رام الله-وضع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور أحمد مجدلاني، ومفوض عام هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية في فلسطين، حجر الأساس لمركز صحي في قرية شقبا غرب رام الله، وافتتحا عيادة لطب الأسنان ومختبرا طبيا في قرية قبيا المجاورة، وذلك خلال احتفالين نظمتهما جمعية المركز الفلسطيني للخدمات الإعلامية والتنمية، في القريتين المهددة أراضيهما بالمصادرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ففي قرية قبيا، جرى افتتاح عيادة طب الأسنان والمختبر الطبي واللذين أنشئا ضمن برنامج التمكين الاقتصادي لمشروع بطاقة الطالب الجامعي، والذي تنفذه جمعية المركز الفلسطيني للخدمات الإعلامية والتنمية في محافظة رام الله والبيرة، خلال احتفال نظم في قاعة القرية.
وقال مجدلاني في كلمته، إن الاحتفال بافتتاح هذين المشروع جاء بالتزامن مع إحياء ذكرى مجزرة قبيا والتي ارتكبها الاحتلال في الرابع عشر من أكتوبر عام 1953 وارتقى خلالها 77 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ ممن قتلوا بدم بارد.
وشدد، على ضرورة وضع هذه القرية الحدودية على رأس سلم الأولويات، وتنفيذ رزمة من المشاريع الحيوية التي تسهم في تعزيز صمود أهلها في مواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها والهادفة إلى سلب المزيد من أراضيهم التي طالما كانت هدفا دائما للسلب والمصادرة.
ورأى مجدلاني، أن هناك ضرورة وطنية ملحة تحتم صياغة رؤية تنموية متكاملة وجديدة تقوم على الاستغلال الأمثل لموارد هذه القرية، وتحديدا أبرز احتياجاتها، والتي على رأسها أزمة المياه الخانقة التي تعاني منها على مدار العام.
وأضاف: "كان ولا يزال لأهالي هذه القرية شرف الصمود والدفاع عن بوابة فلسطين بوجه التغول الاستيطاني، فدفعوا ثمنا باهظا لهذا الصمود من دماء أبنائهم وأراضيهم وهم صامدون بوجه التوسع الاستعماري".
وتابع: "إن هذا الواقع المرير يستدعي من الحكومة زيادة الاهتمام والتركيز على القرى المهددة بالاستيطان والمصادرة، وتوفير كل مقومات الصمود لأهلها، وتنفيذ مشاريع البنية التحتية فيها، وتطوير بنى التعليم والصحة والتمكين على وجه التحديد، مع ضرورة تعزيز الشراكة بين المجتمع المحلي ومؤسساته".
من جهته، قال راشد، إن ما تقدمه هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية وجميع المؤسسات العربية والإسلامية قاطبة من عون للشعب الفلسطيني، يأتي من باب الواجب الملقى على كل عربي ومسلم لدعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.

وأعلن راشد، عن قرار هيئة الأعمال الخيرية تمويل مشروع إنشاء خزان مياه معدني بسعة نحو 500 كوب للإسهام في حل أزمة المياه التي تعاني منها قرية قبيا.
واستعرض، طبيعة المشاريع والبرامج التي تنفذها هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين، في قطاعات الصحة والتعليم والتنمية والتمكين، إلى جانب المساعدات الإغاثية والموسمية المتنوعة التي تقدمها والتي تنتصر من خلالها للشرائح الضعيفة، وتحرص من خلالها على أن تكون شريكا فاعلا في إحداث التنمية المستدامة.
وبعد الفعالية الاحتفالية، افتتح مجدلاني وراشد عيادة طب أسنان أنشأتها جمعية المركز الفلسطيني للخدمات الإعلامية والتنمية، وتعتبر الثانية منها للمستفيدين من مشروع بطاقة التعليم الجامعي للدكتورة رهام غيظان.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية المركز الفلسطيني للخدمات الإعلامية والتنمية، عبد العزيز زهران، إن الجمعية قدمت هذه المنحة ضمن الأنشطة والبرامج التي تنفذها والهادفة إلى تعزيز دور الشباب وخلق فرص عمل للخريجين الذين أمضوا سنوات من عمرهم على مقاعد الدراسة.
وأشار، إلى أهمية هذا البرنامج الذي تنفذه الجمعية لصالح الخريجين الجدد خاصة في المناطق الرئيسة والمهمة من أجل توفير أكبر قدر ممكن من الخدمات الطبية في تلك المناطق، والعمل على إشراكهم في المجتمع من خلال مساندتهم ودعمهم.
وأوضح، أن اختيار هذا القطاع لدعمه جاء لعدة أسباب أهمها ارتفاع تكاليف العلاج على المواطنين وارتفاع أسعار المعدات الطبية والأدوات المستخدمة في العلاج، ولعدم توفير عيادات طب أسنان شاملة تغطي كافة أنواع العلاج خاصة في المناطق الريفية والمهمشة.
وفي قرية شقبا المجاورة، وضع مجدلاني وراشد حجر الأساس لمشروع المركز الصحي الوحيد في القرية المهددة معظم أراضيها بالمصادرة من قبل الاحتلال.
ووصف راشد، هذه القرية بأنها قلعة صمود وتحدي تقع على عاتق الجميع دعم وإسناد أهلها، معتبرا إنشاء مركز صحي فيها بمثابة لبنة مهمة من لبنات تعزيز صمود أهلها.
وأكد، أن هيئة الأعمال الخيرية ستسهم بشكل رئيس في تجهيز هذا المركز الصحي، لتضيف بذلك بصمة جديدة إلى آلاف البصمات التي تتركها في جميع الأراضي الفلسطينية.