الرئيسية / الأخبار / فلسطين
قرية ياسوف بين معوقات الحاضر وجمال طبيعتها الخضراء
تاريخ النشر: الثلاثاء 24/10/2017 19:59
قرية ياسوف بين معوقات الحاضر وجمال طبيعتها الخضراء
قرية ياسوف بين معوقات الحاضر وجمال طبيعتها الخضراء

كتبت تيماء حسونه
الطبيعة الخلابة والهواء النقي الطلق، ومياه الينابيع الصافية، وحفيف الأشجار المتشابكة التي تشكل سيمفونية غنائية ظليلا للطيور الشادية، وأثارها التاريخية الدالة على عراقتها، وعراقة شعبها العظيم الذي قاوم حتى آخر مرحلة تاريخية، بمياه ذهبية خالدة، السمة الدامغة على قرية ياسوف إحدى جميلات محافظة سلفيت.
تقع القرية شرق سلفيت على بعد 7كم، وتعود تسميتها كما وصفها ياقوت الحموي بكثرة الرمان والزيتون، وياسوف بالسين المهملة، وبعد الواو فاء، وهي من القرى القديمة جدا, تمتد جذورها التاريخية إلى العهد الروماني والعهد الكنعاني.
نشأت عبد الفتاح رئيس مجلس قرية ياسوف، يقول (لموقع أصداء الإخباري)" أن ياسوف تتميز بكثرة ينابيعها العذبة، فأكرمها الله بخمسة عيون وهي عيون أبو الرجا وبئر التوتة، بئر الحمام، والعين الوسطى، العين الشرقية، وتمتاز هذه العيون بنقاء وصفاء مياه ينابيعها، الماء كانت في الماضي المصدر الوحيد الذي يزود ياسوف والقرى المجاورة بمياه الشرب، إلى أن توفرت شبكة المياه القطرية الاسرائيلية"

نبع الدلبه: 
هناك في البلدة نبع يطلق عليه نبع الدلبه ما زال الأهالي يستغلونه في ري الأراضي والبساتين المزروعة بالأشجار مثل: أشجار الحمضيات والرمان والتين والتوت، وكذالك الخضروات مثل : الفلفل والبندورة، كما يقول رئيس المجلس منوها أن وجود الأشجار والخضروات أعطى المكان ميزة جمالية طبيعية خضراء، على امتداد 70 دونماً من الأراضي الزراعية


جناين ياسوف
يقول عبد الفتاح تم الاهتمام مبكرا في منطقة الجناين، التي تعرف وطنيا (جناين ياسوف) فكانت أول عملية ترميم شهدتها المنطقة، خلال فترة الحكم البريطاني حيث تم إنشاء "حاووز" من العين السفلي والعين العليا، وفي الثمانينات تم عمل مضخة مياه سهلت على المزارعين، ومكنتهم من الاستفادة بشكل أوسع في المجال الزراعي وشرب المياه، وتواصلت الجهود إلى ترميم العين وبناء جدران استنادية وصب الممرات وعمل القنوات، وتدعيم "السناسل" بالباطون ويضيف أن هذه منطقة الجناين لجميع أهل القرية ولكن يوجد لبعض السكان ملكيات خاصة بهذا المكان, وتعتبر منطقة الجناين متنزه ومتنفس لأهل القرية, والمواطنين من مناطق أخرى حيث يأتي العديد من العائلات لتنزه فيها. وينوه نشأت إلى الفعاليات الثقافية مثل مهرجان الربيع، وهو من المهرجانات المحلية الفلسطينية التي تنظم كل عام.
وكما أن ياسوف غنية بالمناطق الخضراء، والأماكن الأثرية التي تجسد الهوية الثقافية والوطنية، ففيها مقام ديني عبارة عن مسجد قديم يستلقي فوق أعلى قمة في القرية ويسمى باسمه "أبو الزرد"، حيث يشير عبد الفتاح الى ان كان قديما, يستخدم كنقطة شرطية لتبادل الإشارات والتخابر، للتحذير من وقوع الخطر ويوجد لهذا الجبل ميزة على سطحه، فأرضة عبارة عن سهل مسطح يمتاز بخصوبة تربته التي كانت تستخدم لزراعة الخضروات مثل البندورة والبطاطا, ويقومون بري مزروعاتهم من بئر الماء الموجود على سطحه.
ويتابع عبد الفتاح بأن هذا البئر أشبه بالمعجزة حيث كانوا يشربون منه لعذوبة مائه، ويرون مزروعاتهم منه ولا ينصب الماء منه أبدا، ويبقى على نفس المستوى إلى أن في السنوات القليلة الماضية لا يعرف سبب جفافه.
ويمكن للناظر من قمة أبو الزرد أن يرى الشاطئ الفلسطيني, والمدن الساحلية وذالك عندما يكون الجو صحوا. كما يوجد في القرية المسجد العمري يستخدمه أهالي القرية للصلاة, الى جانب أثر لبوابات كنعانية قديمة ونقوش ورموز أثرية منقوشة, على بعض المباني القديمة والصخور خصوصا في منطقة الجناين، إضافة إلى الكهوف والمغارات على امتداد القرية، وهذا يدل على قدم القرية ومكانتها في الماضي.
ويسعى المجلس القروي حاليا لتطوير وتأهيل وترميم المقامات الدينية والبلدة القديمة والكهوف، والجناين لتشكل معا مشروع سياحي قادر على أن يكون متنفسا للمواطنين ومنافسا على مستوى المحافظة, إضافه إلى توفير فرص عمل يحسن من اقتصاد القرية، كما حسنت تلك المناطق من جماليتها.
معوقات القرية
يتطرق نشأت إلى المشاكل التي تعاني منها القرية منها، ظاهرة انتشار الخنازير حيث أصبحت تهدد مصدر رزق المزارعين، وتدمر محاصيلهم وحيث تم منع الاهالي من استخدام إطلاق النار، إضافة إلى أن التسميم الذي يحتاج إلى خطة وطنية متكاملة، لأن خطة المجلس وحدة لا تكفي لمحاربة الخنازير، لذلك هناك حاجة للتنسيق على المستوى المحافظة وتسليط الضوء عليه دوليا، لكشف ممارسات الاحتلال.
وينوه إلى أن الخنازير تعمل على تدمير القطاع الزراعي, لذالك فأن قضيتنا مع الاحتلال قضية أرض بدرجة أول, ولكن تم إهمال هذا القضية وأصبحت بحاجة لتركيز عليها من قبل صناع القرار السياسي على المستوى الفلسطيني, وهناك أيضا الكثير من الحالات الخطرة لأشخاص تعرضوا لهجوم قطيع من الخنازير خاصة أثناء موسم قطف الزيتون، ويضيف بأن محاولات المجلس للتسميم لا تكفي لقتلها جميعا.
ويتحدث نشأت بعد زيادة عدد السكان القرية، والاعتماد على المياه القطرية أصبحوا يواجهون مشكلة في المياه, لأنها تم السيطرة عل المصادر المائية من قبل الاحتلال, وهذا ساهم بحد كبير في زيادة المعاناة.
ويتطرق إلى المساعدات التي يتلقونها سواء من قبل مموليين أو مؤسسات، من ضمنها الإغاثة الزراعية التي قامت بتنفيذ مشاريع من ضمنها مشاريع شق الطرق الزراعية، ومشاريع بناء جدران أستنادية, مشاريع دعم المزارعين بتوفير مشاريع صغيرة لهم, إضافة إلى مؤسسة الرؤية العالمية، ونطمح أيضا لمشاريع أكثر للقرية التي تركز على رفع المستولى التعليمي والثقافي.
ويشير عبد الفتاح إلى المركز الصحي في القرية بالاشتراك مع اسكاكا" وهي قرية فلسطينية تبعد عن حواره 27 كيلو مترا, وتقع على رأس جبل يشرف على السهول والتلال"، ويقول بأن الخدمات الصحية نفسها معاناة خاصة بعد فتح المركز، والذي من المفترض أن يخفف من معاناة المواطنين، ولكن عدم توفر الطاقم والإمكانيات دفعهم إلى الذهاب إلى محافظة سلفيت، ويتم ذلك بعد عمل تحويله من المركز في القرية وهذا يتطلب إجراءات عدة.


ويضيف بأنهم يأملون لتطوير هذا المركز، وتوفير الطاقم المناسب وتوفرهم على مدار الوقت، لأن الإنسان لا يضبط مرضه مع قدوم الطبيب إلى المركز.
وينوه عبد الفتاح إلى مشكلة الصرف الصحي في القرية، حيث أنه لا يوجد شبكة صرف صحي، وهناك حفر امتصاصية خاصة بالمواطنين، وهذا يساهم إلى تلويث البيئة لذالك نحنو نسعى لعمل شبكة صرف صحي يخدم ياسوف والقرى المجاورة.
حاجز وجدار ومعسكر ومستوطنتين وطريقين التفافيين
يتحدث خالد معالي باحث في الاستيطان من محافظة سلفيت ( لموقع أصداء الإخباري) بأن قرية ياسوف من أكثر القرى معاناة، حيث يحيط بها معسكر وحاجز زعترة العسكري ومستوطنتين أرئيل وتفوح وطريقين التفافيين، وجدار عازل إضافة إلى أعمال التجريف الأراضي شرق القرية. ويتابع قبل عدة سنوات كان الاعتماد على الزراعة بشكل كبير، لكن هذا الاعتماد خف حيث كانوا المزارعين يزرعون القمح والذرة والفول، ولكن مضايقات الاحتلال الإسرائيلي دمر القطاع الزراعي كليا.
وينوه معالي إلى البئر الاستيطانية، ومنها تفوح الدافعة على 600 دونم من أراضي القرية، حيث الكثير من الأراضي تم مصادرتها بطرق الاحتلال المعروفة أما بأمر عسكري أو بوضع اليد، والتوسعات الطبيعية للمستعمرات.
ويتذكر أهالي قرية ياسوف كيف أحرق المستوطنون مسجد القرية، ولاذو بالفرار إلى مستوطنة تفوح الملاصقة للقرية، والتي لا تبعد عنها سوى عشرات الأمتار، وكيف يحاول المستوطنون الاستيلاء على أهم ينابيعها الواقع إلى الشمال من القرية
المواطن أحمد عبية من القرية يقول:" قريتنا ياسوف تتوجع وتئن بصمت, تحت وقع غول الاستيطان الذي يبتلع أغلب أراضيها، وإنذارات بهدم المنازل والاقتحامات والاعتقالات
ويتابع ياسوف كانت قرية وادعة وهادئة إلى أن جاء المستوطنون وعكروا صفوها، جاءوا مدعيين أن الأرض لهم، وما فوقها مسخر لهم فكان نصيب هذه القرية الكثير من المعاناة بصمت، إلى أن شعار أهل القرية" أن لا حياة مع الاستيطان والمستوطنين ".
وتوثق الإحصائيات الفلسطينية ولجان مقاومة الجدار في سلفيت، سرقة الاف الدونمات من أراضي القرية، وقيام المستوطنين بإحراق 7 سيارات لأهالي القرية, وتكسير زجاج منازل المواطنين من قبل المستوطنين، وإغلاق الشارع الرئيس الموصل للقرية بالحواجز وغيرها من ممارسات الاحتلال.
ويشكو مزارعو ياسوف من هجمات قطعان الخنازير المستمرة عل الحقول الزراعية، ووجود مستوطن يطلق ماشيته من الأغنام في حقول الزيتون التابعة للقرية، ما يتسبب بتلف مئات أغراس الزيتون.
ويتذكر بحسرة وألم المزارع وراعي الأغنام إبراهيم ياسين "أبو سامي" 74عاما, كيف قام المستوطنون بسرقة قطيع من الأغنام من قبل مستوطن في مستوطنه تفوح، ولم يتم إعادة أي واحدة منها، وانه تقدم بشكوى لشرطة الاحتلال الذين أجابوه أن أغنام المستوطن الذي يخرب الأراضي وحقول الزيتون قد سرقت.
وتوثق مؤسسة أريج لأبحاث الأراضي أن مستوطنة تفوح مقامة 100 دونم، فهي ممتدة إلى قرى جنوب نابلس, ويتطرق معالي إلى مشكلة يعاني منها أهالي القرية, وهي منع البناء في أكثر أراضي القرية بحجة أنها تقع في مناطق "ج" وهذا ترك أثرا سلبيا على نفسية أصحاب المساكن من جهة، وعلى أهالي القرية من جهة أخرى, حيث أن 47% من المساكن القائمة مقامة في المناطق المصنفة (c) ويخشى المواطنين أن يكون مصير مساكنهم, مثل مصير المساكن التي أخطرت بوقف البناء.
وكان المواطن جهاد محمود فلاح، 39 عاما, حصل على تصريح مسبق بالبناء من قبل وزارة الحكم المحلي الفلسطينية منذ عام 2000م، على أساس أن 90% من مسكنه يقع في المنطقة المصنفة (B) الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية ولإجراءات البناء الفلسطينية، إلى أن سلطات الاحتلال استغلت وقوع قسم قليل من مسكنه في المنطقة المعروفة (c) فقامت بإنذاره بوقف البناء .
ويقول نشأت بأن السكان في الماضي، كانوا يعتمدون في معيشتهم على الزراعة خصوصا, أشجار الزيتون التي تستحوذ المساحة الأكبر في أراضي القرية, إضافة إلى أشجار الموز والتين وكرم العنب، وكان يصل الإنتاج لحد الاكتفاء الذاتي ويوفرون ما يزيد من المحصول، أما الآن الكثير من أراضي ياسوف تم مصادرتها ونهبها، من قبل الاحتلال حيث أصبح يتعذر على المواطنين، الوصول إلى أراضيهم ويشر بأن موسم الزيتون تحول إلى موسم معاناة لما يلاحقه من مضايقات والتنكيل، ويمنعوهم من الوصول إليها الأمر الذي أدى إلى ترك الأراضي بور بلا فلاحة أو حراثة .

 

 

المزيد من الصور
قرية ياسوف بين معوقات الحاضر وجمال طبيعتها الخضراء
قرية ياسوف بين معوقات الحاضر وجمال طبيعتها الخضراء
قرية ياسوف بين معوقات الحاضر وجمال طبيعتها الخضراء
قرية ياسوف بين معوقات الحاضر وجمال طبيعتها الخضراء
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017