عندمت حطت قدماى على مخيم الفارعة حيث صغار يركضون وراء كرة صغيرة .فى الملعب . يتقاذفونها ... تطير في الهواء وتعود لهم .. يمررونها من أحدهم الى آخر ، في هذه اللحظات حطت عيناى على تلك الزنازين التي يوماً ما كنت بداخلها وكان فيها غيرى من الرجال الذين طالما حلمو باستنشاق الحرية .
هذا الملعب حيث الهواء الطلق وصراخ الفرحة من الأطفال ، كان يوماً ما محل عذابات لكثير من الأسرى وضعوا في غرف صغيرة رطبة ومتعفنة وجدرانها تصدع ومابداخلها من الرجال ماتخلو يوماً عن صمودهم ، إسألو تلك الجدران القائمة حتى الآن عن خيرة الرجال الذين اعتقلو بتهمة الدفاع عن الأرض والعرض .
ساقتنى أقدمى أنا وصديقى رائد إلى ذلك المكان واسترجعنا الذكريات ، وحدثنى صديقى عن الويلات التي عاناها في سجن الفارعة الذى تحول الى ملعب .
رائد يقول " عندما أسرت في هذا السجن لطالما نظرت الى سقف الزنزانة ولطالما حلمت بالحرية ، كنت أعتقد باستحالة زوالها ، وهاهى اليوم مكان للترفيه والعبث واللعب "
توقف رائد عن الحديث ونظر الى السماء شاكراً الله وتبسم ابتسامة حملت معانى الأسى والعذاب ، ولن أطيل عليكم سأختصر الكلمات لأقول " يوماً ما ستشرق شمس الحرية "