بدأت ألمانيا في دراسة علمية تستمر عامين لتحديد أصول أكثر من ألف جمجمة بشرية جلبت من دول شرق أفريقيا -ولا سيما رواندا- إلى أوروبا إبان الحقبة الاستعمارية أوائل القرن العشرين.
وتوصف هذه الدراسة بأنها خطوة أولى مهمة لفهم الأصول العرقية لأصحاب الجماجم، ويمكن أن تعاد هذه الجماجم في يوم ما إلى الدول التي جلبت منها في شرق أفريقيا.
ويقول هيرمان بارزينجر رئيس مؤسسة التراث الثقافي البوروسي التي تقود المشروع البحثي "نحن ننظر الآن في الظروف المحيطة بأصول هذه الجماجم" مضيفا أنه سيحسم بعد ذلك ما إذا كان الدول التي جلبت منها الجماجم هي المكان المناسب للإجابة عن الإشكال المطروح.
ظروف الشحن
وكانت بعثة ألمانية قد شحنت الجماجم بين عامي 1907 و1908 لفائدة العالم الأنثروبولوجي فيليكس فون لوشان الذي كان يدرس حينها موضوع التنمية البشرية، غير أن دخول ألمانيا حربين عالميتين أدى لنقل إلى مستودع، وقد جلبت 986 جمجمة من رواندا و41 من تنزانيا وأربع من بوروندي و54 جمجمة من دول أخرى بشرق أفريقيا.
وفي العام 2011، نقل مستشفى شاريت في برلين الجماجم إلى مؤسسة التراث الثقافي البوروسي، والتي تدير معظم المتاحف والمكتبات ودور الأرشيف والمعاهد البحثية ببرلين.
وقال مسؤول المشروع البحثي برنارد هيب إن الجماجم كانت في حالة سيئة للغاية عندما تسلمتها مؤسسة التراث الثقافي البوروسي، والتي قضت سنوات في تنظيفها وجمع شتاتها وإنشاء جرد وفرزها جغرافيا، مضيفا أن معظم الأوراق التي توثق أصل هذه الجماجم فقدت، وكانت أفضل الأدلة للباحثين هي ملاحظات مكتوبة على الجماجم نفسها.
وأضاف هيب أن مؤسسته ستشكل شبكة مع باحثين في تنزانيا ورواندا وبوروندي لدراسة أصول هذه الجماجم.
وقال السفير الرواندي ببرلين "أيغور سيزار" إن بلاده لم تكن لها علم بهذه الجماجم إلا عام 2016، متسائلا "كيف يمكن أن يحصل شخص واحد على ألف جمجمة؟" وقال السفير إنه من المبكر الحديث عن طلب استرجاع الجماجم، مشددا على أن الاهتمام منصب حاليا على معرفة أصول هذه الجماجم.
نقلا عن الجزيرة نت