الرئيسية / مقالات
"نتنياهو" وزوال دولته المصطنعة بقلم د. خالد معالي
تاريخ النشر: الخميس 12/10/2017 06:58
"نتنياهو" وزوال دولته المصطنعة   بقلم د. خالد معالي
"نتنياهو" وزوال دولته المصطنعة بقلم د. خالد معالي

لو صرح أو قال احد من أعداء دولة الاحتلال عن قرب زوالها، فقد يقال هو من قبيل الحرب النفسية، وكره العدو والنكاية به، لكن أن يقال ذلك من قبل رأس هرم دولة الاحتلال، وهو رئيس الحكومة" بنيامين "نتنياهو" فهذا أمر وشان آخر له ما بعده.
فقد عبر "نتنياهو" صراحة، عن قلقه من أن تواجه دولة الاحتلال أي مخاطر تمحوها من الوجود، مشددا على ضرورة أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديدات، حتى يتسنى لها الاحتفال بـ"يوم الاستقلال الـ100 للدولة".
أن تمحو دولة عن الوجود، وان يكون الحديث هو من كبار قادتها ومفكريها، فهذا يعني جدية الأمر، فما رسخ في الذهن يرسخ على أرض الواقع، وما كان ليس أصيلا، لا يدوم ولا يستمر، فالأصل ليس كالتقليد.
كلام "نتنياهو" أتى عبر سياق تاريخي وقراءة مقارنة، حيث حذر خلال ندوة دينية في منزله من أن تلقى "إسرائيل" نفس مصير مملكة ال"حشمونائيم" التي استمرت 77 عاما، وهي دولة يهودية مستقلة تأسست بعد تمرد "هشمونائيم "وكانت نهايتها مع غزو المنطقة من قبل الإمبراطورية الرومانية.


وكأنه يواسي ويداري نفسه، فقد كان من أبرز ما صرحه "نتنياهو" خلال الندوة هو "إن وجودنا ليس بديهيا" وإنه سيبذل كل ما في وسعه للدفاع عن "الدولة". وأضاف: "المملكة ال"حشمونية" دامت 80 عاما وإن علينا في دولة "إسرائيل" أن نمر بهذه المرحلة ونتخطاها".
لاحظ البعد الديني المفبرك والغير صحيح والمزور في كلام "نتنياهو" خلال الندوة، حيث قال: "ليس هناك وجود يهودي بدون الكتاب المقدس. وأعتقد أنه ليس هناك مستقبل يهودي بدون الكتاب المقدس، وهذا هو الأساس الأول والأعلى الذي نقف عليه، فهناك من يسعى لتدمير أساساتنا. تسعى لذلك عدة جهات تستعمل مختلف الأساليب والوسائل، ولكن يمكننا بالقوة أن نتصدى لكافة هذه المحاولات ونحبطها".
فالقوة هي إذن من تحدد وجود "اسرائيل" وهذا باعتراف "نتنياهو" وليست العدالة والحق والمنطق، والأصالة، ويبقى السؤال هل تبقى قوة "اسرائيل" إلى الأبد، أم هي متجددة ومتغيرة، وتزيد وتنقص بحسب المراحل التاريخية.
كالسارق الذي يبقى يحوم حول سرقته، ويراقبها عن بعد ليطمئن عليها، حيث دعا "نتنياهو" إلى الاعتراف بـ"دولة إسرائيل" وقال بالنص:" على كل من يتحدث عن عملية سلام أن يتحدث أولا وقبل كل شيء عن ضرورة الاعتراف بدولة "إسرائيل"، ودولة الشعب اليهودي".
يعلم "نتنياهو" ومن معه من مفكرين ومحللين وتجار بالدين اليهودي، أن دولته فانية، وانه لا أساس لها فوق هذه الأرض العربية الفلسطينية، لان ما بني على باطل فهو باطل، وان "نتنياهو" وكل من معه من اليهود الذي وصل عددهم قرابة خمسة ملايين، استوطنوا الأرض الفلسطينية بقوة السلاح، وليس بشرعية أو قانون أو حق يعرفوا به.


سيرحل "نتنياهو" ومعه دولته الفانية غير مأسوف عليها، وهذا ليس من قبيل التنبؤ ولا الفوازير، بل هو من قبيل منطق الأشياء والسنن الكونية الغالبة، التي وضع فيها خالق الكون معادلات من عاداه خسر خسرانا مبينا، ودولة الاحتلال"اسرائيل" نموذج حيا عن قريب، لتطبيق سنن الله، شاء من شاء وأبى من أبى.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017