الرئيسية / الأخبار / فلسطين
طلبة "الفرع التكنولوجي" في مدارس جنين..خيبة أمل وتحديات
تاريخ النشر: الأحد 22/10/2017 15:44
طلبة "الفرع التكنولوجي" في مدارس جنين..خيبة أمل وتحديات
طلبة "الفرع التكنولوجي" في مدارس جنين..خيبة أمل وتحديات

جنين- سجى حواشين

أصبح التعليم الثانوي التكنولوجي في الضفة الغربية، الآن واقعاً مجسداً بشكل واضح في بعض المدارس الحكومية، فهناك منهاج دراسي وطلبة ومعلمين من دون كتب دراسية يحملها الطلبة أو المعلمين، وجاء ذلك بالتزامن مع إجراءات إعادة صياغة العملية التعليمية في المدارس.
حيث أعلن وزير التربية والتعليم صبري صيدم في نهاية العام المقبل، عن نيته لفتح هذا الفرع لطلبة الصف الأول الثانوي في مختلف المدارس؛ من أجل توظيف التكنولوجيا والحاسوب في الحياة، وحتى يتوجه الطالب لهذا الفرع كبقية الفروع المختلفة.
وبلغ عدد المدارس التي استحدثت الفرع التكنولوجي في مدينة جنين سبع مدارس ، تركزت في مدارس الإناث:- خمس مدارس للإناث، ومدرستان للذكور.
فترة قصيرة تقل عن عام واحد، استحدث هذا الفرع في مدارس الضفة، فهل الكتب الدراسية متوفرة بين يدي الطلبة بعد مرور أكثر من شهرين على العام الدراسي؟، وهل هناك مقومات لهذا الفرع في المدارس من مختبرات حاسوب وأدوات تكنولوجية وقطع الكترونية؟ وهل أُجريت تعديلات وتطويرات على مختبرات الحاسوب، أم بقيت كما هي؟


توتر
في زيارة أجريتها إلى مديرية التربية والتعليم في مدينة جنين للمعرفة عن الأمر والإجابة عن هذه التساؤلات، لاحظت وجود استنفار في المديرية بسبب هذا الموضوع، خاصة أن موعد الزيارة جاء بالتزامن مع اعتصام طلبة الثانوية العامة أمام المديرية على إعادة مادة التكنولوجيا للمنهاج والمطالبة بحذفها.
بدوره، أكد المشرف التكنولوجي في المديرية سامر محمود على عدم وجود مادة ورقية بين يدي الطلبة قائلاً: "مادة المنهاج لجميع المواد موجودة الكترونياً بنسخة (Pdf)، سواء كانت على الانترنت أو على مواقع الوزارة وغيرها، لكن نسخة ورقية للمواد غير متوفر، وتم تعميم هذه الكتب على المدارس التي استقطبت هذا الفرع، ليتم طباعتها وتوزيعها على الطلبة، وأغلب المدارس تقوم بتصوير وحدات وفصول من المادة".
وأضاف: "سبب التأخر في تسليم الكتب هو الضغط الكبير على المطابع في طباعة المناهج الدراسية من الصف الخامس حتى الصف الأول الثانوي لجميع الفروع، وبالنسبة للفرع التكنولوجي سيتم طباعتها وتوزيعها على الطلبة في الوقت القريب".

وبالنسبة لمختبرات الحاسوب والتكنولوجيا، أكد محمود على عدم توافر مختبرات التربية التكنولوجية في جميع المدارس التي استحدثت الفرع الجديد، تلك المختبرات التي توفر جميع المواد اللازمة لتطبيق الجانب العملي من قطع الكترونية وبرمجيات، مشيراً إلى أن هذه المدارس ستكون مرشحة لبناء مختبرات تكنولوجية في الوقت القريب، أما بالنسبة لمختبرات الحاسوب فهي موجودة في جميع المدارس الحكومية.
وبالنسبة لدراسة التخصصات المهنية في الجامعة، نوه محمود إلى مقدرة طالبة الفرع التكنولوجي دراسة أي تخصص في جميع الجامعات الفلسطينية باستثناء الطب وأنواعه، وجاء ذلك باتفاق بين وزارة التربية والتعليم والجامعات، مؤكداً على عدم طرح تخصصات إضافية خاصة بطلبة الفرع التكنولوجي في الجامعات الفلسطينية حتى الآن.


صعوبات وشكاوي
كما أعربت المرشدة التربوية في مدرسة الزهراء الثانوية كوثر الحاج ،عن استيائها من وضع طالبات الفرع التكنولوجي من عدم توافر كتب دراسية بين أيديهن حتى الآن، مؤكدة على تلقيها عدد كبير من الشكاوي سواء من الطالبات أو الأهالي، خاصة مع اقتراب امتحانات الشهرين.
وتشير إلى عدم تأهل المدرسة ومختبر الحاسوب للجانب العملي قائلةً:" عندما قررت التربية بفتح الفرع في المدارس، من المفروض أن تكون هيئت الجو المناسب والمختبرات الكافية".
وتضيف المرشدة: "عندما وزعت مديرية التربية كتاب بخصوص الفرع التكنولوجي في نهاية العام المقبل، كان من ضمن هذا الكتاب إمكانية الطالب بدراسة جميع أنواع الهندسة في كافة الجامعات مثل الطالب الصناعي، وتبين لي عندما ذهبت مع طالباتي لجامعة النجاح الوطنية، أنه لا يستطيع دراسة جميع أنواع الهندسة باستثناء هندسة الحاسوب".
وتعبر الحاج عن تخوفها الشديد على مستقبل الطالبات، حيث تشعر بنوع من اللامبالاة عند الطالبات بس هذا الوضع.
وبالنسبة لموضوع نقص المعدات والأجهزة الإلكترونية، قالت معلمة الفرع التكنولوجي في مدرسة الزهراء الثانوية كوثر الغوادرة: "هناك نقص كبير في المعدات والأجهزة الإلكترونية والتي تعيق من تطبيق الجانب العملي، فنحن بحاجة لجزئية في المنهاج تتعلق بتفكيك صندوق الحاسوب، وإمكانية المدرسة المادية لا تسمح بتفكيك جهاز صالح للعمل، فاضطر للتوجه لأجهزة غير صالحة، لكن يكون الوضع أفضل عند التعامل مع أجهزة صالحة".
كما نوهت لحاجة وجود الانترنت في المدرسة، لأن المنهاج بحاجة له، حيث يوجد ما بين (5-6) أجهزة حاسوب مرتبطة بالانترنت، وهذا عدد ضئيل.

خيبة أمل


الطالبة يسرى المحروم (الصف الأول ثانوي تكنولوجي) من مدرسة بنات الزهراء الثانوية في جنين التي دخلت الفرع متفائلة قالت: أنا سعيدة بالتحاقي بهذا الفرع، منذ الإعلان عن افتتاح التعليم التكنولوجي العام الماضي رغبت في الدراسة فيه، لأن لدي ميول في أمور التكنولوجيا وبرمجة الحاسوب.
وأضافت: " لكن الواقع خيب لنا أمالنا، فليس بين أيدينا كتب دراسية، حيث نقوم بتصويرها باللون الأبيض والأسود، وذلك يعيق من دراستنا فهناك رسومات غير واضحة من الطباعة والأوراق قابلة للضياع والاندثار، والإمكانية المادية للمدرسة والطالبات لا تسمح بالطباعة الملونة، بالإضافة لعدم توفر المعدات اللازمة في المدرسة فاضطريت أنا وزميلاتي لإحضارها .(motherboard) من بيوتنا مثل: لوحة الذاكرة الأم
آمال مشوشة
والطالبة تقى الزبن (الصف الأول ثانوي تكنولوجي) من مدرسة الخنساء الثانوية أشارت إلى أسباب دخولها الفرع في أنه يعتمد على التكنولوجيا وأمور البرمجة، ومتاح لدراسة جميع التخصصات في الجامعة باستثناء الطب (حسب وجهة نظرها)، لكن الحقيقة غير ذلك.
وطالبت بضرورة امتلاك كل طالب بالفرع حاسوباً شخصياً (اللابتوب)؛ ليسهل عليهم دراستهم خاصة الجانب العملي.

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017