كتبت هدى مباركة
تشتهر بلدة جماعين الواقعة على بعد خمسة عشر كيلو متر جنوب غرب مدينة نابلس بكثرة المواقع الأثرية فيها و لعل من أهمها القصور الشاهقة الكبيرة المرتفعة، والتي تشهد حجارتها على عمق التاريخ فيها , و من أبرز قصورها "قصر خليل" حيث يعتبر هذا القصر من معالم التراث القديم المتأخر كونه يعود للعهد العثماني .
القصر يتكون من ثلاثة علالي و ما يقارب اثنتا عشر غرفة و العديد من الأروقه و جميع حجارته صممت خصيصا له باستثناء بعض الحجارة التي تم نقلها اليها من بيوت قديمة قد هدمت أو تشوه منظرها, و كان هذا القصر معمور بسكانه الى حد عام 2007 , و لكن لأسباب و ظروف خاصة وافق أهل القصر ضمن اتفاق مع بلدية جماعين للاستئجار جزء خاص منه و ترميم جزء اخر من قبل مؤسسة رواق لمدة خمسة عشرعاما، و الهدف من ذلك هو الحفاظ على التراث القديم من الهدم أو التأكل و كذلك للفت انتباه أهل البلد لما لديهم من تراث يجب الحفاظ عليه و جعله يظهر بصورة أجمل أمام الزوار و السياح , و لتشجيع مؤسسات المجتمع المدني و القطاع الخاص لتعمير القصر و احياء التراث القديم حسب مبدأ مؤسسة رواق الذي تسير عليه .
و لكن من هو خليل صاحب هذا القصر الجميل المشهور هل هو من نفس عائلات البلد أم هو حط زائرا في هذه البلدة في القدم و كان صاحب أموال و عمرَ هذا القصر , و لكن حسب أقوال أهل البلدة يجزم أن خليل هو أحد أبناء غازي جد البلد الكبير و لكن بقيت المعرفة مجهوله بنسبه اذا كان من ابناء أكبر عائلتين بالبلد عائلة عوض أم عائلة أبو عمر .
اليوم تستغل حجرات هذا القصر من قبل مؤسسات و جمعيات مختلفة و منها جمعية المرأة الريفية , ملتقى المسنات , نادي شباب جماعين , و برنامج الأمل للتطوير الصحي , و مركز الخدمة المجتمعية التابع لجامعة النجاح و غيرها, جميعها تشرف عليها بلدية جماعين بشكل عام بكل مقتنياته , و كذلك يتم عقد فيه العديد من الندوات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و اجتماعات أهل البلد و يستغل أيضا بعقد المناسبات و الأفراح بداخله , و هناك جزء منه لصالح جمعية المرأة الريفية من خلال استغلال احدى الحجرات بتهيأته على شاكلة مطبخ يتم تضمينه من قبل نساء البلد لاعداد الطعام فيه في المناسبات و لمقاصف المدارس ضمن الاتفاق بين الطرفين .
وتبقى فكرة احياء التراث القديم من أهم الأفكار التي يشجعها الجميع و يثني عليها كون المكان يستغل للصالح العام و تبقى ذكرى المكان محفوظة , و كم من بيت عُمرَ حديثا و لكنه لا يضاهي البناء القديم و جمال زخارفه و اتقان فنه .