الرئيسية / الأخبار / فلسطين
" القوارير الحجرية" ..حياة لإمرأة فلسطينية
تاريخ النشر: الأثنين 23/10/2017 06:04
" القوارير الحجرية" ..حياة لإمرأة فلسطينية
" القوارير الحجرية" ..حياة لإمرأة فلسطينية

تقرير ملاك سمودي
على خطى والدتها, وفي العمل ذاته, وعلى وقع صوت أنغام فيروز, تجلس ريم في بيتها لصناعة القوارير المختلفة بأشكالها وأحجامها, التي تزين المنازل بمنظهرها الخلاب في وسط البلدة القديمة بمدينة جنين
الوصول الى الشابة التي لا تتجاوز 40 عاماً من عمرها سهلاً, يمكنك الوصول اليها بمجرد السؤال عنها ستدلف بين أزقة البلدة التي تصل الى منزلها.
وعند وقوفك أمام البيت تستنشق رائحة الأرجوان والنرجس التي تفوح بكل اتجاهات المنزل, ويبدى لك عند أول خطوة تخطوها للدخول ترى القوارير تملئ النوافذ والساحات ويرقد عليها ذباب النحل.
وستلحظ فتاة وطفلين يغزون المكان" أبناء ريم", تتصارع الكلمات من طفل لآخر ( إمي شاطرة), ( إمي حبيبتي).


وعند سؤالنا لفتاتها روان عن حلمها قالت: "رح ضل أشتغل مثل إمي لرغبتي في هواية الفن ومهارة الخط والرسم والعمل في مجال التجميل وتنسيق الورود".
تنهض ريم الساعة السادسة صباحاً عند شروق الشمس, وتبدأ بجمع حجارة بلادنا البسيطة من الأراضي والجبال, وتقوم بغسلها بالماء في المنزل بوعاء مخصص.
ويبدو أن ريم قد اعتادت على من يأتي من الأصدقاء والزبائن لتصوير منزلها وساحات المنزل, فطلبت ان نجلس بجانبها وهي تقوم بجبل الطين" الشمينتة".
وتقول ريم" إم محمد" بأنها تعمل في هذه المهنة منذ 15 عاماً تقريباً فهي مهنة تعلمتها أثناء زيارتها لزميلتها في بلدة برقين.
وعند الحديث سردت حكاية عملها قائلة: "نحن نعيش في وضع اقتصادي سئ, وأن زوجي لا يستطيع العمل لتلبية احتياجات المنزل, نتيجة تعرضه لحادث مؤسف أثناء عمله".
وأكملت في جو من الحزن: "ليس لدي وسائل متعددة لترويج منتجاتنا بشكلٍ كبير بالرغم من اننا نقوم بإنتاج كميات كبيرة من القوارير, وبيع القليل منها, لعدم وجود مؤسسات أهلية وحكومية تدعم عملنا وتروجه".
وأثناء الحديث معها بدأت بجلب قوالب القوارير, ومن ثم خلط الطين ووضع الزيت في القالب, ورصف الحجارة بداخلها ووضع الطين فوقها لينتهي بها المطاف بوضعها تحت أشعة الشمس.
بالرغم من عدم حصول أم محمد على أموال كبيرة من هذه المهنة إلا أنها تعمل بشغف وحب لتيسير أمور ومتطلبات الحياة اليومية, رافضاً الإستسلام للواقع, ومكافحاً لكي تحضى هي وزوجها وعائلتها بأفضل حياة كريمة.
وتروي لنا عن عشقها لهذا العمل, والإستيقاظ صباحاً, ورؤية أطفالها من حولها, وتعشق رائحة التراب اثناء جمع الحجارة, ليبدأ يومها بالنشاط والحيوية.
أنهت حديثها بابتسامة عريضة وبثقة عالية, وودعناها متمنين لها التوفيق في حياتها العملية, فخرجنا من المكان والهواء يلوح برائحة الزهور الجميلة.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017