوش، "كانت أجمل ذكريات ولا تعوض يا ليتها تعود".

وتحدثت رهف شديد إحدى سكان الحوش أيضاً، عن المخاطر التي قد تصيب المباني في أي لحظة والخطر الذي قد تسببه للسكان وللمارة، ولا تقتصر على خطر السقوط، فالرطوبة وانتشار الأفاعي والحشرات هي أيضاً من المشاكل التي يعاني منها السكان.
أما أم علي التي تمثل نموذجاً لسكان الحوش، تقول "أحببت هذا البيت فهو يشبه البيوت السورية، لكنه الآن لا يصلح للعيش فبعد أن قمنا بوضع ألواح الزينكو لسقف المنزل اهترأت جدرانه وملأته الرطوبة ولم يعد ذلك البيت الذي يمكن للإنسان أن يسكنه لكن ليس باليد حيلة"
بالرغم من كل هذه الصعاب ترفض أم علي ترك هذا المكان، أو ترك منزلها، لأنها تأبى التخلي عن "جذعها الأول " كما وصفته بحُب، فتفاصيل بيتها الصغير تختزل سنوات طويلة عاشتها مع زوجها وأولادها.

وناشد سكان الحوش بلدية طولكرم، ووزارة السياحة والآثار بضرورة الالتفات إلى أوضاع الحوش، خاصة في ظل انهيار أجزاء من المباني في الفترة الأخيرة .

وفي السياق ذاته، بين الأستاذ مفيد صالح، مدير السياحة والآثار في مدينة طولكرم أن سبب تسميته بالدعبول أو "أبو الرب"؛ نسبة إلى الأسر التي كانت تسكن هذا المكان .

وأوضحت وزارة السياحة والآثار أن مثل هذه المباني مدرجة على قائمة التراث الفلسطيني، لذلك لو لم تستطيع الوزارة القيام بترميم مباني الحوش ، فإنها ستمنع أي اعتداء على المباني الأثرية والتاريخية سواء بالهدم أو التشويه كونها تندرج ضمن المباني التاريخية حيث أن مهمة الوزارة الحفاظ على المقدرات الأثرية وحمايتها.

وحول ترميم مباني الحوش، قال مدير السياحة والآثار: "وزارة السياحة لا تستطيع بإمكانياتها المتواضعة ترميم المباني الأثرية في حوش الدعبول، كونها ملكية خاصة ولما يترتب على ذلك من تكاليف مرتفعة".
 

 

المزيد من الصور
"حوش الدعبول" .. جمالٌ مدفون
"حوش الدعبول" .. جمالٌ مدفون
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017