وما أن تدخل قرية "فرخة" حتى تشعر وكأنك تسكن فيها منذ مئات السنوات فطيبة أهلها ومحبتهم لبعضهم البعض تشعرك وكأنك فرداً من أفراد هذه البلدة، حيث رائحة الزيتون والحمضيات تفوح في أرجاء المكان.
وضمن تجوال فريق اصداء، وبمشاركة ما يقارب حوالي 20 اعلاميا واعلاميا، وبرعاية من الاغاثة الزراعية انطلقنا صباحاً في تمام الساعة التاسعة نحو قرية "فرخة"، حيث التقينا بأحد سكانها ومن الناشطين المتطوعين بها السيد "بكر حماد" وزوجته "أمينة حماد" وابنه عمر، والذي كان استقبالهم استقبالاً أكثر من رائع، فهم قاموا بضيافتنا بأحد الاكلات التي تشتهر بها "فرخة" وهي ما تمسى ب "الفرايك" مع كأسٍ من الشاي.
انطلقنا من بيت السيد بكر حماد نحو القرية لتعرف عليها أكثر فأكثر والتوجه نحو مدارسها والاماكن الاثرية فيها ومن ثم التجوال بها وبين أراضيها.
وخلال التجوال حدثنا السيد "بكر حماد" عن أهم ما يميز المرأة التي تسكن فرخة وهو "اسلوب المشاركات التعاونية النسائية".

يقول حماد: "كانت كل أسرة في البلدة تقوم بدور تعاوني فكل عائلة كانت تشارك في حوالي من 4-5 غنمات"، مشيراً الى أن كل عائلة كانت تخرج الاغنام من بيوتهم ويضعوهم في ساحة البلدة.
حيث يكون الرعيان ينتظرون الاغنام، آخذاً كل راعي ما يقارب من 400-500 رأس غنم، ذاهبون بهم نحو الجبال لرعايتهم.
ويتابع حماد حيثه بأن كل غنمة كانت عندما يتم انهاء رعيها،تذهب لمنطقتها التي تقيم بها، دون مجيء أصحابها وهي الميزة التي كانت للاغنام لديهم.

ويوضح حماد أن طريقة "التعاونيات النسوية" هي ما تسمى بأسلوب "المقارضة"، حيث أن الفقير والغني يستطيع أن يصنع الجبنة ويبيعها وهو ما يسمها بالتعاونيات النسوية لموضوع الجبنة حيث كانوا النساء عن طريق المقارضة، تقوم كل واحدة في بيتها بتجميع مقدار معين من الحليب من خلال المكيال او ما يسمى ب "الوقية".
يشير حماد على ذلك بعد تجميع الحليب ب"المكيال"، تقوم نساء القرية جميعهم بإعطائه الى امرأة واحدة في كل اسبوع والتي هي تكون المسؤولة عن تجميع الحليب من جميع أهالي القرية ومن ثم تقوم بتصنيعه أجبان والبان.
ويستكمل حماد حديثه فيقول: "هذه المرأة التي تصنع الاجبان والالبان تقوم، بتسجيل أسماء النساء الذين جلبوا لها الحليب، حيث يعود الدور في الاسبوع الاخر لإمرأة أخرى كل تقوم بصناعة الاجبان والالبان".
ويشير حماد أن طريقة "المقارضة" بقيت في فرخة حتى الانتفاضة الشعبية الاولى وهي تستعمل ذلك الاسلوب، مما جعل العائلات التي لديهم غنمة أو غنمتين تقوم بصناعة الجبنة.
ويشير طلال الشريف رئيس مجلس قروي فرخة ان القرية تقع جنوب غرب مدينة نابلس وتبعد عنها حوالي 32كم، تتبع إدارياً سلفيت وتقع إلى جنوب غرب سلفيت على بعد 5كم منها، تقع على الحدود الإدارية لنابلس، ترتفع عن سطح البحر 600م،وتبلغ مساحة أراضيها العمرانية 240دونم. ومساحة أراضيها الكلية 5700 يحيط بأراضيها قرى قراوة بني زيد، مزارع النوباني، سلفيت، بروقين، ويزرع في أراضيها الحبوب والأشجار والزيتون والفواكه ولا سيما التين واللوز وفي القرية عين ماء تدعى (عين بدران) الواقعة إلى الشمال الشرقي منها وعلى بعد كيلومتر واحد .
واضاف ان عدد سكانها حوالي 1700نسمة وترتفع عن سطح البحر 670 متراً، والبلدة تتميز بالعمل التطوعي والاهتمام بالارض وفلاحتها.