عندما يتعلق الأمر بفهم كيف يفكر ويشعر شخص آخر، فربما كان من الأفضل أن تغمض عينيك وتصغي له.
فقد أشارت دراسة أجراها عالم نفسي أميركي إلى أن الناس يكونون أقدر على مواكبة مشاعر الآخرين عندما يركزون ببساطة على صوتهم، مقارنة بمشاهدتهم والإصغاء لهم أو مجرد مشاهدتهم.
ويقول مايكل كروس عالم النفس الاجتماعي بجامعة ييل إنه في الوقت الذي قد يبدو فيه جمع المعلومات من صوت الشخص مع تعبيرات وجهه وغيرها من الإشارات وسيلة لتعزيز فهم أفكاره ومشاعره، فإن تجميع الحواس يشتت الانتباه.
ويضيف أن تعبيرات الوجه يمكن أن تخفي مشاعر الشخص الحقيقية، الأمر الذي يزيد من صعوبة التعامل مع الصوت، بينما تلعب اللغة دورا رئيسيا في كيفية فهم الناس وتوصيف مشاعرهم. والنتيجة هي أن ما يقوله الناس والطريقة التي يتحدثون بها تقدم أوضح الرؤى لمشاعر الآخرين.
ويرى كروس أن الإصغاء مهم، وأن التأمل في ما يقوله الناس وطرق القول يمكن أن تؤدي إلى تحسين فهم الآخرين في العمل أو العلاقات الشخصية.
وقد كشفت نتائج الاختبارات -التي أجريت على 1770 شخصا بأساليب متنوعة وفي مجموعات ثنائية- أنهم كانوا أقدر على تقييم مشاعر شريكهم بطريقة صحيحة عندما كانت إضاءة الغرف التي كانوا فيها مطفأة.
وأظهرت نتائج اختبارات مماثلة لنحو ستمئة شخص عبر الإنترنت أنهم كانوا الأقدر على تقييم مشاعر الآخرين من خلال تسجيلات صوتية فقط.
ووافقت رئيسة مجموعة الاتصال الكلامي بكلية لندن الجامعية على أن الناس غالبا ما يكونون أكثر قدرة على التحكم في تعبيراتهم الوجهية من الصوتية عندما يكونون في حالة عاطفية، وأضافت الأستاذة صوفي سكوت أنه في بعض الحالات يمكن للأصوات والمرئيات أن تروي قصة مختلفة.
ومع ذلك، أشار راي ويلكنسون أستاذ الاتصالات الإنسانية بجامعة شيفلد إلى أن النتائج استندت إلى حالات تجريبية قد لا تعكس تفاعلات "الحياة الحقيقية".
وأضاف: على الرغم من أن مضمون خطاب الشخص مهم، فإن بحوثا أخرى وجدت أن الإيماءات يمكن أن تساعد في الوصول إلى المراد.
نقلا عن الجزيرة نت