مددت بغداد 24 ساعة المهلة التي كانت أعطتها سابقاً لقوات البيشمركة الكردية، حتى منتصف ليل الأحد- الاثنين للانسحاب من مواقعها في كركوك، على أن يلتقي خلال هذه المهلة رئيسا العراق فؤاد معصوم وكردستان مسعود بارزاني.
وقال مسؤول كردي طالباً عدم كشف اسمه صباح الأحد لوكالة فرانس برس إن "الرئيس فؤاد معصوم والرئيس مسعود بارزاني ومسؤولين كبار من الاتحاد الوطني الكردستاني سيجتمعون قبل ظهر الأحد، مشيراً إلى تحديد مهلة جديدة من 24 ساعة للبشمركة."
وسيعقد الاجتماع في محافظة السليمانية بشرق منطقة كركوك النفطية ومعقل الاتحاد الوطني الكردستاني الذي ينتمي إليه معصوم، وهو أيضا كردي، وخصم الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني.
وتعيش كركوك "غلياناً غير مسبوق"، لا سيما بعد أن هددت القوات العراقية باستعادة المواقع التي كانت قوات البيشمركة سيطرت عليها في المدينة في العام 2014 إثر تمدد داعش في عدد من المناطق العراقية، بعد تقهقر القوات العراقية في حينه.
وكان مسؤول كردي رفيع، قال السبت، إن القوات العراقية أمهلت المقاتلين الأكراد حتى ليل السبت للانسحاب إلى مواقعهم قبل عام 2014 في محافظةركركوك الغنية بالنفط. وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس: "إن المهلة ستنتهي منتصف ليل السبت - الأحد، وتقضي بانسحاب قوات البيشمركة إلى مواقعها قبل 6 حزيران/يونيو 2014، وتسليم القواعد العسكرية والأمنية والمؤسسات النفطية إلى الحكومة الاتحادية".
من كركوك(أرشيفية)
في المقابل، قال مسؤول أمني كردي لرويترز، الأحد، إن مقاتلي البيشمركة الأكراد رفضوا إنذاراً من قوة شبه عسكرية عراقية للانسحاب من تقاطع طرق مهم بجنوب كركوك.
وأضاف المسؤول في المجلس الأمني بحكومة كردستان العراق، أن ميليشيات الحشد الشعبي أمهلت البيشمركة حتى منتصف الليل (2100 بتوقيت غرينتش السبت) للانسحاب من موقع شمالي تقاطع طرق يُعرف باسم مكتب خالد، لافتاً إلى أن هذا الموقع يسيطر على إمكانية الوصول إلى قاعدة جوية وبعض حقول النفط الواقعة في منطقة كركوك.
إلا أن أي أنباء لم ترد عن اشتباكات بعد انتهاء المهلة، لكن أحد السكان قال إن عشرات من الشبان الأكراد انتشروا حول كركوك بالبنادق الآلية مع ذيوع نبأ التحذير.
وعلى الرغم من حجم الاستنفار والتوتر بين الطرفين، فقد أتى تصريح وزير الداخلية العراقية، قاسم الأعرجي، ليخفف قليلاً من حدة التصعيد، إذ أبلغ الأعرجي في اتصال هاتفي، مساء السبت، قائد شرطة كركوك العميد خطاب عمر "أن يكون قريبا من الناس، ويضبط الأمن للجميع، ويطمئن المواطنين أن لا خطر عليهم، ولا يوجد استهداف لهم إطلاقا، وأن الحكومة مسؤولة عن الجميع".
يذكر أن القوات العراقية استعادت، الجمعة، عدداً من المواقع التي كانت تسيطر عليها القوات الكردية جنوب كركوك منذ 2014 دون قتال.
ويأتي هذا التصعيد العسكري بعد تصاعد التوتر بشكل سريع بين حكومة بغداد وإقليم كردستان إثر تنظيم الإقليم استفتاء حول استقلاله في 25 أيلول/سبتمبر الماضي، وما تبعه من تداعيات وتشنج بين بغداد وأربيل.
المصدر: العربية نت